زكرياء عاطفي.. صاحب الأدوار المتعددة يواصل مسيرته بين المحلية والعالمية

ممثل مغربي اكتسب شهرته بفضل أدائه المتقن وقدرته على تجسيد شخصيات عديدة تنتمي إلى مختلف الشرائح الاجتماعية.
الأحد 2024/11/03
ممثلا ومخرجا ومنتجا

الرباط- يعد زكرياء عاطفي واحدا من الأسماء البارزة في عالم التمثيل والإخراج في المغرب، وقد شكلت مسيرته الطويلة والمليئة بالأعمال المتنوعة علامة مميزة في الساحة الفنية.

اكتسب عاطفي شهرته بفضل أدائه المتقن وقدرته الفريدة على تجسيد شخصيات تحمل تعقيدات نفسية واجتماعية، وهو قادر على إحداث أثر واضح في كل دور يؤديه. منذ بداياته، كان زكرياء يسعى إلى تقديم شخصيات متنوعة تضيف إلى رصيده الإبداعي وتمنحه الفرصة لاستكشاف مختلف جوانب الأداء.

أدوار معقدة

قدم عاطفي في مجال التمثيل مجموعة من الأدوار التي أظهرت موهبته في تقديم القصص المتنوعة والمركبة، برز في آخر أعماله  “برو” الذي يندرج ضمن أعماله السينمائية الحديثة، ويأتي هذا الفيلم كإضافة مهمة لمسيرته السينمائية، حيث يستعرض مواضيع جديدة تتسم بالجدية وتعكس قدرته على مواكبة تطورات السينما المغربية وتقديم ما هو جديد ومختلف عما قدم سابقا، كما شارك في مسلسل “بنات لحديد” الذي يعتبر من بين الأعمال الدرامية القوية لهذا العام، ولعب فيه دور “داوود”، وهي شخصية تتسم بالصلابة وتتعامل مع قضايا جادة تطلبت منه تجسيد الأبعاد النفسية للشخصية.

◄ للفنان موهبة متفردة وروح إبداعية تعزز حضوره وقد جعلته من الأسماء المحبوبة والمؤثرة في الوسط الفني المغربي والعربي

ومن أبرز الأدوار التي أداها أيضًا دوره في فيلم “القفطان الأزرق” حيث جسد شخصية “البشير”، وهو دور مهم يعكس براعته في أداء الشخصيات المركبة التي تتعامل مع القضايا الاجتماعية الحساسة، ففي هذا الفيلم يتناول الدور تفاعلات اجتماعية وثقافية بين الشخصيات، ويقدم نقدًا للعديد من القضايا المجتمعية، وقد تمكّن زكرياء من التعبير عن هذه القضايا بحرفية جعلت شخصيته تنبض بالحياة وتترك انطباعًا عميقًا لدى الجمهور، وإلى جانب ذلك لعب دور “البشير” مرة أخرى في مسلسل “بغيت حياتك”، حيث واصل تقديم شخصية معقدة ومرهفة تتفاعل مع الآخرين بشكل إنساني وتعيش صراعات نفسية عديدة.

شارك عاطفي في بعض الأفلام العالمية التي أضافت إلى سيرته الفنية بعدًا دوليًا، وهذا دليل يعكس مهاراته وقدرته على الاندماج في بيئات فنية متنوعة، كما كان له حضور قوي في فيلم “The Forgiven” الذي شارك فيه ضمن طاقم عمل دولي، وهو فيلم يروي قصة تجمع بين الثقافات ويستعرض قضايا إنسانية هامة، وهذا ما أتاح له فرصة للتفاعل مع مخرجين وممثلين من خلفيات متعددة، وتعلم تقنيات وأدوات جديدة عززت خبرته الفنية.

كما كان له دور في فيلم “Body of Lies” الذي يعتبر من الأفلام الشهيرة في هوليوود، وأتاح له هذا العمل الظهور على نطاق أوسع في الوسط السينمائي العالمي، إلى جانب مشاركاته الأخرى في أفلام مثل “Dobbeltspil: Backstabbing for Beginners” و”Apatride”، وهذه المشاركات المتنوعة تعكس تنوعه ومرونته الفنية وقدرته على التعامل مع سيناريوهات متعددة.

المحلية والعالمية

بوكس

لم يقتصر إسهام زكرياء عاطفي على التمثيل فحسب بل امتد ليشمل أيضًا مجال الإخراج، حيث اكتسب خبرة في كواليس الإخراج من خلال عمله كمساعد مخرج في عدد من الأعمال في صمت تام، وكان أحد أعماله في هذا المجال مسلسل “باب البحر” حيث عمل كمساعد مخرج، وهذا سمح له بالمشاركة في خلق رؤى إخراجية متكاملة، وتطوير مهاراته في التحضير والتنظيم وتوجيه الفريق الفني.

كما عمل كمساعد مخرج في فيلم “حفيد الحاج”، والذي أضاف إلى مسيرته بُعدًا آخر من المهنية، ويتطلب دور مساعد المخرج تفهمًا عميقًا لبناء المشاهد وترتيبها، بالإضافة إلى قدرات قوية في إدارة الوقت والتنسيق بين فرق العمل المختلفة، ومن أهم تجاربه في هذا المجال كان عمله كمخرج مساعد أول في فيلمي “المطمورة” و”The Child Sheikh”، حيث تمكن من التفاعل بشكل أعمق مع عناصر الإخراج وتعلم كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه فريق الإنتاج أثناء التصوير.

