زيارة عبداللطيف حموشي إلى أبوظبي توسع نطاق التعاون الأمني بين المغرب والإمارات بمفهومه الشامل

التوقيع على مذكرة تفاهم تستهدف تأهيل الأطر الأمنية وتعزيز قدراتها.
الأربعاء 2024/09/25
مذكرة التفاهم ثمرة تعاون مشترك

تعكس زيارة المدير العام المغربي للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبداللطيف حموشي إلى الإمارات العربية المتحدة حرصا ثنائيا على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين والارتقاء به إلى مستوى متقدم في مواجهة التحديات القائمة والتحديات المستقبلية.

الرباط - تحمل زيارة المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبداللطيف حموشي إلى أبوظبي، والتي بدأها الاثنين وتختتم غدا الخميس، دلالات عميقة تتجاوز تعزيز التعاون الأمني بمفهومه التقليدي بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، إلى مناقشة سبل التعاون في مواجهة التحديات الأمنية الحديثة.

ويحرص المغرب على تعزيز دوره الإقليمي في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود، من خلال تحديث مفهومه الأمني ونسج شراكات قوية مع دول مثل الإمارات، نجحت في بناء منظومة أمنية حديثة ومتطورة. ويدرك المغرب أن مواكبة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتوسيع دائرة الشراكات، أمران حيويان، للحفاظ على موقع ريادي على الصعيد الإقليمي، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم والتحديات الطارئة بفعل التطور التكنولوجي.

وعقد حموشي خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الإماراتيين، وأظهر المسؤول الأمني المغربي، اهتماما بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت تلعب دورا مركزيا في إعادة صياغة مفهوم جديد للأمن على الصعيد الدولي. كما كانت الزيارة مناسبة لوضع الإطار القانوني والتنظيمي لتوطيد وتطوير التعاون الأمني بين الطرفين، وتبادل الخبرات في مجال التكوين الشرطي وبناء الكفاءات الأمنية.

ووقع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني مذكرة تسمح بتبادل الخبرات والتجارب العملية والاستفادة من الإمكانيات التخصصية المتوفرة لدى الشرطة المغربية ونظيرتها في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، واستخدامها في تأهيل الأطر الأمنية وبناء قدراتها، فضلا عن تعزيز التعاون المشترك في مجال الدراسات العليا في العلوم الشرطية والأمنية والقانونية.

وأوضح الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المراقب العام للشرطة بوبكر سبيك، أن مذكرة التفاهم هي ثمرة تعاون مشترك ومستدام بين الطرفين، هدفها هو تبادل الخبرات في مجال التدريب والتكوين الشرطي، وفتح المعاهد الأكاديمية الشرطية في كلا البلدين لبناء القدرات وتعزيز مهارات الأمنيين في مختلف التخصصات الشرطية والعلمية والقانونية.

ولفت سبيك إلى أن المذكرة تراهن على خلق جيل جديد من الأطر الأمنية، المؤهلة جيدا، والمنفتحة على التجارب المقارنة، والقادرة على رفع التحديات المستقبلية في مجال الأمن في مفهومه الشامل. وتنسجم المذكرة مع توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يحرص على تمكين هذه المؤسسة الأمنية من الوسائل الضرورية للقيام بواجبها الوطني والمهني.

وبالتزامن مع توقيع الاتفاق الثنائي في مجال التكوين الشرطي، أجرى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني مباحثات ثنائية موسعة مع القائد العام لشرطة أبوظبي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، تناولا فيها سبل تطوير التعاون المشترك في المجال الأمني، وتوسيع مجالاته وأشكاله، بما يتلاءم مع المستوى المتقدم للعلاقات المتميزة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

بوبكر سبيك: المذكرة تراهن على خلق جيل جديد من الأطر الأمنية
بوبكر سبيك: المذكرة تراهن على خلق جيل جديد من الأطر الأمنية

ويرتبط المغرب بعلاقات قوية مع دول الخليج العربي ولاسيما مع الإمارات العربية المتحدة، التي يتقاسم وإياها نفس التصورات والرؤى، ويتوافق معها في العديد من الملفات والقضايا الحيوية التي تهم المنطقة العربية والعالم.

وبحسب بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فقد التقى حموشي خلال الزيارة بعلي عبيد الظاهري رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتباحث معه مختلف قضايا العمل الأمني المشترك، بما فيها الوضعية الأمنية والتهديدات الناشئة في المحيط الإقليمي والدولي.

كما تميز برنامج المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بزيارة مجموعة من المنشآت الأمنية الجديدة بدولة الإمارات، بما فيها منشأة “المدينة الآمنة” التابعة لشرطة أبوظبي، والتي تعتبر من المشاريع التقنية الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية والمرورية، والتي تعمل على تعزيز مستوى إدارة السلامة المرورية للسائقين ومستخدمي الطرق وفقا لتقنيات متطورة تعتبر الأحدث عالميا.

وشاهد المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عروض محاكاة عملية حول أحدث التقنيات والحلول التقنية المعتمدة من طرف القيادة العامة لشرطة أبوظبي في مختلف المجالات والتخصصات الأمنية ذات البعد المشترك، شملت زيارات ميدانية لمؤسسات صناعية متخصصة في تصنيع المعدات الأمنية ووسائل العمل الشرطي.

ويقول محللون إن زيارة حموشي لدولة الإمارات تأتي في سياق تنفيذ برنامج عمل مندمج أعده قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بغرض تطوير آليات التعاون الأمني الدولي، وتوسيع مجالات ومستويات التنسيق والشراكات الأمنية مع مختلف الأجهزة الأمنية في الدول الشقيقة والصديقة وفي المنظمات الدولية ذات الاهتمام بالشأن الأمني.

وتعكس الزيارة الرغبة المشتركة لكلا البلدين في توسيع نطاق التعاون الأمني في مفهومه الشامل، مع إيلاء أهمية خاصة للكوادر البشرية، على برامج التكوين والتدريب والتأطير، باعتبارها المدخل الأساسي لتحديث المرافق الشرطية وتمكينها من كسب التحديات التي تطرحها التهديدات الأمنية المستجدة. وتتسم العلاقات المغربية – الإماراتية بطابع إستراتيجي ذي أبعاد متعددة وتشكل الأخوة الأصيلة والاحترام والتقدير المتبادلين والتضامن الفاعل الأساس المتين الذي ترتكز عليه هذه الروابط.

وشهدت العلاقات الثنائية تطورا استثنائيا خلال سنة 2023، بانتقالها إلى السرعة القصوى على مستوى ترسيخ الشراكة الاقتصادية والاستثمارية التي طبعتها ثقة تامة وانسجام كامل في الرؤى حول فرص وإمكانات التكامل والتعاون العملي بين البلدين. والإمارات من بين الدول الخليجية التي كانت سباقة في افتتاح قنصلية بمدينة العيون كبرى مدن الصحراء المغربية وتدعم بقوة مغربية الصحراء وسيادة المغرب على كامل ترابه.

وشكلت زيارة المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني إلى أبوظبي مناسبة لبحث التعاون الأمني المتعدد الأطراف، حيث التقى حموشي على هامش الزيارة بأحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية إنتربول، وتناول معه قضايا التعاون الأمني الشامل، الذي تعتبر المملكة المغربية فاعلا رئيسا فيه، كما استعرض الجانبان مختلف المخاطر والتهديدات الأمنية والسبل الكفيلة بمواجهتها من منظور جماعي من أجل عالم أكثر أمنا.

4