زخم الاستهلاك العالمي للغاز يفقد قوة الدفع

الغاز الطبيعي المسال شكل نحو 32 في المئة من إمدادات الغاز الأوروبية في العام الماضي مقابل 19 في المئة في 2021 و2020.
الجمعة 2023/06/02
تأثيرات الحرب الأوكرانية

لندن- فقد زخم الاستهلاك العالمي للغاز قوة الدفع بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وانقطاع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا وسجل تراجعا غير مسبوق بمقدار 1.6 في المئة بنهاية العام الماضي.

وأكدت المؤسسة الدولية للأنباء المتعلقة بالغاز (سيديغاز) في بيان نشرته منتصف مايو الماضي أن الاستهلاك العالمي للغاز الأحفوري انخفض إلى أربعة آلاف مليار متر مكعب “في إطار أزمة طاقة غير مسبوقة وتضخم مرتفع”.

وقالت في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الأربعاء إنه يمكن اعتبار هذا الانخفاض تاريخيا بعد زيادة قياسية بنسبة 4.5 في المئة في 2021 وانخفاض بنسبة 2 في المئة في 2020 الذي شهد الوباء.

لكن سيديغاز التي تضم مئة عضو من أربعين بلدا رأت أن 2022 سيبقى عاما “لأسوأ أزمة للغاز الطبيعي والطاقة في التاريخ بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا”.

وذكرت أن “العام 2022 شهد خصوصا أكبر انخفاض في استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي في التاريخ، بلغت نسبته 13 في المئة إلى 353 مليار متر مكعب”.

كما سُجل انخفاض كبير في بلدان رابطة الدول المستقلة وأوكرانيا بنسبة 4.6 في المئة، وكذلك في آسيا وأوقيانوسيا بنحو 1.6 في المئة، خلافا لزيادة الاستهلاك في أميركا الشمالية والشرق الأوسط.

ووفق سيديغاز فإن من أسباب التراجع الشتاء المعتدل الذي أدى إلى انخفاض “الطلب على الغاز المنزلي والتجاري” في نصف الكرة الشمالي وتباطؤ الاقتصاد الصيني وارتفاع أسعار الغاز، مما قلل من الطلب في الصناعة وأدى إلى حركة لتوفير الطاقة.

وبينما كان الغاز الروسي يلعب “دورا مهيمنا” في الإمدادات الأوروبية، تراجعت الصادرات بخطوط الأنابيب “إلى أدنى مستوى منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي”.

وأدى ذلك إلى خسارة 77 مليار متر مكعب أي ما يعادل 20 في المئة من استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي في 2021.

oo

ودفع هذا الوضع الجديد القارة إلى تنويع إمداداتها بفضل واردات الغاز من النروج و”الارتفاع السريع في قوة إمدادات الغاز الطبيعي المسال” من الولايات المتحدة، المنقولة عن طريق السفن.

وشكل الغاز الطبيعي المسال نحو 32 في المئة من إمدادات الغاز الأوروبية في العام الماضي مقابل 19 في المئة في 2021 و2020.

وفي هذا الإطار، بقي إنتاج الغاز العالمي مستقرًا. وقالت سيديغاز إن “الخسارة الحادة في مبيعات الغاز الروسي قابلها نمو قوي للإنتاج” في الشرق الأوسط بواقع 14 مليار متر مكعب، وخصوصا في الولايات المتحدة بنحو 41 مليار متر مكعب”.

وارتفعت حصة الولايات المتحدة في إنتاج الغاز العالمي من 24 إلى 25 في بالمئة في العامين الماضيين، بينما انخفضت حصة روسيا من 18 إلى 15.5 في المئة .

وتجاوز التدفق الدولي الصافي للغاز الطبيعي المسال حجم الكميات عبر خطوط الأنابيب للمرة الأولى في 2022 مع زيادة حصة الغاز الطبيعي المسال إلى 51 في المئة بعدما كانت نحو 46 في المئة في 2021.

لكن “الانتعاش الواضح في تجارة الغاز الطبيعي المسال” بمقدار 4.7 في المئة لم يسمح “في تعويض انكماش تاريخي ضخم” بمقدار 12.7 في المئة “في تجارة خطوط الأنابيب”. وفي المجموع انخفضت تجارة الغاز الدولية بنسبة 4.7 في المئة إلى 1016 مليار متر مكعب.

10