زاهي حواس يتصدر الترند بأسوأ مقابلة في بودكاست جو روغان

القاهرة - أثار ظهور عالم الآثار المصري زاهي حواس، في حلقة حديثة من البودكاست الأميركي الشهير “ذا جو روغان إكسبيريانس” جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي خاصة في مصر، حيث تصدّر اسم حواس الترند على منصة “إكس” وانقسم الناشطون بين مدافع عن سردية عالم الآثار وبين من اعتبر أنه لم يستطع إقناع الجمهور ولا روغان.

انضم حواس إلى روغان في 13 مايو لمناقشة أسرار مصر القديمة، إلا أن وزير الآثار السابق ردّ باستخفاف، وقاطعه باستمرار، وأجاب عن جميع الأسئلة تقريبًا بـ”هذا من كتابي.”

والمقابلة التي أجراها حواس مطلع شهر مايو الجاري ونشرها روغان على صفحته الرسمية بمنصة يوتيوب نالت أكثر من 1.3 مليون مشاهدة، وعلق قائلا “الدكتور زاهي حواس عالم آثار ومصريات ومحاضر ووزير آثار مصري سابق.. شاهدوه مباشرةً خلال جولته الكبرى لإلقاء المحاضرات في أميركا الشمالية، حيث يعرض أحدث الاكتشافات الرائدة في مصر.”

وصف جو روغان، المذيع الأميركي صاحب أحد أكثر برامج البودكاست تأثيراً على الإنترنت، الحلقة التي امتدت لساعتين بأنها “الأسوأ” في تاريخ البودكاست، وهو ما أثار ردود فعل متباينة.

قال روغان أثناء حديثه مع نجم كرة القدم آرون رودجرز “ربما كان هذا أسوأ بودكاست قدمته على الإطلاق، ولكنه ربما كان جيدًا أيضًا. مجرد رؤية هذا الرجل ضيق الأفق الذي كان مسؤولاً عن حجب كل المعرفة عن مصر.”

سلط رودجرز الضوء بسرعة كيف أن الدكتور حواس رفض بسهولة اكتشافًا تحت أهرامات الجيزة، على الرغم من أن صور الأقمار الصناعية أظهرت هياكل ضخمة على عمق آلاف الأقدام تحتها. بدا الدكتور حواس عدوانيًا عندما سأله روغان عن الهياكل، واصفًا إياها بـ”الهراء”، ومعترفًا بعدم إلمامه بالتكنولوجيا المستخدمة في التصوير، ومؤكدًا: “لست عالمًا.”

في مارس، نشر فريق من الباحثين الإيطاليين صورًا بالأقمار الصناعية تُظهر ما يبدو أنها أعمدة رأسية ضخمة تمتد لأكثر من 2000 قدم تحت هرم خفرع، أحد الهياكل الثلاثة القديمة في الجيزة.

أثارت الصور فضولًا دوليًا وتكهنات حول وجود غرف خفية أو هياكل مجهولة مدفونة في الأعماق. أخبر روغان آرون رودجرز لاحقًا أنه دعا الدكتور حواس إلى البودكاست فقط بسبب غراهام هانكوك، المؤرخ المعروف بترويجه لنظريات بديلة حول الحضارات القديمة والمعرفة المفقودة.

لدى هانكوك وحواس تاريخ طويل من الخلافات، لاسيما حول ادعاءات هانكوك المثيرة للجدل ووجهات نظر حواس التقليدية. في الواقع، في عام 2015، اختلفا قبل مناظرة مُخطط لها في فندق مينا هاوس في مصر.

خلال عرض هانكوك، أثارت صورة لروبرت بوفال، صاحب نظرية ارتباط الجبار (OCT)، نوبة غضب من الدكتور حواس، الذي شنّ سلسلة من الإهانات الشخصية ضد كل من هانكوك وزوجته.

وتباينت آراء المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الحلقة، حيث رأى البعض أن حواس قدّم أداءً قوياً في الدفاع عن الحضارة المصرية، بينما اعتبر آخرون أن أسلوب الحوار لم يكن موفقاً وأنه فشل في مهمته.

وكتب مغرد:

SAQRASM@

أضاف آخر:

ahamdyos@

وطالب الكثيرون بتسليم الراية لجيل الشباب الذي يمتلكون إمكانيات عصرية وبذهنية منفتحة للتعريف بالبلاد وآثارها:

youseldeeb@

واعتبر آخرون أن الغرور تسبب بفشل اللقاء واستياء مقدم البرنامج والجمهور:

msafr2002@

في المقابل هناك من رأى أن عالم الآثار المصري بذل جهدا كبيرا في الدفاع عن الحضارة المصرية القديمة والتعريف بها، وجاء في تعليق:

alqaeed36@

وعبرت ناشطة عن دعمها:

shiren42@

وفي أول رد رسمي له، أوضح حواس أن سبب التوتر في الحلقة يعود إلى رغبة روغان في الترويج لنظريات غير علمية حول بناء الأهرامات. وقال حواس في تصريحات لصحيفة “المصري اليوم” المحلية، “جو روغان لم يعجبه كلامي، لأنه كان يريد مني أن أقول إن من بنى الأهرامات ليسوا الفراعنة، وإنما شعوب أخرى أو حضارات مجهولة، لكنني هاجمته بالأدلة، وكلامي لم يرضه، لأنه ببساطة لا يبحث عن الحقيقة العلمية، بل يروج للأوهام والأساطير."

وأضاف حواس أن روغان تأثر بشخص يدعى كران هاري، الذي يروج لفكرة أن حجارة الأهرامات جاءت من قارة أخرى، وأن من بناها ليسوا مصريين. وأشار إلى أنه سبق أن طرد هاري من إحدى محاضراته، حين قال هذا الكلام.

من جانبه، قال علي أبو دشيش، مستشار حواس، إن روغان طلب إجراء اللقاء منذ أكثر من عام، ونظراً لانشغال حواس، عُقد اللقاء بعد عام من طلبه. وأضاف في تصريحات صحفية أن حواس ظهر في اللقاء بشخصية مصرية معتزة بحضارتها، ودحض كل النظريات الكاذبة عن الأهرامات. في المقابل، وصف روغان الحلقة بأنها “أسوأ بودكاست قدمه على الإطلاق”، مشيراً إلى أنه لم يشعر بالراحة أثناء الحوار، واعتبر أن حواس لم يكن مرناً في النقاش.

ويبث بودكاست "ذا جو روغان إكسبيريانس" حصرياً عبر منصة "سبوتيفاي"، ويستقطب ملايين المشاهدين والمستمعين من حول العالم. ويُعرف روغان بأسلوبه الحواري المفتوح والمثير للجدل، وهو ما يمثل تحدياً إعلامياً حقيقياً لأي ضيف. بدوره، يعد زاهي حواس عالم آثار مصري من أبرز المتخصصين في علم المصريات على مستوى العالم.

وسبق وعقّب حواس على قضية وجود أعمدة تحت هرم الملك خفرع واصفا ما يقال عن ذلك بأنه “شائعات”، موضحا إن "الشائعات التي انتشرت حول الأهرامات المصرية بأن هناك أعمدة تحت هرم الملك خفرع، ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع." وأضاف حواس أن "هذه الشائعات صدرت من متخصصين لا يعلمون شيئا عن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات،" مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يقم بإعطاء هؤلاء الأشخاص أي تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع.