زعيم اليمين المتطرف الاسباني يثير الجدل بزيارة لإسرائيل

مدريد – استنكرت الحكومة الإسبانية اليسارية بشدة الأربعاء الزيارة غير المتوقعة التي قام بها زعيم اليمين المتطرف الاسباني سانتياغو أباسكال، إلى إسرائيل الثلاثاء، حيث التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للتنديد باعتراف مدريد بدولة فلسطين.
ونشر أباسكال صور للزيارة على منصة أكس، يظهر فيها إلى جانب نتنياهو أمام علم إسرائيل.
ويأتي اللقاء تزامنا مع اعلان كل من إسبانيا وإيرلندا والنروج رسميا اعترافها بدولة فلسطين، في قرار أكدت أنه يهدف إلى التقدم باتجاه السلام في الشرق الأوسط.
وفي رده عن لقاء أباسكال بنتانياهو، اتهم وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس زعيم حزب فوكس ب"تشجيع الحرب" في حين ان الحكومة الاسبانية تسعى جاهدة، بحسب قوله، "للتوصل الى حلول من أجل السلام".
وأضاف ألباريس ان أباسكال "يتبنى هذه السياسة من المعلومات المضللة والأكاذيب والافتراءات والإهانات التي يعتمدها عناصر من الأشد تطرفا في حكومة نتانياهو"،متهما الحزب الشعبي بالميل لموقف فوكس.
وانضم العديد من الوزراء والقادة من الحزب الاشتراكي الى الهجمات ضد أباسكال وتاليا ضد الحزب الشعبي.
وقال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إن قرار الاعتراف "ضرورة لتحقيق السلام" بالإضافة إلى كونه "مسألة تاريخية" للشعب الفلسطيني، مضيفا أنه "لم يُتخذ ضد أي طرف وخصوصا ليس ضد إسرائيل، الشعب الصديق... الذي نريد أن تكون معه أفضل علاقة ممكنة"، مؤكدا أن الاعتراف بدولة فلسطين يعكس "رفضنا التام لحماس التي هي ضد حل الدولتين".
واثار قرار الدول الأوروبية الثلاث، الذي دخل حيز التنفيذ رسميا الثلاثاء، غضب حكومة اسرائيل التي اتهم وزير خارجيتها يسرائيل كاتس رئيس الوزراء الاسباني بالتواطؤ في الدعوات الى إبادة الشعب اليهودي، وأصدر قرارا منع بموجبه قنصلية إسبانيا في القدس من تقديم الخدمة للفلسطينيين
وأدان حزب فوكس وتنظيم المعارضة الرئيسي، الحزب الشعبي (يمين محافظ) أيضا قرار حكومة سانشيز واتهمه بأنه أراد تحويل الأنظار بعد فتح تحقيق قضائي بتهمة الفساد بحق زوجته، قائلا إن هذا التحقيق هو "السبب الفعلي" لقرار مدريد الاعتراف بدولة فلسطين.
وتأمل اسبانيا وايرلندا والنرويج في انضمام دول أخرى إلى مبادرتها ذات البعد الرمزي، مشددة على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنروج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينات القرن الماضي.
وأعلنت سلوفينيا أيضا أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن المسألة تثير خلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية والتي أثارتها الهجمات الدامية التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية، أصبح سانشيز أحد الأصوات الأشد انتقادا لحكومة نتانياهو.