زعيم داعش الجديد أمام تحدي البقاء على قيد الحياة

تنظيم الدولة الإسلامية يتهم هيئة تحرير الشام بمقتل زعيمه.
الجمعة 2023/08/04
مواجهة مباشرة

إدلب (سوريا) - أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل صوتي الخميس مقتل زعيمه الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي في اشتباكات مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في شمال غرب سوريا، وعيّن أبا حفص الهاشمي القرشي خلفا له.

وقال المتحدّث باسم التنظيم أبوحذيفة الأنصاري في تسجيل نشرته حسابات جهادية “لقد قتل الشيخ رحمه الله بعد مواجهة مباشرة مع هيئة الردة والعمالة (…) في إحدى بلدات ريف إدلب إثر محاولتهم أسره وهو على رأس عمله فاشتبك معهم بسلاحه حتى قتل متأثرا بجراحه”.

مقتل زعيم داعش الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي في اشتباكات مع هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا

ولم يحدد التنظيم متى قتل زعيمه وفي أي منطقة من إدلب تحديدا. وأعلن المتحدث تعيين أبي حفص الهاشمي القرشي زعيما جديدا للتنظيم المتطرف.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في أبريل “تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا”.

لكن المتحدث باسم التنظيم المتطرف اتهم هيئة تحرير الشام، التي يعتبرها من أبرز خصومه وتعمل لحساب أنقرة، بمقتل زعيمه. وقال إنها سلمت جثته إلى الحكومة التركية.

ومني تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق ثم في سوريا وخسر كافة مناطق سيطرته.

ومنذ ذلك الحين، قتل أربعة من زعمائه، أولهم أبوبكر البغدادي الذي قتلته القوات الأميركية في أكتوبر 2019 في مناطق هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب.

وفي فبراير 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني أبي إبراهيم القرشي في إدلب أيضا.

وفي 2022، أكد التنظيم المتطرف مقتل زعيمه الثالث أبي الحسن الهاشمي القرشي الذي تبين أنه قضى في اشتباكات مع مقاتلين محليين في جنوب سوريا.

وخسر داعش أعدادا كبيرة من قياداته ومقاتليه طيلة سنوات من حرب التحالف الدولي على التنظيم، وعمليات القصف المكثفة والمعارك التي خاضها مقاتلو التنظيم ضد القوات الأمنية العراقية أو في سوريا.

ويشكل البقاء على قيد الحياة أولوية للزعيم الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية بعد إعلان مبايعته الخميس، وذلك بهدف الحفاظ على نقطة ارتكاز لمختلف التشكيلات التابعة للتنظيم الإرهابي المتطرف، وفق ما يقول الخبير في المجموعات الجهادية هانس - جاكوب شندلر.

البقاء على قيد الحياة يشكل أولوية للزعيم الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية بعد إعلان مبايعته الخميس، وذلك بهدف الحفاظ على نقطة ارتكاز لمختلف التشكيلات التابعة للتنظيم

ويقول شندلر، وهو مدير مركز “مشروع مكافحة التطرف” للأبحاث والخبير السابق لدى الأمم المتحدة في شؤون التنظيمات الجهادية، إن التنظيم المتطرف يواصل العمل بشكل جيد رغم مقتل قادته المتعاقبين، لكنّه يحتاج بطبيعة الحال إلى اسم يتحلّق حوله.

ويضيف “من دون ولاء لزعيم، لا يمثل مقاتلو داعش سوى حركة إسلامية في مكان ما، ومن هنا تبرز حاجتهم إلى نقطة ارتكاز. ولنتذكر أن حركة طالبان لم تقرّ إلا بعد وقت طويل بوفاة الملا عمر. وكان خلفه هادئا للغاية طيلة سنوات. لذلك، ربما رغبوا باتباع الطريق ذاته، لكن كان بإمكانهم إصدار بيان يقولون فيه إن إعلان وفاته ليس إلا كذبة”.

ويتابع “الاستمرار في قتل قادته يُعدّ مشكلة بالنسبة إليه من دون أدنى شكّ، لكن ما من جدال إزاء استدامة الشبكة. لن يكون هناك من خلافة في المستقبل القريب في أي بقعة، لكن التنظيم يواصل عمله كشبكة إرهابية”.

وتفرض هذه المتغيرات أولويات جديدة على أبي حفص الهاشمي القرشي. ويقول الخبير شندلر إن أهمها “البقاء على قيد الحياة! كما أن وظيفته في المقام الأول أن يشكّل نقطة ارتكاز بين الفروع كافة. ولا يطرح الإدلاء ببيانات إشكالية كبرى. يمكن أن يفعل ذلك كل شهرين أو ثلاثة، لكنّ الانخراط على المستوى العملياتي محفوف بمخاطر جمّة لأنّ ذلك يعني التواصل مع الآخرين، ولن تكون إلا مسألة وقت حتى يُقتل هو الآخر”.

2