روسيا تقطع طرق الإمداد عن مخيم الركبان السوري

دبلوماسيون غربيون يعتقدون أن حصار المخيم الأخير يأتي جزءا من جهود تقودها روسيا لممارسة الضغط على واشنطن للخروج من قاعدة التنف.
الخميس 2019/02/21
سوريا تفتح ممرات لعودة اللاجئين السوريين من مخيم الركبان

عمان - أغلقت الشرطة العسكرية الروسية والقوات السورية طرق مرور الأغذية والسلع إلى مخيم الركبان للاجئين في سوريا في مسعى لإجبار آلاف السكان اليائسين على مغادرة المنطقة التي تتمتع بحماية أميركية قرب قاعدة تديرها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أنها ستفتح ما وصفتهما بممرين إنسانيين على مشارف المخيم لمن يريدون المغادرة. ويقيم أكثر من 50 ألفا معظمهم من النساء والأطفال هناك في ظروف معيشة مزرية.

وقال سكان ومقاتلون معارضون إن الجيشين السوري والروسي أقاما نقاط تفتيش لمنع وصول التجار القادمين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لإمداد المخيم بالطعام والوقود مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشدة وندرة السلع.

وقال العقيد مهند الطلاع قائد فصيل مغاوير الثورة "قطعوا طرق الإمداد. منعوا التجار الذين يجلبون المواد الغذائية من الدخول إلى مخيم الركبان. لا يوجد الآن لا خضرة ولا طحين ولا وقود".

وتتابع المنطقة التطورات في مخيم الركبان عن كثب لأنه يقع في نطاق منطقة عدم التصعيد التي تمتد لمسافة 55 كيلومترا وأنشأها البنتاغون بهدف حماية قاعدة التنف من الهجمات.

وتقع القاعدة الأميركية على الطريق السريع بين دمشق وبغداد والذي كان ذات يوم طريقا رئيسيا لدخول الأسلحة الإيرانية إلى سوريا.

وقال الطلاع "الهدف هو إجبارهم على الخروج من المنطقة بالقوة" مرددا مخاوف تنتشر على نطاق واسع بين السكان.

حصار روسي على الحاجيات الأساسية للاجئين
حصار روسي على الحاجيات الأساسية للاجئين 

ويعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في أراض كانت تخضع سابقا لسيطرة تنظيم داعش في شرق سوريا بعد أن فروا من حملة قصف روسية عنيفة وتوافدوا على المنطقة الحدودية للاحتماء من الضربات الجوية.

وفضل معظم سكان المخيم البقاء على العودة إلى ديارهم في أراض استعادها الجيش العام الماضي خشية الانتقام منهم أو تجنيدهم في الجيش.

وقال محمود الهميلي وهو من سكان المخيم "فتحوا الممرات ليضغطوا على العالم إنهم يتجهوا باتجاه النظام والاعتقالات أو التجنيد الإجباري".

وقالت موسكو ودمشق إن القوات الأميركية تحتل أراضي سورية وتوفر ملاذا آمنا لمقاتلي المعارضة الذين يعتبرهما البلدان إرهابيين.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين إنه ينبغي ألا يغادر السكان مخيم الركبان بالإكراه ورفضت أي عملية من جانب واحد تقوم بها موسكو أو دمشق مشيرة إلى أنه يجب تنسيق إجلاءات طوعية  مع هيئات الأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في دمشق فدوى عبد ربه بارود إن المنظمة الدولية لم تشترك في قرار إقامة الممرين ولن تكون في الموقع وإن كانت رحبت بإنهاء معاناة النازحين في الركبان.

ويعتقد دبلوماسيون غربيون أن حصار المخيم الأخير الذي زاد احتمال التضور جوعا جزء من جهود تقودها روسيا لممارسة الضغط على واشنطن للخروج من قاعدة التنف.