روسيا: لا ضمان لأمن الطائرات التركية فوق سوريا بعد إغلاق أجواء إدلب

موسكو ـ أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن موسكو لا يمكنها ضمان أمن الطيران التركي في سوريا، وذلك بعد إغلاق المجال الجوي فوق إدلب بحسب ما أعلنت وكالة تاس للأنباء.
وأصدرت الوزارة هذا التحذير بعد أن أسقطت تركيا طائرتين حربيتين سوريتين فوق إدلب الأحد وقصفت مطارا عسكريا يبعد عن خطوط مواجهتها في تصعيد كبير لعملياتها العسكرية بعد مقتل عشرات من الجنود الأتراك الأسبوع الماضي.
ونقلت تاس عن الأميرال أوليج غورافليف قوله "في هذه الظروف لا تستطيع قيادة القوة العسكرية الروسية ضمان سلامة الرحلات الجوية التركية في أجواء سوريا".
وكانت سوريا قد أعلنت في وقت سابق الأحد إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، وخاصة فوق محافظة إدلب.
وأشار بيان صادر عن الجيش السوري إلى أنه "سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معاد يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية".
ووفق وكالة الأنباء السورية فقد أسقط الجيش السوري الأحد، ثلاث طائرات مسيّرة تابعة للجيش التركي، على محاور عملياته بريف إدلب.
ويأتي إعلان الجيش السوري إغلاق مجاله الجوي غداة مقتل 26 عنصراً من جنوده جراء استهداف طائرات مسيرة تركية مواقع عسكرية عدة في ريفي إدلب وحلب، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبينما يتدهور الوضع في سوريا، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي اكار أنّ أنقرة لا تريد مواجهة روسيا، الحليف القوي للنظام السوري. وقال إنّ هدف الهجوم التركي "وضع حد لمجازر النظام ومنع موجة هجرة"، وذلك توازياً مع مواصلة السلطات التركية الضغط على أوروبا من خلال سماحها لآلاف المهاجرين بالتوجه إلى الحدود مع اليونان.
وبعد أسابيع من التوتر في محافظة إدلب في شمال-غرب سوريا، أعلنت أنقرة أنّها تقود عملية "درع الربيع" ضدّ نظام الرئيس بشار الأسد، وبدأت العملية التركية عقب مقتل 33 جندياً تركيا في غارات جوية نسبت إلى النظام السوري، في أشد خسارة تتعرض لها أنقرة منذ دخولها العسكري المباشر إلى الميدان السوري في 2016.
وقتل نحو 90 جنديا سورياً ومقاتلون يتبعون جماعات موالية لدمشق في الضربات التي شنتها أنقرة يومي الجمعة والسبت، بحسب المرصد.
وتشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية في محافظة إدلب وجوارها.
إلا أنّ هذا الهجوم أدى إلى حدوث توتر بين أنقرة وموسكو، فرغم أنّ تركيا تدعم بعض الجماعات المعارضة في مقابل دعم روسيا للنظام، فإنّ الدولتين عززتا تعاونهما في الملف السوري على مدار الأعوام الماضية.
والسبت، دعا الرئيس التركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى "الابتعاد من طريق" تركيا في سوريا، وتوعد نظام دمشق بـ"دفع ثمن" هجماته.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأحد عن "الأمل" في عقد لقاء بين بوتين وأردوغان الخميس أو الجمعة.
وقال "سيكون بلا شك لقاء صعبا، ولكن الرئيسين يؤكدان رغبتهما في حل الوضع في إدلب (...) وهذا مهم".
في ضوء التوتر، أوقفت السلطات التركية لفترة وجيزة رئيس تحرير النسخة التركية لموقع سبوتنيك الروسي الحكومي، إضافة إلى ثلاثة متعاونين آخرين.
ويثير التصعيد في إدلب مخاوف المجتمع الدولي، في وقت تعاني هذه المحافظة وضعا إنسانيا كارثيا.
فمنذ بدء هجوم النظام في ديسمبر، نزح ما يقرب إلى مليون شخص ضمن موجة غير مسبوقة خلال مدة زمنية قصيرة، وذلك منذ بدء النزاع السوري عام 2011 والذي أسفر عن مقتل نحو 380 ألف شخص.
وتخشى تركيا التي تستضيف نحو 3,6 ملايين سوري على أراضيها، من حدوث موجة هجرة جديدة.
وكان الرئيس التركي أعلن السبت أنّ بلاده فتحت حدودها مع أوروبا للسماح للمهاجرين الموجودين على أراضيها بالعبور، مؤكدا في الوقت نفسه أنّ أنقرة ستكون عاجزة عن فعل اي شيء إزاء موجة هجرة جديدة تأتي من شمال-غرب سوريا.
وتوجّه بعد هذا الإعلان آلاف الأشخاص باتجاه الحدود مع اليونان التي كانت مثّلت إبان أزمة الهجرة الشديدة التي هزّت أوروبا في 2015 باب عبور رئيسيا نحو القارة.
والأحد، واصل آلاف التدفق إلى معبر بازاكوله الحدودي (كاستانييس من الجهة اليونانية). كما وصلت قوارب مطاط عدة إلى جزيرتي ليسبوس وساموس في بحر ايجه.
وفي جزيرة ليسبوس أحرق عدد من السكان مركزا مهجورا كان يستخدم لاستقبال المهاجرين.
وكانت الأمم المتحدة أحصت مساء السبت ما لا يقل عن 13 ألف مهاجر عند الحدود بين اليونان وتركيا.
إزاء هذه التطورات، أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية "فرونتكس" الأحد رفع مستوى التأهب إلى "الأقصى"، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية.