"زوبعة الهقار 24" مناورة عسكرية جزائرية لا تخلو من رسائل إقليمية

المناورة تتزامن مع اقتراب وحدات من الجيش المالي المدعوم من طرف مجموعة "فاغنر" الروسية، والمعزز بسلاح تركي، من الحدود الجزائرية.
الأربعاء 2024/02/28
استنفار جزائري على الحدود الجنوبية

الجزائر- أشرف رئيس أركان الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة على مناورة عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود الجنوبية، لتكون بذلك تمرينا تكتيكيا، ممزوجا برسالة ذات أبعاد إقليمية، هدفها التأكيد على قدرة الجيش على حماية الحدود ودرء الأخطار المحتملة في ظل التحولات التي تعيشها المنطقة، ووصول الجيش المالي إلى الشمال لملاحقة التنظيمات الانفصالية.

وتجري المناورات التي حملت عنوان “زوبعة الهقار 24” في الناحية العسكرية السادسة التي تشمل الإقليم الجنوبي للبلاد ويقع مقرها في مدينة تمنراست المحاذية لدولة النيجر، وتعتبر همزة وصل بين الجزائر ودول الساحل.

ويعتبر التمرين الذي اختارت له القيادة العسكرية الحدود الجنوبية، الأول من نوعه خلال العام الجاري، حيث دأبت وحدات الجيش الجزائري بمختلف أسلاكها وتخصصاتها، على إجراء تمارين مبرمجة ويتم الاستعداد لها على مدار العام، لكن “زوبعة الهقار 24 “، يأتي في خضم مخاوف جزائرية من المخاطر التي حملتها التحولات الأخيرة في منطقة الساحل.

وجاءت المناورة مع اقتراب وحدات من الجيش المالي المدعوم من طرف مجموعة “فاغنر” الروسية، والمعزز بسلاح تركي، من الحدود الجزائرية، في إطار ما تصفه مالي بـ”استعادة وحدة البلاد وملاحقة المجموعات المسلحة الانفصالية”.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، بأن “التمرين قامت بتنفيذه وحدات من القطاع العملياتي برج باجي مختار مدعومة بوحدات من مختلف الأسلحة، حيث استمع الجنرال سعيد شنقريحة، إلى عرضين قدمهما كل من قائد الناحية العسكرية السادسة وقائد القطاع العملياتي برج باجي مختار، حول الفكرة العامة ومراحل تنفيذ التمرين التكتيكي والأهداف المرجوة منه“.

وأضاف البيان أن “القيادة العسكرية تابعت مجريات الأعمال القتالية التي قامت بتنفيذها الوحدات المقحمة، والتي اتسمت باحترافية عالية في جميع مراحلها وبمستوى تكتيكي وعملياتي راق، يعكس القدرات القتالية العالية للأطقم والقادة في كافة المستويات، خاصة ما تعلق منها بالاستغلال الأمثل للميدان والتنسيق عالي المستوى بين مختلف الوحدات المشاركة، فضلا عن الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية، ومهارة وقدرة الأفراد على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات المخصصة، وهو ما أسهم في تحقيق نتائج جد مرضية جسدتها دقة الرمايات بمختلف الأسلحة واحترام الخطط الموضوعة والالتزام بالتوقيتات المقررة”.

ولفت الى أن التمرين تخللته “عملية انزال لمفرزة من القوات الخاصة باستعمال المروحيات تحت حماية المروحيات المقاتلة، وإنزال مظلي في عمق العدو، بمهمة تدمير قوات عدو غير تقليدي، فضلا عن عملية تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوا”.

وكان الجنرال شنقريحة، قد باشر زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية السادسة، خاصة في ضوء التطورات المتسارعة التي تعيشها منطقة الساحل، ودخول قوى إقليمية تنظر إليه الجزائر بتوجس.

وجدد رئيس أركان الجيش الجزائري خطاب بلاده فيما يتصل بعدة ملفات، حيث صرح في كلمة ألقاها أمام كوادر وضباط وجنود المنطقة، بأن “الجزائر كانت ولا تزال تدافع وتقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم، على غرار القضيتين الصحراوية والفلسطينية”.

وتفادى الرجل الأول في المؤسسة العسكرية الجزائرية، الخوض أو التعليق على التطورات التي تعرفها منطقة الساحل، خاصة استقواء المجلس العسكري الحاكم في مالي بقوى إقليمية، للتنصل من التزامات بلاده تجاه اتفاق السلم والمصالحة الذي رعته الجزائر منذ العام 2015، والاتهامات الموجهة من باماكو للجزائر، بالتدخل في شؤونها الداخلية ورعاية المجموعات الانفصالية.

4