زهير المغزاوي ينتقد ولاية قيس سعيد بدل تقديم برنامج انتخابي واضح

المغزاوي يتخلى عن الأمانة العامة لحركة الشعب لخوض سباق الانتخابات الرئاسية.
الجمعة 2024/08/30
انتقادات صريحة في بداية الحملة

تونس - حملت التصريحات الأخيرة لزهير المغزاوي، المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس، والأمين العام لحركة الشعب، انتقادات لمسيرة الرئيس الحالي قيس سعيد، بدل تقديم برنامج انتخابي واضح.

ويرى متابعون للشأن التونسي أن في الوقت الذي تنتظر فيه الفئات الشعبية والسياسية خطابا جديدا للمغزاوي يتقاطع مع الخطابات السابقة التي اقترنت بالمحطات الانتخابية بعد ثورة يناير 2011، فوجئت بتوخيه لنفس الأسلوب المكرر دون تقديم محاور يرتكز عليها في رؤية أو تصور جديد للمرحلة القادمة.

وأعلن زهير المغزاوي تخليه عن الأمانة العامة لحركة الشعب والتفرّغ لخوض السباق الانتخابي الرئاسي المزمع إجراؤه في السادس من أكتوبر المقبل.

 وأكّد المغزاوي أنه لن ينسحب من السباق، فضلا عن إعلانه فكّ الارتباط مع منظومة الخامس والعشرين من يوليو 2021، التي كان يعتبرها فرصة للتغيير، حسب تعبيره، لافتا إلى أنهم في حركة الشعب وجدوا أنفسهم بعد ذلك في “مسار يتجه نحو الحكم الفردي وعدم الإنجاز”.

 كما أكّد زهير المغزاوي أنه يريد أن يكون رئيسا لكل التونسيين ولذلك تخلّى عن الأمانة وطالب في نفس السياق رئيس الجمهورية قيس سعيد بتفويض مهامه الرئاسية والتفرّغ للحملة الانتخابية.

وقال “إن هناك تجاوزات واستعمالا لمؤسسات الدولة من قبل رئيس الجمهورية”، مطالبا هيئة الانتخابات بالحرص على سلامة المسار الانتخابي وتوفير كل الضمانات لتتساوى الحظوظ بين الجميع.

وأكد أن من غير المعقول أن يتهجم أحد المرشحين على البقية ويصفهم بالخيانة وأبشع النعوت وأن يكون الإعلام العمومي حكرا على مرشح، داعيا إلى تنظيم مناظرات تلفزية.

محمد صالح الجنادي: الخطابات الفضفاضة لن تنطلي مجددا على الشعب
محمد صالح الجنادي: الخطابات الفضفاضة لن تنطلي مجددا على الشعب

وعبّر زهير المغزاوي عن أمله في عودة كل من تقدم للانتخابات الرئاسية إلى المنافسة، حيث وصف قرار المحكمة الإدارية بإعادة عبداللطيف المكي إلى السباق الرئاسي بالمهم.

كما انتقد المغزاوي أيضا التحوير الوزاري الأخير وقال إنه محاولة للإيهام بأن أسباب الفشل تعود إلى الحكومات السابقة وأن ذلك غير صحيح وأن الفشل متواصل، ولكن حركة الشعب أكّدت في وقت سابق وفي أكثر من مناسبة على فشل تلك الحكومات وكانت دائما تطرح فكرة الحكومة السياسية.

والأحد، أجرى سعيد تعديلا موسّعا على الحكومة شمل 19 وزيرا و3 كتّاب دولة، استثنى منه 5 وزارات هي: الداخلية والعدل والصناعة والمالية والتجهيز.

وأفاد الناشط السياسي محمد صالح الجنادي بأن “النقد السياسي معلوم في ظل وجود خصوم سياسيين في السباق الانتخابي، لكن وجب تحديد المشروع الأصلي لتوجهات المرشحين، من ضمنها تحديد انتظارات الشعب بتحسين المستوى المعيشي وتحقيق التنمية”.

وأكد في تصريح لـ”العرب” أن “النقاط التي بنى عليها المغزاوي خطابه تهدف إلى افتكاك أكثر ما يمكن من الأصوات الغاضبة من القاعدة الشعبية على المرحلة الحالية، وهذا يعتبر خطابا شعبويا”.

وأوضح الجنادي “كان يفترض تقديم خطاب طمأنة على الحريات وفتح المجال أمام مرحلة جديدة برهانات اجتماعية واقتصادية”، لافتا إلى أن “هذه الخطابات الفضفاضة لن تنطلي مجددا على الفئات الشعبية”.

ومن بين 17 ملف ترشح، أعلنت هيئة الانتخابات التونسية قبول ملفات 3 مرشحين هم: الرئيس الحالي قيس سعيد، والمغزاوي، ورئيس حركة “عازمون” العياشي زمال.

وكان حزب حركة الشعب من بين الأحزاب القليلة الداعمة لقرارات الرئيس سعيد عندما أطاح بالبرلمان والنظام السياسي في الخامس والعشرين من يوليو 2021 بدعوى مكافحة الفساد والفوضى، قبل أن يوسع صلاحياته بشكل كبير في دستور جديد.

4