زمال يرفض أن يكون كبش فداء في صراع المعارضة مع قيس سعيد

أطراف معارضة في الخارج أرادت توظيف زمال من أجل التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية حتى يتسنى لها بالتالي الطعن فيها.
الجمعة 2024/10/11
لا للسقوط في فخ التجاذبات

تونس - رفض العياشي زمال الذي خاض السباق الانتخابي الرئاسي في تونس الأحد الماضي، أن يكون كبش فداء في صراع أطراف المعارضة مع الرئيس قيس سعيد المتوّج بولاية رئاسية ثانية.

ويقول المشرفون على الحملة الرئاسية لزمال، إن أطراف معارضة في الخارج أرادت توظيفه بحصول الرئيس سعيد على أكثر من 90 في المئة في الانتخابات الرئاسية، حتى يتسنى لها التشكيك في النتائج وبالتالي الطعن فيها.

لكن مكتب الحملة الانتخابية للمرشح العياشي زمال أصدر بيانا مساء الأربعاء، أكد فيه أن “الحملة الانتخابية انتهت وطُويت صفحة التنافس الانتخابي بإعلان النتائج الانتخابية، ولم يعد من مبرّر لتواصل أنشطة الحملة وهي بالتالي في حكم المنحلّة، وأن كل تصريح يصدر عن أعضاء الحملة السابقين لا يُلزم المرشح العياشي زمال في شيء”.

وبالعودة إلى الجدل المثار حول الانتخابات، قال الناطق الرسمي باسم الحملة الانتخابية لزمال رمزي الجبابلي، إن عددا من المعارضين في المهجر يريدون من العياشي زمال كبش فداء لصالحهم ولصالح ملفهم. وأضاف في حوار للإذاعة الوطنية في تونس، أن عددا من المعارضين المتحصنين بالخارج يتهمون حملة زمال بالمشاركة في مسرحية سيئة الإخراج وحاليا يطالبونه بتقديم طعن في النتائج.

وأشار الجبابلي إلى أن من حق هذه الأطراف الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات لكن ليس من حقهم مصادرة حق أي شخص بالمشاركة، لافتا إلى أن عدم اعتراف بعض الأطراف بنتائج الانتخابات الرئاسية سيضاف إلى الملف الذي أعدوه للطعن في المسار الانتخابي.

نبيل الرابحي: كانت هناك محاولات للزجّ بالعياشي زمّال في الطعون
نبيل الرابحي: كانت هناك محاولات للزجّ بالعياشي زمّال في الطعون

أما بخصوص تقديم العياشي زمال لطعن في النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، أفاد الجبابلي أن القرار سيتخذه المعني بالأمر، مؤكدا أن الأرقام لا تعنيهم بقدر السياق الانتخابي ومساره وما حدث فيه. وشدد الجبابلي على أن الطعن في النتائج في حد ذاته لا معنى له والأهم منه تنقية الأجواء السياسية لان ما حدث خلال المسار الانتخابي والانحرافات الكبرى كانت يمكن أن تنتج عنها هاوية كبرى.

وأكد بيان حملة زمال، رفضه استغلال المسار الانتخابي وما حفّ به من نزاعات وغيرها للمسّ من السيادة الوطنية أو التشكيك في الإرادة الشعبية، وينأى مكتب الحملة بنفسه عن كل دعوات الفوضى والتشويه ويرفض الحملات المغرضة، ويؤكد أن الشأن السياسي بما فيه الانتخابات موضوع تونسي صرف لا مجال لأي تدخل أجنبي فيه.

وأفاد المحلل السياسي نبيل الرابحي ” يبدو أنه كانت هناك تفاهمات سرية بين المشرفين على حملة العياشي زمال ومن يعتبرون أنفسهم قوى في الخارج، وأرادوا أن تكون حصيلة الانتخابات أكثر بكثير من 90 في المئة حتى يتم التشكيك فيها، والزجّ بزمّال في الطعون”.

وقال في تصريح لـ”العرب”، “عند صدور النتائج الأولية صرّح عبدالستار المسعودي عضو هيئة الدفاع عن زمال، أن الصندوق أفرز أغلبية، وأن هناك أطراف تريد الزجّ بهم في التشكيك”. وتابع الرابحي، “كانت ستكون هناك حرب قانونية ولن يعترفوا بنتائج الانتخابات”.

وأعلنت هيئة الانتخابات، في مؤتمر صحفي مساء الاثنين، فوز الرئيس سعيد بولاية ثانية بنسبة 90.69 في المئة من الأصوات، فيما حصل المرشح العياشي زمال على 7.35 في المئة، وزهير المغزاوي على 1.97 في المئة.

وأكدت المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأحد أن الناخبين يدعمون فكرة أن يكون الحكم بيد شخصية قوية تكون قادرة على ضبط الأمور والحفاظ على قوة الدولة ويرفضون فكرة تشتيت السلطات والصلاحيات، كما حصل منذ 2011 حتى يوليو 2021.

وأعلنت هيئة الانتخابات مساء الأحد أن نسبة المشاركة بلغت 27.7 في المئة، مقابل 45 في المئة خلال الجولة الأولى من انتخابات عام 2019. وهذا أدنى معدل مشاركة في الانتخابات الرئاسية منذ ثورة 2011 في الدولة التي اعتبرت مهد ما سمي “الربيع العربي”.

وشارك في الانتخابات 65 في المئة من المسجلين (9.7 مليون ناخب مسجل) من الفئة العمرية بين 36 و60 عاما، بينما قاطعتها فئة الشباب بين 18 و36 عاما ولم يشارك منها سوى 6 في المئة، والتي كان لها الفضل في فوز قيس سعيّد عام 2019.

4