ويشمل إسهامه الفني الدراما المحلية والدولية، واستطاع أن يبرز في أدوار تتراوح بين الشخصيات الاجتماعية القوية والأدوار العالمية المعقدة التي تطلبت تفهمًا عميقًا للشخصية وسيناريوهات تتجاوز الواقع المحلي.

ويتضح من مسيرته الفنية أنه يمتلك موهبة متفردة وروحًا إبداعية تعزز حضوره الفني، وجعلته من الأسماء المحبوبة والمؤثرة في الوسط الفني المغربي والعربي، ويمتلك تاريخًا حافلاً بالأعمال السينمائية والتلفزيونية المتميزة، حيث اشتهر بأفلامه المتعددة، منها “الطريق الصحيح” و”الفرح الصغير” و”الدار البيضاء باي نايت”، بالإضافة إلى مسلسل “موعد مع المجهول” الذي يُظهر قدراته التمثيلية الرفيعة.

ويمتاز زكرياء بخلفية أكاديمية متنوعة، حيث حصل على تعليم متعدد التخصصات، بداية من الباكالوريا وصولا إلى تدريبات تربوية متخصصة تحت إشراف مؤسسات مرموقة، ما يعكس حرصه على تطوير مهاراته في مجالات التعليم والإدارة.

وأسس زكرياء عاطفي في بداية مسيرته الفنية نفسه في مجال التلفزيون من خلال مسلسل “الأب العجوز”، وقدّم أداءً لافتًا في أفلام مثل “شهرزاد” و”كائن بشري” و”حرب الخليج وما بعدها” و”بورتريه عائلي”. ولا يقتصر إبداع زكرياء على السينما الطويلة، بل يمتد إلى الأفلام القصيرة، حيث قدم أداءً متميزًا في أعمال مثل “نّاعَص” و”نقطة موت”، وكان له دور في حملات توعية بيئية، واستمر في تقديم أدوار متنوعة في أعمال أخرى، مثل “حب الحاج مختار صلدي” و”المهاجرون”، مؤكدًا على قدرته على التنقل بين الأنماط الدرامية والكوميدية.

◄ فنان يحدث أثرا واضحا في كل دور يؤديه
فنان يحدث أثرا واضحا في كل دور يؤديه

وتعتبر مشاركاته في إنتاجات محلية مثل “لالة مولاتي” و”زهور الصباح” مثالًا على التزامه بدعم السينما المغربية، بينما استمرت إنجازاته في الأفلام الطويلة مثل “نصف السماء” و”موت على السفر”، ما يجعله شخصية محورية في صناعة السينما. وقد واصل زكرياء عاطفي توسيع آفاقه الفنية من خلال مشاركته في أعمال مثل مسلسل “وصفة حب” وفيلم “نوح لم يكن يعرف السباحة”، بالإضافة إلى مشاركته في مشاريع قيد التحضير مثل “الكنز الأسود”، ويتميز زكرياء أيضًا بشغفه بالمسرح، حيث شارك في إنتاجات مميزة، ما يبرز إبداعه وتنوع مواهبه في عالم الفن.

أبناء فنانون

يمتلك زكرياء عاطفي أبناء يعتبرون من أبرز صناع الأفلام في المغرب، أولهم محمد بندر عاطفي الذي وُلد عام 1987، وبدأ محمد مسيرته المهنية كمساعد مخرج، حيث كانت البداية من خلال العمل مع الأستاذ مصطفى الذرقاوي وعبدالكريم الدرقاوي، وهما من الأسماء اللامعة في الساحة السينمائية المغربية.

خلال تلك الفترة اكتسب محمد خبرة واسعة في عالم الإخراج، وهو ما ساعده على تطوير قدراته الفنية والمعرفية. لم يقتصر عمله على الأفلام المحلية فقط، بل عمل أيضًا كمساعد مخرج في العديد من الأفلام الأجنبية، ما منحه الفرصة للتفاعل مع ثقافات وأساليب سينمائية متنوعة، إلى جانب ذلك أخرج عدة أفلام وثائقية تُسلط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة، بالإضافة إلى فيلم قصير يعكس رؤيته الفنية، وحاليًا محمد في مراحل التحضير لتصوير فيلم سينمائي طويل يتطلع من خلاله إلى ترك بصمة جديدة في تاريخ السينما المغربية.

أما حمزة عاطفي فهو خريج المعهد العالي لفن السمعي البصري (ESAV) بمراكش، حيث تخصص في إدارة التصوير، وهو مجال يتطلب مهارات فنية وتقنية عالية. بعد أن أكمل دراسته العليا في المعهد الوطني للفنون السمعية والبصرية (INSAS) في بلجيكا استطاع حمزة تعزيز معرفته بالتقنيات الحديثة في صناعة الأفلام.

لقد أظهر حمزة موهبة كبيرة كمدير تصوير، حيث عمل في عدة أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، وهذا أكسبه سمعة طيبة في الأوساط الفنية، وحتى الآن أخرج حمزة خمسة أفلام قصيرة حازت عدة جوائز داخل المغرب وخارجه، من بينها فيلم “مرشحون للموت” الذي لقي استحسان النقاد والجمهور على حد السواء، ويواصل حمزة العمل على مشاريع جديدة تهدف إلى تقديم قصص مبتكرة تعكس التجارب الإنسانية، وهو ما يساهم في تعزيز مكانة السينما المغربية على الساحة الدولية.

◄ شخصيات تحمل تعقيدات نفسية واجتماعية
شخصيات تحمل تعقيدات نفسية واجتماعية

 

8