روسيا توسع أهداف حربها في أوكرانيا

بوتين يؤكد أن العملية مستمرة بشكل منطقي ودؤوب، مشيرا إلى أن روسيا قد تحتاج إلى الدخول في العمق بدرجة أكبر.
الخميس 2022/07/21
حرب طال أمدها

كييف – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن “المهام” العسكرية الروسية في أوكرانيا باتت تتجاوز منطقة دونباس الشرقية في الوقت الذي قصفت فيه القوات الروسية شرق أوكرانيا وجنوبها.

وصرح لافروف لوكالة الإعلام الروسية أن أهداف روسيا ستتوسع أكثر إذا استمر الغرب في تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى مثل أنظمة هيرماس الصاروخية الأميركية الصنع.

وتصريحات لافروف هي أوضح اعتراف روسي حتى الآن بأن أهداف الحرب اتسعت في الأشهر الخمسة الماضية وجاءت بعد أن قالت واشنطن إنها ترى مؤشرات على أن موسكو تستعد لضم الأراضي التي استولت عليها من جارتها رسميا.

ولافروف هو أكبر مسؤول روسي يتحدث صراحة عن أهداف الحرب فيما يتعلق بالأراضي بعد نحو خمسة أشهر من شن بوتين الغزو نافيا أن روسيا تريد احتلال أراضي جارتها.

سيرجي لافروف: سنتوسع أكثر إذا استمر تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى

وقال بوتين لاحقا إن هدفه هو نزع السلاح وتخليص أوكرانيا من “النازيين”، وهي توصيفات ترفضها كييف والغرب وتصفها بأنها “ذرائع لشن حرب توسعية استعمارية”.

وقال لافروف لوكالة الإعلام الروسية إن حقائق الجغرافيا تغيرت منذ أن عقد مسؤولون من روسيا وأوكرانيا مفاوضات في تركيا في أواخر مارس لم تحقق أي انفراجة.

وأضاف أنه في ذلك الوقت كان التركيز ينصب على جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من طرف واحد في شرق أوكرانيا واللتين تقول روسيا إنها ترغب في إخراج القوات الأوكرانية منهما.

وتابع “الآن الجغرافيا اختلفت لم تعد تتعلق بالجمهوريتين بل أيضا بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا وعدد من المناطق الأخرى” مشيرا إلى أراض خارج الجمهوريتين سيطرت عليها روسيا سواء كليا أو جزئيا.

وأضاف “العملية مستمرة بشكل منطقي ودؤوب” مشيرا إلى أن روسيا قد تحتاج إلى الدخول في العمق بدرجة أكبر.

وبعد دحر محاولة أولية للسيطرة على العاصمة كييف، قالت وزارة الدفاع الروسية في الخامس والعشرين من مارس إن المرحلة الأولى من العملية الخاصة اكتملت وإنها ستركز الآن على “تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير دونباس”.

وبعد أربعة أشهر تقريبا، استولت روسيا على لوجانسك، وهي واحدة من منطقتين تشكلان دونباس، لكنها ما زالت بعيدة عن الاستيلاء على كامل المنطقة الأخرى وهي دونيتسك. وفي الأسابيع القليلة الماضية، كثفت روسيا هجماتها الصاروخية على مدن في أنحاء أوكرانيا.

وأفاد الجيش وسياسيون في أوكرانيا بوقوع قصف روسي عنيف ومميت أحيانا بالتزامن مع ما قالوا إنها محاولات فاشلة إلى حد كبير من قبل القوات البرية الروسية للتقدم.

واستنادا إلى تقارير للمخابرات الأميركية، اتهم جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، روسيا بتمهيد الطريق لضم الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها منذ بدء الحرب في الرابع والعشرين من فبراير، وهي مزاعم قالت السفارة الروسية في واشنطن إنها تتنافى مع ما تحاول موسكو القيام به.

Thumbnail

وتسبب الغزو الروسي في مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتدمير العديد من المدن، خاصة في المناطق الناطقة بالروسية في شرق وجنوب شرق أوكرانيا. كما أنها رفعت أسعار الطاقة والغذاء حول العالم وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة في الدول الفقيرة، نظرا إلى أن أوكرانيا وروسيا منتجان رئيسيان للحبوب.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأربعاء أن أكثر من 9.5 مليون شخص عبروا الحدود من أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من فبراير.

وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة سترسل أربعة أنظمة مدفعية أخرى من طراز هيرماس إلى أوكرانيا، في أحدث شحنة عسكرية لدعم كييف.

وفي الوقت الحالي، لا يملك الجيش الأوكراني سوى صواريخ يبلغ مداها 70 كيلومترا للقاذفة، على الرغم من توفر صواريخ يصل مداها إلى 300 و500 كيلومتر.

وتستخدم كييف حاليا صواريخ “توشكا يو” الأقل دقة، التي يصل مداها إلى 120 كيلومترا، في ضرباتها الأطول مدى.

وتعد الدعوة إلى الحصول على صواريخ بعيدة المدى مهمة لأنها ستضع جسر القرم، الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها، في نطاق ضربة صاروخية أوكرانية. ويقع الجسر على بعد حوالي 260 كيلومترا من خط المواجهة.

وأثار طلب الحصول على الصواريخ بعيدة المدى قلقا في الولايات المتحدة أيضا، وسط مخاوف من أن القوات الأوكرانية قد تستخدم الأسلحة الأميركية لمهاجمة أهداف على الأراضي الروسية، مما يهدد بالمزيد من التصعيد في الصراع.

5