روسيا تنفي تجميد السودان اتفاقا لإنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر

الخرطوم - نفت السفارة الروسية بالخرطوم الخميس المعلومات المتعلقة بتجميد السودان اتفاق لإنشاء مركز دعم لوجستي وتقني للسفن الحربية الروسية في بورتسودان (على البحر الأحمر).
وذكر بيان للسفارة الروسية أن "هذه المعلومات لا صحة لها وأنها لم تتلق أي إبلاغ من الطرف السوداني بشأن الاتفاقية".
وأوضح البيان أن "الاتفاقية المتعلقة بالقاعدة الروسية تدخل حيز التنفيذ بعد المصادقة عليها من برلماني البلدين، الأمر الذي لم يحدث إلى الآن"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الادعاءات تهدف فقط إلى إلحاق الضرر بعلاقات الصداقة التقليدية بين روسيا والسودان".
والأربعاء قال مسؤول سوداني رفيع المستوى إن بلاده قررت تجميد اتفاق عسكري مع موسكو يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر شرقي البلاد.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن تجميد الاتفاق الذي أبرمته روسيا مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير، يسري إلى حين إجازة الاتفاق واعتماده بواسطة المجلس التشريعي المنتظر تشكيله خلال الفترة المقبلة.
ويتولى مجلسا السيادة والوزراء في السودان مهمة التشريع والمصادقة على الاتفاقيات الدولية، إلى حين تدشين المجلس التشريعي.
وأكد المصدر أن التوافد الروسي إلى القاعدة العسكرية المقترحة "فلامينغو" سيتوقف إلى حين إجازة الاتفاق من البرلمان الانتقالي المزمع تدشينه قريبا.
وشهدت الأيام القليلة الماضية جدلا واسعا حول زيارات عسكرية روسية إلى سواحل البحر الأحمر شرقي السودان بغرض بناء القاعد، وسط نفي مجلس الدفاع والأمن السوداني (أعلى هيئة أمنية في البلاد) الذي قال إنها معلومات غير دقيقة، دون أن يقدم أي تفاصيل بهذا الشأن.
وفي السنوات الأخيرة عملت موسكو على تعزيز نفوذها في أفريقيا من بوابة السودان، خاصة في المجال العسكري عبر إقامة مشاريع في المجال النووي المدني، في موازاة مع واشنطن أيضا الساعية لتركيز نفوذها في المنطقة.
ويثير التقارب السوداني الروسي مخاوف الإدارة الأميركية الجديدة، التي ترى في موسكو تهديدا لتواجدها في مناطق النفوذ، وخاصة في أفريقيا.
ولا تخفى محاولات واشنطن التي تشعر بالقلق من الوجود الروسي لقطع الطريق على طموحات موسكو، خاصة بعد نشر نص اتفاقية بين روسيا والسودان حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر.
وشهدت العلاقات السودانية الأميركية تقاربا كبيرا بعد رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب، وتوقيع الخرطوم اتفاق سلام مع إسرائيل برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأعلنت واشنطن نيتها تقديم دعم مالي بأكثر من مليار دولار للحكومة الانتقالية وإعفاء السودان من الديون، ومساعدته في الحصول على منح وقروض من مؤسسات التمويل الدولية.
وفي نوفمبر الماضي نشر موقع الحكومة الروسية وثيقة اتفاق أولية مع السودان، لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر لتزويد أسطولها بالوقود.
وتنص هذه الوثيقة الأولية على إنشاء "مركز دعم لوجستي" في السودان، يمكن من خلاله تأمين "الصيانة وعمليات التزويد بالوقود واستراحة أفراد الطواقم" البحرية الروسية.
ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك 4 سفن، بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق الاتفاق.
وكان مقررا أن يتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.
ومنذ مايو 2019 يربط بين البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات.
وفي أواخر يناير 2019 اعترف الكرملين بأن مدربين روسيين يتواجدون "منذ بعض الوقت" إلى جانب القوات الحكومية السودانية، في خضم أزمة سياسية في السودان.
وأثناء زيارة إلى روسيا أواخر العام 2017، طلب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "حماية" السودان من الولايات المتحدة، داعيا إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو بهدف "إعادة تجهيز قواتها المسلحة".