زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى البحرين.. فتّش عن إيران

متابعون يرجحون أن تكون الزيارة على علاقة بتحالف قيد التشكل.
الثلاثاء 2022/02/15
مواجهة التهديدات الإيرانية هدف أساسي

المنامة - بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الاثنين زيارة إلى البحرين هي الأولى لرئيس حكومة إسرائيلي إلى الدولة الخليجية، التي وقعت مع تل أبيب اتفاقية سلام في سبتمبر من العام 2020.

ويرجح متابعون أن تكون الزيارة على علاقة بتحالف قيد التشكل سبق وأن كشفت المنامة اللثام عنه السبت الماضي، ويعتقد أنه في علاقة بسبل مواجهة تهديدات إيران.

ويلتقي بينيت خلال الزيارة التي تستغرق يومين، العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد رئيس الوزراء سلمان بن حمد.

وكانت وزارة الخارجية البحرينية أكدت السبت ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية حول تعيين ضابط إسرائيلي بالمملكة، في إطار ما وصفته بترتيبات متعلقة بتحالف دولي -لم تسمه- يضم أربعة وثلاثين بلدا.

وقالت الوزارة إن هذا التحالف هدفه “تأمين حرية الملاحة بالمياه الإقليمية وحماية التجارة الدولية ومواجهة أعمال القرصنة والإرهاب في المنطقة”.

ولم تذكر الوزارة تفاصيل أكثر عن التحالف والضابط أو المهام المخولة إليه، إلا أن وسائل إعلام محلية وإسرائيلية قالت إنه سيتمركز في المنامة بشكل دائم، خلال الأسابيع المقبلة. وجاء الاتفاق على هذه الخطوة خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة.

دوري غولد: التهديد الإيراني يدفع إسرائيل والبحرين إلى توثيق العلاقات

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يرافقه مسؤولون عسكريون وأمنيون زاروا البحرين مطلع الشهر الجاري في زيارة تخلّلها توقيع البلدين اتفاقية دفاعية، وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ”التاريخية”.

وأكّد غانتس أنّ الاتفاقية التي تشمل التعاون في مجالات الاستخبارات وشراء المعدات والتدريب، ترتقي بعلاقة البلدين إلى “آفاق جديدة”.

ويرى مراقبون أن تواتر زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى البحرين، وآخرهم رئيس الوزراء بينيت، والحديث عن تحالف واسع قيد التشكل يشي بأن هناك تحركا إقليميا بدعم دولي للتصدي للتحديات التي تفرضها إيران والجماعات الموالية لها.

وأظهر استهداف ميليشيات يمنية وعراقية موالية لإيران للإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي تلاه استهداف مطار أبها المدني جنوب السعودية، وجود حاجة ماسة إلى تعاون إقليمي في مواجهة التحدي الإيراني، لاسيما مع تراخي القبضة الأميركية نتيجة حرص واشنطن على تمرير الاتفاق النووي.

ودخلت المفاوضات بين إيران والمجموعة الدولية مرحلة حاسمة، وسط تكهنات بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهاية الشهر الجاري.

وتخوض إيران والقوى العظمى منذ نوفمبر الماضي في فيينا محادثات بهدف إحياء الاتفاق النووي، الذي كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب منه من جانب واحد في العام 2018.

ويخفّف اتفاق 2015 من العقوبات المفروضة على طهران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

وتعارض إسرائيل بشدة العودة إلى اتفاق فيينا، في المقابل لا تخفي الدول الخليجية تحفظاتها على الاتفاق وتطالب بأن يأخذ بالاعتبار باقي التهديدات التي تشكلها طهران، لاسيما في علاقة ببرنامجها للصواريخ الباليستية وأيضا لدعمها الجماعات المتطرفة.

واعتبر الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تلّ أبيب يوئيل غوزنسكي أنّ زيارة بينيت لها علاقة بإيران “بكل تأكيد”. وأضاف “في ضوء محادثات فيينا فإنّ الزيارة تُعدّ عرضا للقوة، وإشارة رمزية إلى أنّ الدولتين تعملان معا”.

وبالنسبة إلى رئيس مركز القدس للشؤون العامة دوري غولد فإن “تعرّض إسرائيل والبحرين للتهديد الإيراني دفعهما نحو توثيق علاقاتهما”.

ولفت غولد إلى التظاهرات التي شهدتها البحرين، معتبرا أن الاحتجاجات كانت مدعومة من إيران ولاسيما من حزب الله اللبناني.

وشدّد غوزنكسي على “أهمية” إرسال إسرائيل لضابط بحري للتمركز في الدولة الخليجية التي تستضيف مقرا لأسطول البحرية الأميركية الخامس، إذ إنّ البحرين “لا تريد أن يُنظر إليها على أنّها قاعدة إسرائيلية في الخليج”.

3