ريال مدريد يدخل سوق الانتقالات بحذر

مدريد – يدخل عملاقا إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة سوق الانتقالات الشتوية في الرابع من يناير المقبل وسط عدة تساؤلات، لعل أبرزها: كيف يستقطبان لاعبين دون أموال؟ وكيف يمددان عقدي نجميهما وقائديهما سيرجيو راموس والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم “يقرر” مصيره بعد؟ في ظل تضرر حساباتهما المالية بشدة بسبب الجائحة، إضافة إلى المبالغ الباهظة التي أنفقت على تجديد الملعبين خلال العام الماضي. لذاك يتعين على الناديين اللذين يعتبران المحركين الأساسيين لسوق الانتقالات، اتخاذ خيارات صعبة.
موقف أفضل
في مقارنة بينهما، يبدو ريال في موقف أفضل من غريمه التقليدي. لم يبرم فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان صفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية، إذ عاد بعض اللاعبين المعارين إلى صفوفه، أبرزهم النرويجي مارتن أوديغارد، فيما رحل من لم يكن من الأسماء البارزة في النادي. إذ يعتبر البلجيكي إدين هازار آخر صفقة كبيرة في النادي بعد وصوله في صيف العام 2019 من تشيلسي الإنجليزي.
ومنذ الأزمة المالية التي عانى منها النادي بسبب الوباء العالمي، رددت إدارته مرات عدة أنها لن تتعاقد مع لاعبين جدد. مع قائمة مؤلفة من 25 لاعبا وعودة الغالبية من الإصابات وتحسّن نتائج الفريق تدريجيا، لاسيما بعد بلوغه الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا إثر بداية سيئة وتحقيقه خمسة انتصارات تواليا في الدوري، يبدو أن بطل إسبانيا بدأ يجد القليل من الاستقرار. لكن مما لا شك فيه أن المجال مفتوح لتعزيز بعض المراكز، على غرار مركز رأس الحربة الذي يشغله الفرنسي كريم بنزيمة المتألق منذ بداية الموسم والذي ليس لديه بديل موثوق.
لكن في الوقت الذي ترغب جماهير الفريق الأبيض في التعاقد مع مهاجم باريس سان جرمان كيليان مبابي، يجب على ريال مدريد بشكل خاص تمديد عقد قائده الأساسي سيرجيو راموس (34 عاما) الذي ينتهي في يونيو، وذلك دون زيادة كبيرة في راتبه. من جهة أخرى، تشير الصحافة الإسبانية إلى أن بطل إسبانيا مهتم بالتعاقد مع النمساوي دافيد ألابا مدافع بايرن ميونخ الألماني، لتعزيز الجبهة اليسرى، في حين قد يغادر إيسكو الذي لا يبدو ضمن مخططات زيدان في القلعة البيضاء. أما بالنسبة إلى الغريم التقليدي برشلونة الغارق في الديون، فهناك حالة طارئة: تجديد عقد هدافه التاريخي ليونيل ميسي الذي ينتهي في 30 يونيو 2021 والذي سيكون قادرا على التفاوض مع أي ناد بدءا من الأول من يناير المقبل.
تعزير الدفاع

رغم الديون التي يغرق فيها النادي، قد يكون المدرب الهولندي رونالد كومان الذي بدأ بتحسين نتائج الفريق قليلا، نشطا في النافذة الشتوية. وتفيد الصحافة المحلية بأن النادي الكتالوني يستعد للتخلي عن الفرنسي بطل العالم صامويل أومتيتي مقابل عودة قلب الدفاع الشاب إريك غارسيا الذي نشأ في أكاديمية لا ماسيا، من مانشستر سيتي الإنجليزي، والتعاقد مع البرازيلي فيليبي من أتلتيكو مدريد.
ويعتبر تعزير خط الدفاع أولوية لكومان بعدما عانى مدافعوه من الإصابات خلال الفترة السابقة، كما ترغب الجماهير في التعاقد مع رأس حربة صريح مكان الدنماركي مارتن برايثوايت. غير أن المشكلة الاقتصادية تقف عائقاً أمام كل هذه الآمال. ففي عام 2019 حصل برشلونة على قرض بقيمة 140 مليون يورو لمدة خمس سنوات من صندوق استثمار أميركي، كما استدانت الإدارة السابقة مبلغ 815 مليون يورو على مدى 30 عاما من بنك “غولدمان ساكس” لإكمال المشروع المكْلِف المتمثل في تجديد ملعب “كامب نو”. وقال ميسي “سيكون من الصعب التعاقد مع اللاعبين لأننا بحاجة إلى الأموال وهي غير موجودة”.