زعيم المعارضة التشادية يطعن في فوز ديبي الابن بالانتخابات الرئاسية

نجامينا – قدم زعيم المعارضة التشادية سوكسي ماسرا طعنا قانونيا للمجلس الدستوري على النتيجة الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من مايو، غداة اعتقال 76 ناشطا من حزبه، بتهمة التزوير واستخدام وثائق مزورة خلال الاستحقاق الرئاسي، حسبما أعلن مصدر قضائي السبت لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الانتخابات الخميس فوز الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي بالانتخابات بنسبة 61.3 بالمئة من الأصوات، وفقا لنتائج أولية، في حين جاء ماسرا في المركز الثاني بفارق كبير بنسبة 18.53 بالمئة من الأصوات.
ولكن ماسرا، الذي يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، كان قد أعلن بالفعل قبل ذلك فوزه، قائلا إن هناك مخططا لتزوير الانتخابات.
وقال ماسرا في منشورات على منصتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس مساء الأحد "بمساعدة محامينا... تقدمنا بطلب إلى المجلس الدستوري لكشف حقيقة صناديق الاقتراع"، ودعا أنصاره إلى "التعبئة السلمية ولكن بحزم".
وأوضح سيتاك يومباتينا، نائب رئيس حزب "المغيّرون" الذي يتزعمه ماسرا، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "طلبُنا ببساطة هو الإلغاء التام لهذه المهزلة الانتخابية".
ومساء الخميس، وقبل ساعات قليلة من إعلان النتائج الرسمية، أعلن ماسرا "فوزه في الجولة الأولى" بحسب تعداد للأصوات أجراه نشطاء حزبه في أنحاء تشاد.
وأضاف نائب رئيس حزبه أن "كل الأدلة موجودة في مفاتيح يو إس بي" مرفقة بالطلب المقدم إلى المجلس الدستوري.
وأكد أنها تحتوي على "أشرطة فيديو عن حشو أوراق الاقتراع وسرقة وتهديدات، وخصوصا صناديق اقتراع حملها الجيش ليتم عدها في مكان آخر".
وأودع 76 شخصا، بينهم قصّر، السجن بعد توقيفهم في يوم الاقتراع الاثنين بتهمة "تزوير بطاقات دخول لمراكز اقتراع مختلفة"، وجميعهم من نشطاء حزب "المغيرون"، وفق النيابة العامة في العاصمة نجامينا.
وصرح عمر كديلاي المدعي العام في نجامينا لوكالة الصحافة الفرنسية السبت "وضع 76 ناشطا رهن الاعتقال في سجن كليسوم (20 كيلومترا من نجامينا). ويحاكمون بتهمة التزوير واستخدام وثائق مزورة والتواطؤ".
وأفاد التلفزيون الرسمي الثلاثاء انه تم اعتقال "مندوبين مفترضين مزيفين" جميعهم لحساب حزب "المغيرون" الذي يقوده ماسرا الخصم السابق والمرشح الرئاسي امام ديبي الذي عينه رئيسا للوزراء قبل أربعة أشهر من الانتخابات.
يجيز القانون الانتخابي حضور مندوبي المرشحين في مراكز الاقتراع شرط اعتمادهم من الوكالة الوطنية للانتخابات.
وقال مدعي عام الجمهورية إن النشطاء الموقوفين متهمون "بإصدار بطاقات الدخول الى مختلف مراكز الاقتراع".
وقال سيتاك يومباتينا نائب رئيس حزب ماسرا "يتهم بعض نشطائنا بتزوير محاضر"، واصفا هذه الاتهامات بأنها "سخيفة".
الأربعاء دان الحزب "الاعتقالات التعسفية والتهديدات وأعمال العنف الخطيرة" التي تستهدف أنصاره و"منع الوصول إلى مراكز الاقتراع" لمراقبة عملية فرز الأصوات و"انتهاكات لا يمكن تصورها بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي للاستيلاء على بطاقات الاقتراع والمحاضر".
وتعتبر المعارضة التي تتعرض لقمع عنيف وأستبعد أبرز ممثليها من السباق الرئاسي، مسارا "خائنا"، ترشح لإضفاء "طابع ديمقراطي" على عملية الاقتراع.
وكان من المقرر أن تشكل هذه الانتخابات نهاية فترة انتقالية عسكرية استمرت ثلاث سنوات، لكن عددا من المراقبين اعتبروا أن نتيجتها محسومة لصالح محمد ديبي الذي اعلن رئيسا في 20 أبريل 2021 خلفا لوالده إدريس ديبي إيتنو. وكان الأخير قُتل على الجبهة على يد متمردين بعد أن حكم البلاد بقبضة حديد طوال 30 عاما.