زيارة الدبيبة لتسوية ديون وليس تقديم دعم لتونس

انتهت زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى تونس دون نتائج تذكر، في حين اعتبرها مراقبون بأنها كانت زيارة لتسديد الديون وليست لتقديم الدعم للبلد الذي يعيش أزمة اقتصادية هي الأشد منذ عقود.
تونس – انتهت زيارة الوفد الحكومي الليبي بقيادة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة إلى تونس دون أي نتائج تذكر باستثناء تعهد الدبيبة بتسديد الديون الليبية لدى المستشفيات التونسية الخاصة وديون أخرى متعلقة بإنتاج الكهرباء، وهو ما يعني أن الزيارة كان الهدف منها تسوية ملف الديون وليس تقديم الدعم لتونس التي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا.
وجاءت نتائج الزيارة متسقة مع توقعات لمحللين كانوا قد أكدوا أن الدبيبة ليس بإمكانه تقديم الدعم المالي لتونس ولا توقيع أي اتفاقيات معها نظرا لاقتصار صلاحياته حاليا على تسيير الأعمال، معتبرين أن الدبيبة سيكون مستفيدا بشكل أكبر بكثير من تونس من هذه الزيارة التي حظي خلالها بلقاء مع الرئيس قيس سعيد.
وأخرجت الزيارة الدبيبة من عزلة إقليمية ودولية يعيشها منذ نحو سنة، فباستثناء تركيا والجزائر لم يحظ باستقبال أي دولة، وهو ما يرجح التكهنات التي ربطت زيارته إلى تونس بضغوط مارستها الجزائر على السلطات التونسية.
نتائج الزيارة تؤكد توقعات بأن الدبيبة ليس بإمكانه تقديم دعم لتونس نظرا لاقتصار صلاحياته على تسيير الأعمال
ومن شأن هذه الزيارة أن تخفف الضغوط على الدبيبة الذي بدأت القاهرة تتحرك باتجاه استبعاده من خلال تشكيل سلطة تنفيذية جديدة تشرف على إجراء الانتخابات.
ويزور رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري القاهرة لبحث تشكيل سلطة تنفيذية جديدة بإشراف مصري.
وزار الدبيبة تونس مرفوقا بوفد حكومي ورئيس مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، مما أعطى الإيحاء بأنه سيقدم دعما بقرض أو هبة لتونس التي تسعى منذ أشهر من المفاوضات للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
وكشف الدبيبة الخميس أن بلاده تعتزم تسديد ديون مستحقة لتونس خلال ديسمبر الجاري، إضافة إلى توحيد نقطة الجمارك الحدودية بين البلدين.
جاء ذلك خلال اجتماع الدبيبة في تونس العاصمة مع رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول وأعضاء الاتحاد، وفق بث مباشر لمنصة “حكومتنا” الليبية.
وقال الدبيبة إن “الحكومة الليبية ستسدد 250 مليون دولار ديونا مستحقة لتونس قبل نهاية العام الجاري وهي متعلقة بديون علاجية لمرضى ليبيين ومستحقات الكهرباء”.
وأثناء الحروب التي عاشتها ليبيا خلال السنوات الماضية، كانت مستشفيات تونسية تستقبل الجرحى الليبيين، فيما ربطت ليبيا شبكتها الكهربائية في غرب البلاد مع تونس لتعويض نقص الإنتاج بسبب تضرر أبراج نقل التيار.
وأضاف الدبيبة خلال الاجتماع “نريد تنفيذ فكرة توطين العلاج في الداخل تعالوا أنتم (التونسيين) وابنوا معنا المستشفيات حتى نخفف عليكم، نعلن أن المؤسسات التونسية الطبية جيدة”.
وقال إن “مسؤولي الجمارك في ليبيا وتونس اتفقوا على توحيد نقطة الجمارك في معبر رأس جدير الحدودي، وستنطلق مشاريع لتطوير وتوسعة المعبر خلال الفترة المقبلة”.
والأربعاء أشرف الدبيبة ونظيرته التونسية نجلاء بودن على توقيع اتفاقية تتضمن زيادة عدد الرحلات الجوية بين ليبيا وتونس وربط المطارات الليبية والتونسية والشروع في تدشين خط بحري بين البلدين.
ووقع الاتفاق وزير المواصلات الليبي محمد الشهابي ونظيره التونسي ربيع المجيدي، وهو يهدف إلى تدشين ميناء مشترك للأمن الغذائي لمعالجة وتخزين المواد الغذائية لفائدة البلدين والدول المجاورة وتدعيم خطوط النقل العامة.
وبدأ الدبيبة الأربعاء زيارة إلى تونس برفقة وفد مكون من محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك ونائب رئيس الوزراء عادل جمعة وعدد من الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية والخدمية. والتقى الدبيبة مع الرئيس سعيد في قصر قرطاج، واتفقا على فتح باب التعاون بشكل كامل ومعالجة أي إشكاليات أمام “الشراكة التاريخية” بين البلدين الجارين، وفق بيان لرئاسة الحكومة الليبية الأربعاء.