زرع فكرة التميز عند الطفل يخلق لديه قدرا من الأنانية

طموحات الآباء تولّد كثيرا من المشكلات الحياتية لدى الأطفال.
الجمعة 2023/01/06
التميز قد يلغي الصداقة

عمان - يشير خبراء علم النفس إلى أن تركيز بعض الآباء على زرع أفكار التميز والتفوق والأفضلية في أبنائهم، يخلق قدرا من الأنانية لدى الأطفال، لاسيما إن رافقتها مفاهيم الثواب والعقاب والمقارنة.

وقال الخبراء إن طموحات الآباء ربما قد تولّد كثيرا من المشكلات الحياتية لدى الطفل، لذا لا بد من التركيز على سلوكيات الطفل في المستقبل والشكل الذي ستكون عليه حياته، لا على التفضيلات الآنية للأهل.

وأضافوا أنه “في هذه الحالات، يبدأ الطفل في الاعتماد على إستراتيجيات عمل مختلفة في حياته، حتى يحمي نفسه، ويضمن الحصول على الأمان في المنزل، ومن هنا تتولد الأنانية والمشكلات في تكوين العلاقات الإنسانية”.

ورأوا أن ظهور هذه المشكلات مع بداية رحلة التعليم المدرسية يعود بشكل أساسي إلى الضغوط التي يمارسها الأهل على الطفل في هذه المرحلة.

ودعوا الأهل إلى تقييم سلوك أبنائهم بإعادة النظر في تربيتهم والأسباب التي تدفعهم دائما لتفضيل تفوقهم الشخصي على العلاقات الإنسانية الطويلة الأمد، ومن بينها الصداقة، رغم كونهم محبوبين من أفراد عائلتهم.

وقالت الاستشارية النفسية والتربوية عزيزة البنا إن هذه المشكلة تنبع من الأهداف الحياتية التي تصل إلى الطفل عبر والديه، مؤكدة أن تنشئة طفل طموح يتمتع بروح القيادة لا تتعارض مع قدرته ورغبته في تكوين العلاقات الآمنة، ومن بينها الصداقة.

ظهور هذه المشكلات مع بداية رحلة التعليم المدرسية يعود إلى الضغوط التي يمارسها الأهل على الطفل في هذه المرحلة

وأضافت أن مساحة الأمان التي يمنحها الآباء لطفلهم هي المحرك الأساسي لتصرفاته وقراراته، وفي حال ملاحظة تعارض بين الثقة بالنفس ونمو الجوانب الإنسانية لدى الطفل، فهذا يعني أن ذلك الطفل لا يشعر بالأمان، ويخشى اختلاف الرأي أو التعرض للانتقاد، تجنبا للمقارنة أو العقاب.

كما أن التدليل الزائد للطفل يخلق لديه اكتفاء ذاتيا نظرا لأن كل شيء موفر له دون أدنى تعب ما يغذي شعور الأنانية لديه.

وقالت المرشدة التربوية الأردنية ضحى محمود خليلية إن تدليل الأهل الزائد للطفل يجعله يعتقد بأنه محور الاهتمام والكون المستمر ولا أهمية لأحد غيره. كما أن منح الوالدين الطفل قدرا كبيرا من الحرية والسلطة يدفع به إلى أن يكون أكثر دلالا وأنانية.

وأضافت أنه بوجه عام يعد الاعتناء بالطفل شيئا ضروريا لعملية النمو بشكل طبيعي، لكن إذا زاد هذا الاهتمام على الحد، أو جاء في وقت غير مناسب، كانت له أضرار بالغة.

ويعرّف الخبراء الأنانية على أنها التمركز حول الذات والحب المفرط للذات والسيطرة على الأشياء والاستيلاء عليها دون مشاركة الآخرين، وهو ما من شأنه أن يزرع في داخل الطفل فكرة أن كل ما تقع عينه عليه فهو ملكه، فلا يحق لأحد أن يشاركه أو ينازعه فيه.

ويرى الخبراء أنه عندما تبقى الأنانية مع الطفل وتصاحبه في حياته ويتصرف وفقا لها فإنها تؤثر على حياته وتعد مشكلة واضحة، لأن الآباء قد يقعون في حرج رفض طفلهم مشاركة اخواته وأقرانه أدواته وألعابه، مما يؤدي إلى حدوث مشاجرات ومشاكل مستمرة بين الأطفال وربما الأهل أيضا.

16