زيارة هوكشتاين تبثّ بعض الارتياح في نفوس اللبنانيين

بيروت - عكست تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي حالة من التفاؤل الحذر بشأن فرص احتواء التوتر في جنوب لبنان، بعد الزيارة التي قام بها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، والمتوقع أن تتكرر خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأعلن ميقاتي مساء الثلاثاء أنه من المنتظر عقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل خلال شهر رمضان الذي يبدأ في 11 مارس الجاري فلكيا. وقال ميقاتي في مقابلة أجرتها معه قناة “الجديد” اللبنانية إن الاستقرار “طويل المدى” على الحدود الجنوبية يتطلب “وقف الانتهاكات الإسرائيلية” وإعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل على طول الحدود.
وأضاف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدرس اقتراحا طرحه المبعوث الأميركي الذي زار بيروت الاثنين. وأشار إلى أن هوكشتاين قدم “أفكارا شفهية ولا توجد ورقة مكتوبة بشأن جبهة لبنان”.
ووفق ميقاتي، فإن الاقتراح الأميركي يركز على كيفية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حربا استمرت شهرا بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
وينص قرار مجلس الأمن على انسحاب حزب الله من جنوب لبنان ونشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني، وهو ما لم يتحقق ويظهر ذلك في المواجهات الدائرة بين الحزب المدعوم من إيران وإسرائيل منذ بدْء أحداث غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وقال ميقاتي إن اقتراح هوكشتاين يتضمن أيضا “خطة إنمائية للجنوب اللبناني” ستحظى بدعم دول عربية ودول أخرى من خارج المنطقة. وأضاف أن لبنان مازالت لديه تساؤلات حول الطرح الذي قدمه المبعوث الأميركي ولديه بعض التعليقات الأولية عليه.
وفي الثامن من أكتوبر الماضي دخل حزب الله في مواجهات مع إسرائيل، ويربط الحزب إيقاف التصعيد بإنهاء الحرب على غزة.
ومؤخرا برزت أصوات من داخل لبنان وحتى ضمن القوى السياسية الحليفة للحزب تطالب بإنهاء الوضع الراهن وعدم الزج بلبنان في حروب إقليمية لا يستطيع البلد تحمل كلفتها.
ووفق ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية فإن المقترح الأميركي الأخير للبنان يبقى مرتبطا بالتوصل إلى تهدئة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وحسب المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل “يبدو أن المقترح الأميركي يدعو إلى انسحاب ‘وحدة الرضوان’ الخاصة التابعة لحزب الله خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات، وليس انسحاب جميع أفراد حزب الله من المنطقة (الجنوب اللبناني)، والذين يعيش الكثير منهم في القرى الحدودية، وستتم محاولة منعهم من التحرك حاملين الأسلحة، لكن تواجدهم في المنطقة لن يتم حظره بالكامل”.