رياض محرز جزائري يختبر مؤهلاته في صراع الكبار على اللقب الأبرز عالميا

اختيار الأفضل عملية صعبة لا بل إنها مستحيلة أحيانا وخاصة لجهة المفاضلة بين هذا وذاك، وما بالك إذا كان المستوى متقاربا بين المرشحين، ولكن حتما هناك جملة من المحدّدات يعتمدها المؤهلون لتحديد من ستؤول إليه النتيجة النهائية، ولكن الأهم من هذا كله هو من يستطيع أن يفرض نفسه ليكون ضمن القائمة النهائية للمرشحين، وهذا ما طمح إليه اللاعب الجزائري رياض محرز وكان له ما أراد.
فقد دخل محرز رسميا ضمن قائمة الثلاثين لاعبا المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية، وهي المرة الأولى التي يتواجد فيها لاعب عربي بات مرشحا وبقوة لكسب الرهان أمام أسماء كبيرة على غرار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والنجم الأرجنتيني ليونال ميسي، إضافة إلى العديد من النجوم من مختلف الأندية الأوروبية.
محرز.. تذكروني جيدا
بات الدولي الجزائري رياض محرز، نجم فريق ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، أول لاعب عربي يتواجد ضمن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم خلال العام 2016.
وقبل أكثر من عامين بقليل انضم محرز لصفوف المنتخب الجزائري الذي كان يستعد للمشاركة في كأس العالم 2014 بالبرازيل ويوم انضمامه لمعسكر “الخضر” لأول مرة، قال محرز للقائد مجيد بوقرة الذي كان في استقباله “تذكروني جيدا، بعد عامين سألعب في برشلونة وسأتصدر الصفحات الأولى للصحف العالمية”.
وسرعان ما تحققت “رؤية” محرز، فقد قاد اللاعب ليستر سيتي إلى التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي، فضلا عن اختياره كأفضل لاعب في الدوري خلال الموسم الماضي، وقد كان من أكثر الأسماء تداولا في وسائل الإعلام خلال فترة الانتقالات الصيفية قبل أن يقرّر أخيرا البقاء مع ليستر سيتي.
"رؤية" محرز سرعان ما تحققت فقد قاد ليستر سيتي إلى التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لأول مرة في تاريخه، فضلا عن اختياره كأفضل لاعب في الدوري الموسم الماضي
وكشف محرز لمقربين منه في الصيف الماضي، أنه ينتظر أن يكون ضمن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية خاصة بعد موسمه الاستثنائي مع ليستر.
وقال اللاعب في تصريح لمجلة “فرانس فوتبول” بعد الإعلان عن قائمة المرشحين “إنه شرف كبير، أنا فخور لتواجدي في هذا المستوى خاصة عندما أتذكر من أين أتيت. لكن يجب أن أحافظ على تركيزي وألاّ أتوقف عند هذا الحد، يتعين عليّ مواصلة العمل”.
ويبدو أن محرز لم ينس بداياته الصعبة في مشواره الذي انطلق من نادي جامبر بدوري الدرجة الرابعة الفرنسي حينما كان راتبه الشهري 700 يورو، في حين كان مسؤولو أندية مرسيليا وباريس سان جرمان وليل يرون أنه لا يستحق اللعب في فرقهم بسبب نحافة جسده.
لكن جون مارك نوبيلو، المدير الرياضي لنادي لوهافر والمدرب السابق للمنتخب الجزائري للشباب (تحت 20 عاما)، كان له رأي مخالف ومكّن محرز من الانضمام إلى الفريق ومنحه فرصة المضي قدما في طريق تحقيق أحلامه.
وبعد ثلاث سنوات مع لوهافر، انضم محرز في بداية 2014 إلى ليستر سيتي الذي كان ينافس بدوري الدرجة الأولى الإنكليزي، وحصل النادي الفرنسي على 400 ألف يورو لإتمام الصفقة، وذلك في ظل رغبة نادي تورينو الإيطالي بضم اللاعب.
ولم يكن محرز متحمسا في البداية للعب في الدوري الإنكليزي خوفا من المعاناة والصعوبات التي سيواجهها من الناحية البدنية، حيث كان يرغب باللعب في الدوري الأسباني كخطوة أولى على طريق تحقيق حلم اللعب لبرشلونة.
والآن لم تعد لطموح محرز حدود، فهو يحب الألقاب الشخصية ويتطلع الآن أيضا إلى التتويج بالكرة الذهبية الأفريقية بعدما فاز بالجزائرية.
|
ويدرك محرز أن التألق مع ناديه قد لا يكفي لصناعة المجد والتاريخ، لذلك يتطلع إلى التألق مع المنتخب الجزائري وقيادته إلى مونديال روسيا رغم البداية المتعثرة في الجولة الأولى من التصفيات.
