زخم جديد من الاندماجات في القطاع المصرفي الأردني

عمّان- دخل القطاع المصرفي الأردني في جولة أخرى من عمليات الاندماج والتي بدأت تظهر خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في محاكاة لم تحصل في أسواق منطقة الخليج العربي. وقال مسؤولون مصرفيون في الأردن الخميس إن بنك الاتحاد استحوذ على البنك الاستثماري في صفقة ستفضي إلى تشكيل أحد أكبر البنوك في المملكة.
وقال باسم سلفيتي رئيس مجلس إدارة بنك الاتحاد لرويترز إن "مجلسي إدارة البنكين اتفقا على صفقة استحواذ على أسهم مقابل أسهم مما سيوجد كيانا تزيد قيمته الإجمالية عن 1.4 مليار دولار."
وكان البنكان قد أعلنا الأربعاء عن موافقة مجلسي إدارتيهما على المضي قدما في تنفيذ صفقة إستراتيجية يقوم بموجبها بنك الاتحاد بتملك كامل لأسهم رأسمال البنك الاستثماري.
ويشكّل الاندماج دعما للقطاع، حيث ستصل حقوق الملكية إلى نحو 1.43 مليار دولار، وسيرتفع إجمالي الموجودات المجمعة إلى ما يقارب 15.74 مليار دولار، مما يعزز مكانة البنك كأحد أكبر المؤسسات المصرفية المحلية.
وتأتي الخطوة في إطار توجه إستراتيجي مدروس يستهدف ترسيخ الحضور المحلي وتعزيز التوسع الإقليمي، عبر بناء كيان مصرفي يتمتع بقدرات تشغيلية مرنة وانتشار جغرافي أوسع.
ومن المتوقع، بحسب مسؤولي البنكين، أن يتيح ذلك للكيان الجديد الوصول إلى شرائح جديدة من السوق وتوسيع قاعدة المتعاملين على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال تقديم خدمات مالية متكاملة تلبي الاحتياجات المتجددة للأفراد والشركات. ومن المقرر عرض الصفقة على الهيئة العامة خلال اجتماع غير عادي لكلا البنكين على حدة أواخر يونيو المقبل، تمهيدا لاستكمال الإجراءات الرسمية.
وستتم العملية بعد استيفاء المتطلبات الرقابية اللازمة والحصول على الموافقات من الجهات الرسمية المختصة، وفي مقدمتها البنك المركزي الأردني ووزارة الصناعة والتجارة ممثلة في دائرة مراقبة الشركات وهيئة الأوراق المالية.
ويرجح خبراء أن يشهد القطاع في الفترة المقبلة موجة أخرى من عمليات الاستحواذ والاندماج لإدارة التحديات الاقتصادية التي فرضتها التحولات العالمية أهمها التحول الرقمي والتقلبات الاقتصادية الإقليمية جراء الاضطرابات الجيوسياسية والحروب التجارية. وآخر استحواذ شهدته السوق المحلية كان في عام 2023 حينما باع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني وحدته في الأردن لبنك الاستثمار العربي الأردني.
وقبل ذلك بأسابيع قليلة أعلن بنك برقان أنه باع حصته البالغة 51.8 في المئة في البنك العراقي المدرج في بورصة العراق، والذي تأسس قبل ثلاثة عقود، ولديه أكثر من 30 فرعا في العراق وفرع واحد في لبنان، للبنك الأردني الكويتي مقابل 125 مليون دولار.
وفي عام 2022 أبرم كابيتال بنك الأردني اتفاقا يقوم بموجبه بالاستحواذ على بنك سوسيتيه جنرال الأردن، في ثاني عملية من هذا النوع يجريها البنك خلال عام لتوسيع موطئ قدمه محليا وإقليميا.
وتزامنت صفقة الاستحواذ هذه مع إعلان بنك الاستثمار العربي الأردني عن استحواذه على الأعمال المصرفية لبنك الكويت الوطني في الأردن. وكان بنك الاستثمار العربي الأردني قد استحوذ قبل سنوات على الأعمال المصرفية لبنك أتش.أس.بي.سي الأردن، والتي تعد من أكبر العمليات في القطاع المصرفي الأردني.
وتشير بيانات اتحاد المصارف العربية إلى أن عدد البنوك العاملة بالبلاد يبلغ 25 مصرفا تشمل 16 مصرفا محليا أردنيا، تنقسم إلى 13 مصرفا تجاريا وثلاثة مصارف إسلامية وتسعة مصارف أجنبية تشمل ثمانية تجارية ومصرفا إسلاميا واحدا.
وتشغّل البنوك التي يبلغ عدد فروعها في مختلف مناطق البلاد 857 فرعا و65 مكتبا، بالإضافة إلى 2078 جهاز صراف آلي، حوالي 21 ألف موظف. وأظهرت النتائج المالية للبنوك التجارية المنشورة في فبراير الماضي نموا ملحوظا في صافي الأرباح بعد الضريبة خلال عام 2024، بنسبة 21.45 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 2.13 مليار دولار.