زوكربيرغ: فيديو بيلوسي يخالف سياسات فيسبوك

فيسبوك لم يحذف فيديو بيلوسي وإنما حدّ فقط من انتشاره وأبلغ المستخدمين الذين حاولوا تداوله بأنه قد يكون مضللا.
الجمعة 2019/06/28
زوكربيرغ يتنصل من المسؤولية

واشنطن - قال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، إن شركته استغرقت وقتا طويلا للإشارة إلى حدوث تلاعب في مقطع فيديو بحيث تبدو فيه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وهي تتلعثم وتنطق بكلمات مبهمة.

وأضاف زوكربيرغ في مؤتمر الأربعاء في أسبن بولاية كولورادو الأميركية، أن الاستجابة البطيئة للأمر كانت “خطأ تنفيذيا من جانبنا”.

وتم إبطاء مقطع الفيديو والتلاعب به ليبدو حديث بيلوسي مبهما وتبدو وكأنها تتلعثم مرارا في الكلام. وبعد ظهور المقطع الشهر الماضي تم تداوله على نطاق واسع على فيسبوك وتويتر وعلى موقع يوتيوب التابع لغوغل.

وحذف يوتيوب المقطع وعزا ذلك إلى انتهاكه لسياساته، لكن موقع فيسبوك لم يحذفه وإنما حدّ فقط من انتشاره وأبلغ المستخدمين الذين حاولوا تداوله بأنه قد يكون مضللا.

وقال زوكربيرغ “استغرق الأمر وقتا.. وخلال هذا الوقت تم تداوله بشكل أكبر مما كان ينبغي لسياساتنا أن تسمح به”.

وانتقدت بيلوسي رفض فيسبوك إزالة المقطع، وقالت إن الواقعة أقنعتها بأن الشركة تعمّدت جعل التدخل الروسي في الانتخابات ممكنا.

لكن زوكربيرغ، قال إن ضعف الرد الحكومي الأميركي على التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، شجّع أطرافا حكومية أخرى على فعل الشيء نفسه. وأضاف “كشركة خاصة، لم تكن لدينا الأدوات اللازمة لإيقاف الحكومة الروسية. يمكننا الدفاع بأقصى ما نستطيع، لكن حكومتنا هي التي لديها الأدوات اللازمة لممارسة الضغط على روسيا، وليس نحن”.

 وتابع “عندما لم تتخذ الحكومة أي نوع من الإجراءات المضادة بعد عام 2016، كانت الإشارة التي تم إرسالها إلى العالم هي أننا منفتحون على الأعمال”، مضيفا أن الشركة شهدت منذ ذلك الحين “زيادة نشاط” من إيران وغيرها. وقال “لقد كثفنا بشكل كبير من الجانب الأمني”.

وأضاف أيضا أنه بينما اتخذت شركته خطوات لمنع جهات حكومية من التدخل في الانتخابات في جميع أنحاء العالم، فإن تحديد ما هو مقبول من الحملات وما هو دون ذلك ليس من مسؤولية شركة خاصة.

ويثير نشر معلومات مضللة عبر مقاطع فيديو يتم التلاعب بها، قلقا قبيْل انتخابات الرئاسة الأميركية التي تجرى العام المقبل، خاصة مع استخدام الذكاء الصناعي حاليا لإنتاج مقاطع تبدو أصلية ويظهر فيها أشخاص وكأنهم يقولون كلمات لم ينطقوا بها في الواقع.

وبعد انتشار فيديو بيلوسي، ظهر زوكربيرغ أيضا في مقطع على إنستغرام تم التلاعب به أيضا. ولم تحذف فيسبوك، التي تملك إنستغرام، هذا المقطع.

وظهر زوكربيرغ وهو يتحدث مباشرة إلى الكاميرا، بفخر عن الدوافع السيئة وراء إنشاء إمبراطورية فيسبوك. ويقول “تخيّل هذا لثانية واحدة: رجل واحد يسيطر على بيانات المليارات من الأشخاص سيطرة كاملة، كل أسرارهم، حياتهم ومستقبلهم”، ويضيف “أنا مدين لسبكترا التي أخبرتني بأن من يتحكم بالمعلومات يتحكم بالمستقبل”؛ وسبكترا هي شركة تحاول السيطرة على العالم في سلسلة أفلام جيمس بوند.

ويبدو جليّا أن الفيديو مزيف، وقد أصدره فنانان بريطانيان بيل بوسترز ودانييل هاو، لإظهار كيف يمكن بسهولة نشر المعلومات الخاطئة ذعبر الإنترنت. وأراد الفنانان اختبار مصداقية فيسبوك في التعامل مع الأخبار المزيفة، وهل ستقوم الشركة بمحو الفيديو أم ستتركه كما فعلت بفيديو بيلوسي.

19