روسيا توظف شبكات التواصل الاجتماعي للنفاذ إلى النيجر

مجموعة إيكواس تهدد بعمل عسكري لاستعادة الوضع الدستوري.
الثلاثاء 2023/08/29
من يقود حملة الانقلاب

لندن - عملت صفحات التواصل الاجتماعي المرتبطة بموسكو على استغلال الانقلاب العسكري الذي جد الشهر الماضي في النيجر لتعزيز نفوذ الكرملين في البلد الأفريقي، وربما فتح الباب لتواجد روسي هناك.

وأطاح كبار ضباط الجيش النيجري بالرئيس الموالي للغرب محمد بازوم في 26 يوليو، وهو محتجز في مقر إقامته الرسمي في نيامي. وهددت مجموعة إيكواس بالقيام بعمل عسكري لاستعادة الوضع الدستوري، لكن دعاة التدخل لم يتمكنوا حتى الآن من حشد الدعم الكافي.

وكشف تحليل نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية أن “نشاط القنوات الاجتماعية المرتبطة بمرتزقة فاغنر تجاه النيجر انخفض بشكل حاد” بعد مصرع زعيمهم يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة شمال موسكو الأسبوع الماضي.

لكن القنوات الموالية لروسيا على تطبيق تلغرام “واصلت على نطاق واسع مناقشة أو نشر معلومات مضللة بشأن النيجر، بنفس المستويات التي كانت عليها قبل موت بريغوجين”، وذلك وفقًا لبحث أجرته شركة “لوجيكلي” Logically، وهي شركة تكنولوجيا تتعامل مع المحتوى الزائف والمحرض على الكراهية عبر الإنترنت، ولها عدة مقرات في بريطانيا والهند وأفريقيا.

وبحسب تحليل خبراء تلك الشركة، فقد زاد المحتوى المتعلق بالنيجر عبر 45 قناة في تطبيق تلغرام تابعة لموسكو أو فاغنر بنسبة 6645 في المئة في الشهر التالي لمحاولة التمرد الفاشلة التي نفذتها فاغنر، مما يشير إلى اهتمام الكرملين باستغلال الاضطرابات في أفريقيا.

القنوات الموالية لروسيا على تطبيق تلغرام تواصل على نطاق واسع مناقشة أو نشر معلومات مضللة بشأن النيجر

وحددت الشركة زيادة كبيرة في كمية المحتوى الذي يروج للروايات المناهضة لفرنسا في تلك الحسابات، وذلك على الرغم من أنها وجدت أن المشاعر السلبية تجاه باريس في النيجر، كانت منتشرة بالفعل قبل الانقلاب.

وعزز البحث المخاوف من أن روسيا “ستسعى لكسب النفوذ والعقود المربحة، والوصول إلى الموارد الرئيسية في النيجر” بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب بازوم.

ومع التأكيد الرسمي الروسي، الأحد، على مقتل زعيم فاغنر في واقعة تحطم طائرة ركاب خاصة كانت تقله مع المقربين من قادة تلك المجموعة الخاصة، برزت التصريحات التي كان قد أدلى بها رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي يوم الخميس الماضي، حيث قال إن تلك الجماعة سوف تصبح أشد خطورة وشراسة تحت الإشراف المباشر لقاطن قصر الكرملين الرئيس فلاديمير بوتين.

وكانت الإطاحة بالحكومة المدنية على يد العسكر في مالي المجاورة عام 2021 بمثابة نقطة تحول في معركة النفوذ بين روسيا والدول الغربية في منطقة الساحل، إذ سرعان ما أبرم النظام الجديد في باماكو صفقة مع مجموعة فاغنر، مما أدى إلى انسحاب القوات الغربية المتمركزة هناك، ليكون ذلك بمثابة انتصار كبير لموسكو في القارة السمراء.

وكان معظم المراقبين قبل انقلاب يوليو ينظرون إلى النيجر على أنها دولة مستقرة نسبياً، وتتمتع بمؤسسات ديمقراطية قوية مقارنة بالعديد من جيرانها، كما أنها كانت تعد قاعدة رئيسية للقوات الغربية في منطقة الساحل المضطربة.

ولا يوجد دليل على وجود جهود روسية متضافرة لزعزعة استقرار حكومة بازوم قبل الانقلاب مباشرة، وهو ما عزاه المحللون إلى “صراعات داخلية على السلطة”.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد ذكر في تصريحات إعلامية الأسبوع الماضي أنه “لا يعتقد أن روسيا أو مجموعة فاغنر حرضتا على الانقلاب في النيجر”، مضيفا “لكنهما حاولتا الاستفادة منه”.

5