زوكربيرغ يعد بالخصوصية: سنشفر الرسائل

واشنطن- عرض مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك التي تدير شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم الأربعاء، رؤية جديدة للشركة “تركّز على الخصوصية”، مشيرا إلى تحوّل مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي نحو تواصل أقلّ انفتاحا في منعطف يعتبر استراتيجيا.
ووعد زوكربيرغ الذي أسس أكبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأغرى المليارات من الأشخاص بأن يشاركوا تفاصيل حياتهم على الإنترنت، ثم بدأ بعرض الإعلانات عليهم، بحسب نشاطاتهم، مؤخرا إنه سيجري تغييرات على الشركة، بتخفيف التركيز على المشاركة، والعمل على بناء تجارب خاصة.
وهذا الإعلان هو انعكاس لتغير سلوك الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي بدأ منذ سنوات بالنمو البطيء للمستخدمين. وكان زوكربيرغ تحدث منذ سنوات بتلهف حول زيادة مشاركات الناس لتفاصيل حياتهم على فيسبوك، وفي الوقت الذي بقي فيسبوك هو الرقم واحد في العالم، بفشل منصات أخرى في إنهاء هيمنته على هذا المجال، إلا أن تطبيقات أخرى مثل وي تشات وواتسآب اللذين يملكهما فيسبوك أظهرا زيادة ملحوظة، كونهما يركزان على الرسائل فقط.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشبكة، أن فيسبوك ستتحول إلى شبكة تركّز أكثر على المبادلات الخاصة مقارنة مع ما ينشر الآن ويمكن لعدد كبير من الناس قراءته، وعلى نسق من نوع “ستوريز” (قصص) تزول بعد 24 ساعة.
وقال زوكربيرغ “اليوم نرى أن الرسائل الخاصة و-ستوريز- العابرة والمجموعات الصغيرة هي نسق التواصل عبر الإنترنت الذي يسجل أكبر نمو بأشواط”. وأضاف زوكربيرغ في رسالة عبر موقع فيسبوك إن الناس أصبحوا يريدون بصورة متزايدة التواصل عبر الشبكات الرقمية بطريقة تضمن الخصوصية “كما يحدث في غرف النوم… عندما أفكر في مستقبل الإنترنت، اعتقد أن منصة الاتصالات التي تركز على الخصوصية ستصبح أكثر أهمية من المنصات المفتوحة اليوم”.
وقال زوكربيرغ إن نمو التراسل الخاص يوفر فرصة لإقامة منصة أبسط تركز على الخصوصية بالدرجة الأولى. واعترف مؤسس شبكة فيسبوك بأن شركته لا تتمتع حاليا بسمعة طيبة في ما يتعلق بتوفير خدمات تحمي الخصوصية، لكنه قال إن الشركة أظهرت مرارا قدرتها على التطور.
وأكد زوكربيرغ الذي انتقدت مجموعته كثيرا لإدارتها السيئة للبيانات الشخصية، نيته توحيد الشبكة تقنيا مع الخدمات الأخرى مثل ماسنجر وواتسآب وإنستغرام. ويمكن عندها تبادل الرسائل مباشرة عبر هذه الشبكات التي تعتمد تشفير البيانات كما يحصل الآن عبر واتسآب. وأوضح قائلا “في السنوات المقبلة سنعيد بناء خدماتنا حول هذه الأفكار”. وتعتزم شركة فيسبوك تطوير منصة تستند إلى نموذج تطبيق المراسلة والتواصل واتسآب المملوك لها. وستتيح من خلال هذه الرؤية للأشخاص وسائل تفاعل مختلفة، بما في ذلك الاتصالات الصوتية ومحادثة الفيديو والمحادثة الجماعية وإدارة الأعمال وسداد المدفوعات.
وللعلم فإن رسائل واتسآب محمية تماما، ولا يتم تخزينها على خوادم واتسآب، بمعنى أن الشركة لا يمكنها الاطلاع عليها، وكذلك الحال مع فيسبوك ماسنجر، حيث توجد خاصية تخوّل المستخدمين حماية مراسلاتهم.
ولم تتضمن رسالة زوكربيرغ الطويلة أي تفاصيل عن المنصة الجديدة، واعتمد بدلا من ذلك على وصف المبادئ التي ستستند إليها. وجاءت رسالة زوكربيرغ عبر منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها يوميا حوالي 1.5 مليار نسمة في مختلف أنحاء العالم، ردا على الانتقادات التي تواجهها الشركة بسبب فشلها في حماية بيانات المستخدمين.
وبحسب أنتونيو غارسيا مارتينز، مدير سابق في فيسبوك، ففي حال انتقل فيسبوك للتركيز على المحادثات الخاصة، فسيكون تركيزه أقل على وضع قوانين ولوائح بخصوص ما يتم نشره. وأكد الخبير التقني شكان سلطاني في تغريدة أن إعلان زوكربيرغ هو وسيلة لتجاوز اعتراضات على مكافحة الاحتكار، وقال “هو أكثر من استغل الخصوصية للحصول على ميزات غير تنافسية”.