"زخرف".. مشروع يحيي الدهان الدمشقي

قاعات البيوت الشامية في دمشق القديمة تشهد على إبداعات هذا الفن.
الأربعاء 2022/03/16
هوية تخاف عليها أنامل السوريات

دمشق – يحاول عدد من المبادرات السورية، جماعية كانت أو فردية، إحياء الفنون التي طبعت تاريخ البلاد وانتشرت خارجها، ومنها فن “الرسم العجمي” الذي يعدّ حرفة فنية يدوية قديمة، دمشقية الأصل، توارثها الفنانون عبر العصور وأبدعوا فيها فزينوا البيوت والقصور والمساجد بنقوشهم لتضفي عليها الطابع الشرقي الأصيل.

ويواظب الحرفيون من أهالي مدينة حلب على إحياء هذا الفن وذلك بمشاركة مجموعة سيدات اخترن مقر مشروعهن “زخرف” في سوق الحرير بحلب القديمة.

وعن بدايات المشروع أوضحت مديرته نادرة ربيع أنه بدأ منذ عام 2017 بمبادرة من قبل فريق سبل التنمية بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الخيرية وتم اختيار الفن العجمي لكونه من المهن المهددة بالاندثار ولقلة شيوخ الكار المتمكنين منه، حيث دربت مجموعة من السيدات على مهارات الفن العجمي وكيفية التسويق.

فن الرسم العجمي يحظى بشهرة عالمية واسعة، حيث يضم متحف متروبوليتان قاعة تحمل اسم دمشق مزخرفة بفن العجمي

ولفتت إلى أنه في العام 2019 بقيت السيدات متابعات للمهنة في بيوتهن وتمت تهيئة بيئة عمل آمنة لهن من خلال ورشة عمل تلبي رغبتهن في متابعة العمل واكتساب الخبرة للمشاركة في أعمال الترميم وصناعة الأثاث، مشيرة إلى أنه يتم اختيار رسومات عجمية تراثية احترافية تلبي متطلبات العصر الحديث.

وأوضحت بيان حاج علي من فريق “زخرف” أنها أدخلت الحداثة على الفن العجمي من خلال الدمج بينه وبين القيشاني، حيث يتم طلاء اللوح الخشبي بالعجينة العجمية والرسم وتنسيق الألوان وعرضها بالفن القيشاني لتناسب جميع الأذواق.

وتشير ميس كوراني، وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، إلى شغفها بتعلم الفن العجمي الذي يغلب عليه طابع الرسوم ذات الأشكال النباتية والهندسية على اللوح الخشبي المصقول الوجهين حيث تعمل على طباعة الأشكال.

وحول مراحل التعامل مع العجينة المستخدمة في الخيط العجمي توضح فاتن رسلان أنها مؤلفة من مادة السبيداج والغراء والجبصين ويتم تجفيفها ثم طلاؤها بالألوان المناسبة، وتلي ذلك عملية التذهيب بالفضة والتكحيل وتثبيت اللون بالأكريليك.

يذكر أن فن الرسم العجمي يحظى بشهرة عالمية واسعة؛ إذ يضم متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، وهو أحد أشهر متاحف العالم، قاعة تحمل اسم دمشق، وهي مزخرفة بفن العجمي، كما أن قاعة مكتبة جامعة نيويورك مزخرفة بهذا الفن السوري.

وتشهد على إبداعات هذا الفن قاعات البيوت الشامية في دمشق القديمة، كبيت دار الثقافة وبيت نظام وغيرهما من بيوت دمشق العريقة، إضافة إلى عدد من قاعات المباني الحكومية.

14