روسيا تواجه ضغوطا في جنوب أوكرانيا

موسكو - أحرزت قوات مدعومة من روسيا الجمعة بعض التقدم في شرق أوكرانيا، على الرغم من أن قبضة موسكو تتراخى في الجنوب، حيث نصح مسؤول عينته روسيا السكان بالفرار من منطقة سبق أن أعلنت روسيا ضمها.
وأفاد تحديث للمخابرات البريطانية بأن قوات تقودها مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة سيطرت على قريتي أوبتين وإيفانجراد إلى الجنوب من بلدة باخموت التي يدور حولها قتال عنيف، وهو أول تقدم من نوعه في أكثر من ثلاثة أشهر.
وذكر التحديث اليومي الصادر من لندن، الذي يركز عادة على النجاحات الأوكرانية في ساحات المعارك، أن القوات الروسية أو الانفصالية ربما سيطرت على عدد صغير من التجمعات أو لم تسيطر على أي منها على الإطلاق منذ مطلع يوليو.
وشنت أوكرانيا هجوما مضادا نهاية أغسطس ضد القوات الروسية التي غزت البلاد في فبراير، وصدها عن الشمال الشرقي ووضعها تحت ضغط شديد في الجنوب.
نزوح المدنيين من خيرسون صفعة لإعلان روسيا الشهر الماضي ضم حوالي 15 في المئة من أراضي أوكرانيا
وينصب التركيز الرئيسي حاليا على خيرسون، وهي واحدة من أربع مناطق محتلة بشكل جزئي أعلنت روسيا ضمها قبل أسابيع قليلة، كما يمكن القول إنها الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية.
ويفر البعض من سكان المناطق التي تحتلها موسكو في أوكرانيا إلى روسيا مع تقدم القوات الأوكرانية، فيما يقول آخرون إنهم مجبرون على التوجه إلى روسيا، بينما ينزح آخرون غربا إلى المناطق التي لا تزال أوكرانيا تسيطر عليها.
وسيمثل نزوح المدنيين من خيرسون صفعة لإعلان روسيا الشهر الماضي ضم حوالي 15 في المئة من أراضي أوكرانيا وجعل مساحة تعادل مساحة البرتغال جزءا من أراضيها.
وتشرف مدينة خيرسون، المدينة الكبرى الوحيدة التي استولت عليها روسيا كاملة منذ غزوها في فبراير، على الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا.
ومنذ مطلع أكتوبر، بدأت القوات الأوكرانية اقتحام خطوط المواجهة في المنطقة في أكبر تقدم لها في الجنوب منذ بداية الحرب، بهدف قطع الإمدادات وطرق الهروب عبر النهر عن القوات الروسية.
وأعلنت أوكرانيا في وقت سابق الجمعة أن قواتها المسلحة استعادت السيطرة على 600 تجمع سكني في الشهر الماضي، بينها 75 في خيرسون و43 في دونيتسك في الشرق حيث تقع أوبتين وإيفانجراد.
التحديث البريطاني ذكر أن حملة موسكو العسكرية في أوكرانيا بشكل عام لا تزال تتعرض لانتكاسات على يد القوات الأوكرانية
وذكرت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا عبر موقعها الإلكتروني “لقد زادت مساحة الأراضي الأوكرانية المحررة بشكل كبير”.
وتصف موسكو الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف من الأوكرانيين ودمر مدنا وبلدات وقرى، بأنه “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح بلد تهدد تحركاته باتجاه الغرب أمن روسيا. فيما تؤكد كييف وحلفاؤها الغربيون أن ما يحدث هو غزو غير مبرر.
وذكر التحديث البريطاني أن حملة موسكو العسكرية في أوكرانيا بشكل عام لا تزال تتعرض لانتكاسات على يد القوات الأوكرانية على طول الأطراف الشمالية والجنوبية من خط المواجهة، في ظل نقص حاد في الذخيرة والأفراد.
وأضاف أن روسيا تستهدف باخموت في محاولة للاستيلاء على كراماتورسك – سولفيانسك في منطقة دونيتسك في الشرق، والتي كانت من بين المناطق التي أعلنت روسيا ضمها رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر مقطع فيديو في ساعة متأخرة من مساء الخميس إن القتال “الوحشي” مستمر هناك.
واتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتقاعس في الدفاع عن حقوق أسرى حرب أوكرانيين، وحثها على إرسال مهمة لمعسكر في الشرق الذي تحتله روسيا.