ومثلما كانت الأمور على مستوى الأندية، واجه محرز صعوبة كبيرة قبل الانضمام للمنتخب، حيث طلب عبر وكيل أعماله اللعب مع المنتخب الأولمبي في البطولة الأفريقية المؤهلة لأولمبياد 2012 بلندن، لكن المدرب عزالدين آيت جودي رفض ضمه حينذاك بدعوى أن الفريق مكتمل ولا يمكن استبدال لاعب بآخر.
وحتى المستويات الرائعة التي كان يقدمها مع نادي ليستر سيتي لم تشفع له لدى المدرب السابق للمنتخب الجزائري وحيد خليلودزيتش في البداية، لكنه اقتنع بعدها بإمكانيات ومهارات اللاعب بعد تقرير أعده مساعده نورالدين قريشي، لينضم محرز إلى المنتخب الأول في مايو 2014.
وتألق محرز في المباراتين الوديتين أمام أرمينيا ورومانيا قبل سفر المنتخب الجزائري إلى البرازيل، ليشارك في التشكيلة الأساسية بالمباراة التي انتهت بالهزيمة أمام بلجيكا 1-2، ثم غاب عن التشكيلة في المباريات الثلاث الأخرى للفريق بالمونديال.
ميسي الأفضل
بالموازاة مع النجم الجزائري يتطلع العديد من اللاعبين الآخرين إلى الفوز بجائزة الكرة الذهبية على غرار النجم الأرجنتيني ليونال ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو وهما أكبر متوجين بهذه الجائزة التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية.
فقد كشفت المجلة الفرنسية الاثنين الماضي عن أسماء عشرة من المرشحين الثلاثين لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ومن بينهم المرشح الأوفر حظا البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وجاء في صفحات المجلة على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ستعلن عن هوية الفائز في الـ13 من ديسمبر المقبل، مشيرة إلى أنها ستنشر باقي الأسماء العشرين على أربع دفعات على امتداد الأسبوع.
وعادت جائزة الكرة الذهبية حصرا إلى كنف مجلة “فرانس فوتبول” بعد إنهاء الشراكة التي جمعتها بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” منذ 2010.
وكانت جائزة أفضل لاعب في العالم تمنح خلال حقبة الشراكة بين “فرانس فوتبول” و”فيفا” في يناير في حفل يقام في زيورخ السويسرية.
وقد أجرت “فرانس فوتبول” تغييرات أخرى متعلّقة بنظام منح الجائزة، حيث أن التصويت سيحدّد الأفضل من بين لائحة تضم 30 لاعبا وليس 23 كما جرت العادة في النسخ الأخيرة. كما ألغيت المرحلة الوسطية التي تعلن فيها اللائحة النهائية المكونة من ثلاثة لاعبين.
وسبق أن أكدت المجلة التي تصدر كل ثلاثاء أن التصويت على الجائزة سيعود حصرا إلى الصحافيين، خلافا لما كان عليه الوضع أيّام الشراكة مع فيفا، حيث كان التصويت موزعا على مدربي وقادة المنتخبات الوطنية والصحافيين.
ورأت المجلة أنّ هذه المسألة تضيف المزيد من الحيادية في التصويت لأن “الصحافيين لا يملكون زملاء (في المنتخب الوطني) للدفاع عنهم وليسوا مضطرين للمحافظة على الأجواء في غرف الملابس”، في إشارة منها إلى اضطرار قادة المنتخبات والمدرّبين لمنح أصواتهم إلى مواطنيهم من أجل تجنب أيّ إحراج.
سيكون رونالدو الأوفر حظا لخلافة غريمه في برشلونة الأسباني والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي والفوز بالجائزة بعد قيادته فريقه ريال مدريد الأسباني إلى لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشرة في تاريخه، ومنتخب بلاده البرتغال إلى لقبها الكبير الأول بتتويجه بكأس أوروبا في يوليو الماضي.
اكتسح ليونيل ميسي، الاستفتاءات التي أجرتها العديد من الصحف حول من يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، التي تمنحها صحيفة “فرانس فوتبول”، متفوقا على البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وتفوق “البرغوث” الأرجنتيني مهاجم برشلونة على منافسه “صاروخ ماديرا” لاعب ريال مدريد في الاستفتاءات التي أجريت، منذ الاثنين الماضي، بعدما أعلنت المجلة الفرنسية عن قائمة مكونة من 30 لاعبا مرشحا للجائزة. وصوت 70 بالمئة ممن شاركوا في الاستفتاء الذي أجرته صحيفة “آس” الأسبانية، لصالح فوز ميسي بالجائزة، فيما حصل لاعب ريال مدريد على 20 بالمئة فقط من الأصوات.
