زيارة قيس سعيد للقاهرة تثير حفيظة الإسلاميين في تونس

تونس – لاقت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد التي يجريها إلى مصر انتقادات حادة من التيارات الإسلامية في تونس التي سارعت إلى مهاجمته.
وبدأ سعيّد الجمعة زيارة رسمية تستمر 3 أيام إلى مصر، هي الأولى له منذ توليه منصبه في 23 أكتوبر 2019، والثانية لرئيس تونسي منذ 6 سنوات.
وانتقد الرئيس التونسي الأسبق، محمد المنصف المرزوقي، الجمعة، الرئيس سعيّد، وفي تدوينه له، تبرأ المرزوقي من الزيارة، مقدما اعتذاره للرئيس الإسلامي المصري الراحل محمد مرسي، وضحايا فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة (14 أغسطس 2013)، وأنصار ثورة 25 يناير، والسجناء السياسيين في مصر.
واعتبر أن سعيّد لم يعد يمثله بعد أن أجرى هذه الزيارة إلى القاهرة. كما رأى أن سعيّد “لا يمثل الثورة التي سمحت له بالوصول للسلطة، ولا يمثل استقلال تونس، ووحدة دولتها ومصالحها وقيمها، والأهم من هذا كله شرفها الذي هو أغلى ما يملكه إنسان أو شعب”.
ولم تعقب الرئاسة التونسية على تصريحات المرزوقي بشأن زيارة سعيد لمصر، لكنها قالت، في بيان الخميس، إن زيارة سعيد لمصر تهدف إلى “ربط جسور التواصل وترسيخ التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين”.
والمرزوقي من أكثر الرافضين لخطوة إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، والتي جاءت عقب مظاهرات حاشدة.
كما بات أحد الداعين لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في تونس من أجل حلحلة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
ولم تعلق حركة النهضة الإسلامية رسميا على الزيارة في وقت عبر فيه حلفاءها عن غضبهم، حيث هاجم راشد الخياري النائب المستقل والذي أُنتخب كمرشح لحزب "ائتلاف الكرامة" المقرب من حركة النهضة، الرئيس التونسي معتبرا أن الزيارة إلى مصر تأتي تمهيدا للتطبيع مع إسرائيل.
ووصف رئيس حزب ائتلاف الكرامة، حليف النضهة في البرلمان، سيف الدين مخلوف، زيارة سعيد بالمخزية. وتساءل خلال حوار تلفزيوني "مالذي يسعى إليه قيس سعيد من دولة أكثر فقر منا مثل مصر؟". وتابع، "كان عليه أن يزور دولا قادرة على مساعدتنا اقتصاديا"
ويسود خلاف في تونس بين الرئيس سعيد، ورئيس الحكومة هشام المشيشي منذ 16 يناير الماضي، عقب إعلان الأخير تعديلا حكوميا جزئيا، لكن الأول لم يدع الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية أمامه حتى اليوم، معتبرا أن التعديل شابته “خروقات”.
كما تعاني تونس من أزمتين اقتصادية واجتماعية فاقمتهما جائحة كورونا، حيث شهد الاقتصاد تراجعا حادا خلال العام الحالي، فيما تشهد عدة مناطق احتجاجات مختلفة تتضمن مطالب فئوية.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، سيتم عقد لقاء قمة مصرية تونسية السبت بقصر الاتحادية، شرقي القاهرة، للتباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.
وستتطرق المباحثات بين الطرفين إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في كافة المجالات، خاصة علي المستوى الأمني والاقتصادي والاستثماري.
كما تأتي زيارة سعيّد إلى مصر بعد زيارته إلى ليبيا في مارس الماضي دعما للعلاقات الثنائية مع ليبيا في مستوياتها السياسية والاقتصادية والإقليمية. ويتوقع متابعون أن يتصدر الملف الليبي لقاء سعيّد والسيسي لما تمثله ليبيا من أهمية إستراتيجية كبيرة لتونس ومصر.
وقال وزير الخارجية التونسي الأسبق، الخبير السياسي أحمد ونيس، إن الرئيسان (سعيد والسيسي) سيتطرقان قطعا لمستقبل ليبيا، ولا شك أنهما سيبحثان مستقبل النظام الليبي.
وحسب اعتقاد المحلل التونسي فإن المشاورات بين مصر وتونس ستتضمن كذلك الوضع الصعب الذي نعيشه في المنطقة العربية، وكذلك مواضيع مثل مكافحة الإرهاب، والإسلام السياسي، وإعادة السلام في بلدان الساحل الأفريقي.