زوار الكولوسيوم على موعد مع مباريات المصارعة الرومانية
عادت الحياة إلى الكولوسيوم في إيطاليا بعد فترة من الإغلاق بسبب كورونا، لكن زواره سيكونون بعد نحو عامين على موعد مع عودة الحياة إلى ساحة المصارعة أيضا، حيث سيكون بإمكانهم الاستمتاع بمشاهدة المعلم الأثري وسط الساحة كما كان متاحا في القرن التاسع عشر.
روما – كشفت وزارة الثقافة الإيطالية الأحد عن مشروع طموح لإعادة بناء ساحة المنازلة التي تتوسط مدرج الكولوسيوم الروماني مما سيتيح للزوار التنزه فيها اعتبارا من عام 2023.
واعتبر وزير الثقافة داريو فرانشيسكيني أنها “خطوة جديدة نحو إعادة إعمار الساحة، وهو مشروع طموح سيساعد في الحفاظ على الهياكل الأثرية من خلال استعادة الصورة الأصلية للكولوسيوم وخصائص آليته المسرحية المتعددة الوجوه”.
ويأمل فرانشيسكيني أن يتيح ذلك للزوار الاستمتاع بمشاهدة المعلم الأثري الذي يشكل أحد رموز إيطاليا من وسط الساحة، كما كان متاحا في نهاية القرن التاسع عشر. وفي الوقت الراهن، باستثناء منصة صغيرة، لم تعد للكولوسيوم أرضية ولكن من الممكن مشاهدة أنقاض جدران الساحة وأنفاقها.
وستسمح المساحة الجديدة للزوار بالوقوف في الوسط ومشاهدة الجدران المقببة في الكولوسيوم، كما كان يمكن أن يراها المصارعون في روما القديمة.
وأعلن فرانشيسكيني عن عقد قيمته 18.5 مليون يورو (22 مليون دولار) لبناء وتثبيت الهيكل القابل للسحب الذي سيعيد “الساحة” التقليدية، أو مسرح القتال لعروض المصارعة في روما القديمة.
والكولوسيوم، هو مدرج عملاق كان يستخدم في مباريات المصارعة والاحتفالات الجماهيرية في العصر الروماني.
وقال وزير الثقافة الإيطالي إن المدرج يعود إلى القرن الأول وكان موجودا حتى القرن التاسع عشر، عندما طالته بعثات الحفريات الأثرية التي شملت المستويات الجوفية للمبنى القديم.
وأشار إلى أنه سيسمح أيضا بإقامة أحداث ثقافية تحترم الكولوسيوم كرمز لإيطاليا، ولكن ليس واردا تحويل الموقع إلى مكان للعروض.
ومن المقرر الانتهاء من المشروع بحلول عام 2023، وسيكون النظام المتنقل قادرا على تغطية أو كشف الهياكل الموجودة تحت الأرض بسرعة، لحمايتها من المطر أو السماح بتهويتها.
والمشروع قابل للعكس، مما يعني أنه يمكن إزالته إذا تغيرت خطط الكولوسيوم في المستقبل.
ويعتزم فرانشيسكيني دعوة وزراء ثقافة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين إلى الكولوسيوم في 29 يوليو المقبل.
إلا أن مديرة حديقة الكولوسيوم الأثرية ألفونسينا روسو لفتت إلى أن مشروع إعادة تأهيل الأرضية البالغة مساحتها ثلاثة آلاف متر مربع لن يكون متاحا للزوار إلا سنة 2023. وقبل جائحة فايروس كورونا كان نحو 25 ألف شخص يوميا يزورون المسرح البيضاوي المصنف كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وأوضحت روسو أن أشغال إعادة تأهيل الساحة يفترض أن تنطلق في نهاية هذا العام أو في بداية السنة المقبلة على أبعد تقدير، على أن تكتمل سنة 2023. وسيتم تنظيم عروض على المستوى الأوروبي لتنفيذ الأعمال التي تبلغ قيمتها نحو 15 مليون يورو.
ورست المناقصة التي أطلقت في نهاية العام الماضي على شركة هندسية من ميلانو تقدمت على منافساتها العشر بفضل مشروعها القائم على الشرائح الخشبية المتحركة والتهوية الطبيعية للأنفاق تحت أرض الساحة لتي كانت تقام فيها حفلات المصارعة بين العبيد والحيوانات البرية الضارية.
ولفت مهندسو الشركة الفائزة إلى أن المشروع سيكون عبارة عن هيكل خفيف الوزن يمكن تفكيكه بالكامل وتغطيته بخشب أكويا الشديد المقاومة.
وستجهز الشرائح بنظام دوران للسماح بالإضاءة الطبيعية والتهوية للأنفاق تحت الأرض التي يمكن أيضا تحويلها مكشوفة، كذلك يشمل المشروع نظاما لجمع مياه الأمطار التي تغمر قاع الكولوسيوم بهدف توفير حماية أفضل للآثار، ولتأمين المياه للمراحيض العامة للمعلم الأثري الأكثر استقطاباً للزوار في روما.
وأعيد فتح الكولوسيوم للجمهور الأسبوع الماضي بعد إغلاق استمر 41 يوما بسبب قيود جائحة فايروس كورونا.
ووضع المسؤولون مسارا ذا اتجاه واحد كجزء من تدابير السلامة، ويقتصر عدد الزوار على 1260 زائرا يوميا، مقارنة بما يصل إلى 25000 زائر يوميا في عام 2019، قبل انتشار الوباء.