مجلة 'فرانس فوتبول' أجرت تغييرات أخرى متعلقة بنظام منح الجائزة، حيث أن التصويت سيحدد الأفضل من بين لائحة تضم 30 لاعبا وليس 23 كما جرت العادة في النسخ الأخيرة
وفي استفتاء صحيفة “ماركا” تفوق ميسي بـ58 بالمئة، مقابل 26 بالمئة لصالح كريستيانو، وفي استفتاء “فرانس فوتبول” نفسها تفوق مهاجم البارصا على مهاجم الملكي، لكن بفارق طفيف (28 بالمئة مقابل21 بالمئة). أما استفتاء صحيفة “الموندو ديبورتيفو”، فشهد اكتساح ميسي بنسبة 83.60 بالمئة، بينما لم يحصل “الدون” إلا على 3.96 بالمئة من الأصوات.
ولن يعرف الفائز حتى الثلاثاء الـ13 من ديسمبر المقبل، لكن يبدو أن المشجعين يعتبرون ميسي المرشح الأوفر حظا للفوز رغم فوز “الدون” مع ريال مدريد بلقب التشامبيونزليغ، ومع منتخب بلاده بكأس أمم أوروبا.
يشار إلى أن الأرجنتيني ليونيل ميسي، هو آخر من حصد الجائزة في يناير الماضي في حفل الفيفا، وكانت الخامسة في مشواره بعد أعوام 2009 و2010 و2011 و2012.
وأظهرت المؤشرات الأولية لنتيجة الاستفتاء الذي أجرته المجلة، الثلاثاء وشارك فيه حتى الآن 90 ألف شخص تنافس 33 لاعبا على اللقب وهم ليونيل ميسي والجزائري رياض محرز وكريستيانو رونالدو.
وتصدر ميسي، الاستفتاء بنسبة 34 بالمئة من الأصوات متقدما على محرز، الذي تواجد في المركز الثاني بنسبة 29 بالمئة من الأصوات، متفوقا على كريستيانو رونالدو الذي اكتفى بالمركز الثالث بنسبة 25 بالمئة من الأصوات.
وفي مراكز لاحقة جاء الإيطالي جانلويجي بوفون حارس يوفنتوس والبرتغالي روي باتريسيو حارس مرمى سبورتينغ لشبونة في المركز الرابع بنسبة 2 بالمئة من الأصوات.
في حين اكتفى الفرنسي أنطوان غريزمان نجم أتلتيكو مدريد والبرازيلي نيمار نجم برشلونة والبولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ والويلزي غاريث بيل نجم ريال مدريد، والتشيلي أرتورو فيدال نجم بايرن ميونيخ والفرنسي هوجو لوريس حارس مرمى توتنهام، بنسبة 1 بالمئة من الأصوات لكل لاعب منهم.
غريزمان على الخط
اختير الفرنسي أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد أفضل لاعب في الدوري الأسباني لكرة القدم لموسم 2015-2016، متفوقا على الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، بحسب ما أعلنت رابطة الدوري المحلي الاثنين في قصر المؤتمرات بفالنسيا.
وسجّل غريزمان (25 عاما و38 مباراة دولية)، المرشّح أيضا لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للعام 2016، 22 هدفا في 38 مباراة مع أتلتيكو الموسم الماضي ومرر 5 تمريرات حاسمة مساهما في حلول فريقه ثالثا بفارق 3 نقاط عن برشلونة البطل.
وقال رئيس أتلتيكو إنريكي سيريزو “أنطوان يستحقّ ذلك. عندما كان يهمّ بالصعود إلى الطّائرة من مدريد، تلقّى اتصالا شخصيّا وكان محبطا للبقاء في مدريد. نحن سعداء جدّا بأن يكون معنا في الفريق”.
وكان غريزمان اختير أيضا كأفضل لاعب في كأس أوروبا 2016 إذ أحرز لقب الهداف مع 6 محاولات ناجحة، وسجلّ 7 أهداف في 13 مباراة بدوري أبطال أوروبا، حيث بلغ النهائي مع فريقه وخسر أمام جاره ريال مدريد بركلات الترجيح.
وحصل غريزمان على جائزته على أساس جمع بيانات إحصائية لموقع متخصّص، فيما اختار قادة فرق الدوري باقي الجوائز.
واختير الأرجنتيني دييغو سيميوني (أتلتيكو مدريد) كأفضل مدرب ومواطنه ميسي نجم برشلونة كأفضل مهاجم في الدوري، ونال زميله الأوروغوياني لويس سواريز جائزة أفضل هداف “بيتشيتشي” بعد تسجيله 40 هدفا وكذلك جائزة أفضل لاعب غير أوروبي.
كما اختير الأوروغوياني دييغو غودين زميل غريزمان في أتلتيكو، لجائزة أفضل مدافع، والكرواتي لوكا مودريتش (ريال مدريد) لجائزة أفضل لاعب وسط، والسلوفيني يان أوبلاك (أتلتيكو مدريد) لجائزة أفضل حارس مرمى.
كاتب من تونس