"زهرة".. معرض لوحاته مرسومة بأحرف أمازيغية

القاهرة - تعرض الفنانة المصرية فدوى رمضان أعمالها المستوحاة من اللغة الأمازيغية ضمن معرض بعنوان “خارج حدود اللغة” والذي يتواصل في “ياسين آرت غاليري” بالقاهرة حتى الثاني والعشرين من أبريل الجاري، وفيه تتحول الأحرف الأمازيغية إلى أشكال مبهجة بينها زهور ومزهريات بألوان هادئة تشق طريقها بثبات نحو جذب انتباه المتلقي.
تشكل الفنانة المصرية في معرضها “خارج حدود اللغة”، تكوينات حلزونية من خلال تجريد الأشكال، واستخدام الأبجدية لتوليد الأشكال والتكوينات، مستعينة بالمزهريات، والأزهار والورود، مع تداخلات من الخيط الذي تزين به الأطراف والأشكال الدائرية مختلفة الأحجام لتعطيها بعدا فنيا إبداعيا.
في هذا المعرض الذي يرتكز على توظيف الشغف باللغة الأمازيغية وأبجديتها، ويتكئ في أغلبه على قلم الرصاص والحبر، دون استخدام مكثف للألوان، توظف الفنانة الدوائر، بما لها من معان تشير إلى الديمومة، والاستمرارية، والتكرار والحركات المترابطة والعودة اللامتناهية إلى المصدر.
المعرض سبق وأن احتضنته مساحة “آرت كونسيبت” بحديقة الأندلس، واستمر على مدى نصف شهر من الثاني عشر وحتى الثاني والعشرين من فبراير الماضي.
وقد استوحت الفنانة أعمالها من رحلة قامت بها قبل سنين إلى “واحة سيوة” المصرية، إذ تبين “خلال رحلتي إلى الواحة عام 2014، انبهرت باللغة الأمازيغية بشكلها المكتوب، وقد ألهمتني أعمالي الفنية”، فجاء أول تمثيل لهذا الانبهار، عبر لوحات تستخدم الأبجدية الأمازيغية لإنشاء أشكال بصرية أحادية اللون، بينما لا تحوي الكتابات على أي معنى، بيد أن التجربة تطوره مع السنين، لتلجأ رمضان إلى الشعر الأمازيغي، وتجعله الموضوع الرئيس الذي يتصدر كل عمل، كما تشير.
ومن خلال توظيف الشعر، وجمالية الحرف الأمازيغي، تصور لنا فدوى الأبجدية الأمازيغية في نماذج تفضي إلى مخرجات شكلية ذات أبعاد جمالية، مستغلة الكثافة حينا، والمساحات البيضاء أحيانا أخرى، وتراص الحروف وتداخل الأوراق بأشكال مختلفة ومستويات متعددة، تهب العمل شكله النهائي.
هذه الآلية التي تقوم على تداخل الحروف، تعطي لكل عمل بصمته. واقتصرت بعض الأعمال على توليفة من الكتابات، تتخللها مساحات بيضاء، دون أي أشكال فنية، لكن التداخل بين النص والمساحات البيضاء، هو المسؤول عن التشكيل في اللوحة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التجربة مع تطويع اللغة الأمازيغية والتعبير بها وعنها لا تعد الأولى للفنانة فدوى رمضان (1972)، بل تعود إلى عام 2015، حسب ما بيّنت في البيان التقديمي للمعرض.
والجدير ذكره أيضا أنّ في رصيد الفنانة مجموعة معارض فردية منها “خطوات” (2008)، و”رحيل عبّاد الشمس” (2010)، و”دواير” (2014)، و”2 × 1″ (2015)، بالإضافة إلى معارض جماعية ومشاركات محلية ودولية.