"زهرة البيلسان" من أغنية لفيروز إلى معرض للفلسطينية هنادي بدر

رام الله - في سبعينات القرن الماضي، كتب الشاعر اللبناني طلال حيدر قصيدة “وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان” فلحنها زياد الرحباني وغنتها فيروز وخلدت قصة ثلاثة شبان، لبناني وسوري وعراقي، نضموا عملية الخالصة ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. بعد نحو خمسين عاما، اقتبست الفنانة التشكيلية الفلسطينية هنادي بدر من الأغنية “زهر البيلسان” ليكون عنوان معرضها الفني الذي احتضنه متحف محمود درويش في مدينة رام الله أواخر شهر يوليو الماضي، وكان رسالة صمود من أجل الوطن.
ويأتي المعرض ليكون نتاج غربة الفنانة عن بلدها، غربة امتدت لأربعة وعشرين عاما، فالأعمال المعروضة فيه نوع من الحنين إلى الوطن، حيث تروي لوحات الفنانة التي رسمتها وفق مدارس وتقنيّات وأدوات متعددة، الحكاية الفلسطينية وتعبر عن هوية الفلسطينيين ومظاهر الحياة المشتركة في الداخل.
وتعبر لوحات هنادي بدر بأسلوب أقرب إلى الواقعية، عن النكبة، ومقاومة الاحتلال بأشكالها المتعددة، وانتفاضة الحجارة، والتمسك بالهوية، ونضالات المرأة الفلسطينية، ومشهد جنائز الشهداء الذي هو حدث يومي يعيشه الفلسطينيون منذ عقود، كذلك تطرقت إلى معاناة الفلسطينيين في التنقل عبر المعابر الحدودية، وعن أطفال فلسطين الذين يحملون مشعل الأجداد ليحافظوا على هويتهم وعلى وطنهم.
يذكر أن هنادي بدر فنانة تشكيلية فلسطينية برعت في رسم وتصوير المناظر الطبيعية، والمواضيع التي تتحدث عن القضية الفلسطينية بأسلوب واقعي وانطباعي وتعبيري قوي، ولدت في مدينة الخليل عام 1975، وبدأت الرسم في سن مبكرة.
حصلت على شهادة الفنون الجميلة إلى جانب دبلوم تأهيل تربوي في فلسطين لتعمل لفترة قصيرة في تدريس الفنون قبل سفرها إلى الإمارات، ومن ثم إلى كندا.
في رصيدها أكثر من عشرة معارض خاصة إلى جانب العديد من المشاركات في المعارض الجماعية في فلسطين، الإمارات العربية المتحدة وكندا حيث تقيم مع عائلتها الصغيرة متفرغة للعمل في مرسمها الخاص.