روسيا تفتح ثلاث نقاط جديدة لإجلاء المدنيين من إدلب السورية

موسكو- سمح الجيش الروسي لمدنيين بالخروج من منطقة عدم التصعيد في محافظة إدلب السورية بعد بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه مع تركيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن بإمكان المدنيين الخروج من منطقة عدم التصعيد عبر ثلاث نقاط تفتيش جديدة.
وأضافت أنها تلقت طلبات كثيرة من مدنيين موجودين في إدلب في مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة يرغبون في العودة إلى منازلهم الواقعة في أراض تسيطر عليها قوات الحكومة السورية.
وطالب الجيش الروسي الجماعات المسلحة بالسماح للناس بمغادرة إدلب إذا رغبوا في ذلك.
وقال سكان ومعارضون إن روسيا وحلفاءها أوقفوا الضربات الجوية على إدلب الأحد بعد بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه مع تركيا، لكن عددا قليلا منهم عبروا عن تفاؤلهم بأن الاتفاق سيصمد.
وعلى صعيد تطورات الوضع الميداني تبادل طرفا الصراع الاثنين الاتهامات بخرق اتفاق وقف اطلاق النار.
وقال قائد ميداني يقاتل مع القوات السورية بأن مقاتلين من هيئة تحرير الشام شنوا هجوماً على مواقع الجيش السوري قرب بلدة جرجناز في ريف ادلب الشرقي، إضافة الى قصف بقذائف الهاون مواقع للجيش جنوب مدينة معر النعمان.
وأكد خروج 74 مدنياً أغلبهم أطفال ونساء من مناطق سيطرة المسلحين في ريف إدلب عبر معبر الحاضر بريف حلب الجنوبي إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، وتم تقديم الطعام والشراب والخدمات الطبية العاجلة ونقلهم الى مناطق أمنة.
وأشار إلى خروج أكثر من 50 مديناً عبر معبر الهبيط إلى مناطق سيطرة الجيش في ريف حماة الشمالي.
من جانبه ، اتهم قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر القوات الحكومية بخرق وقف إطلاق النار منذ ساعاته الأولى، واستهداف بالمدفعية الثقيلة حوالي 14 موقعاً في مدينة معرة النعمان ومحيطها وبلدات معرشورين وتلمنس ومعصران وقرى في ريف ادلب الشرقي .
وأكد أن القوات السورية تقوم بنقل مقاتلين وعتاد من خطوط الاشتباك في ريف ادلب باتجاه ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي، للاستفادة من قرار وقف اطلاق النار في ريف ادلب.
وفر مئات آلاف الأشخاص في محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية بينما قصفت الطائرات الروسية والمدفعية السورية بلدات وقرى مع تجدد هجوم الحكومة الذي يستهدف طرد مسلحي المعارضة من آخر معاقلهم في شمال غرب البلاد.
وقالت تركيا، التي تدعم منذ سنوات مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، الجمعة إنها اتفقت مع روسيا على تنفيذ وقف لإطلاق النار لوقف تدفق عشرات آلاف المدنيين الفارين أمام العنف.
وتقول الأمم المتحدة إن الفترة الأخيرة شهدت اقتراب الحملة العسكرية التي تقودها روسيا من المناطق المكتظة بالسكان في محافظة إدلب حيث يوجد زهاء ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الشهر الحالي إن الوضع الإنساني أصبح أكثر حدة مع فرار 300 ألف مدني على الأقل في إدلب ليضافوا إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من موجات قتال سابقة بحثا عن الأمان في مخيمات قريبة من الحدود التركية.
وتقول موسكو إن قواتها والجيش السوري والفصائل المسلحة المدعومة من إيران، التي تقاتل إلى جانبه، تتصدى لهجمات إرهابية يشنها مقاتلو تنظيم القاعدة الذين تقول إنهم يهاجمون مناطق مأهولة تخضع لسيطرة الحكومة.
كما تتهم مسلحي المعارضة بتدمير "منطقة وقف التصعيد" التي تم التوصل لها قبل عامين بين تركيا وروسيا.
وقال الجيش السوري الأحد إن صواريخ أطلقها مسلحو المعارضة قتلت شخصين خلال قصف مناطق سكنية في مدينة حلب. وقال معارضون وشهود إن 12 بلدة على الأقل تعرضت لقصف مدفعي من مواقع الجيش.
وقال ناشط يدعى محمد رشيد "القصف الجوي توقف لكن قذائف المدفعية واصلت استهداف بلدات كثيرة وقرى".
روسيا وحلفاءها أوقفوا الضربات الجوية على إدلب الأحد بعد بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه مع تركيا
وقال معارضون إن القوات الموالية للحكومة تتجمع على الخطوط الأمامية بينما تسقط طائرات هليكوبتر للجيش منشورات تطالب المدنيين بالاستسلام وإخلاء المناطق التي تخضع لسيطرة مسلحي المعارضة.
وحمل منشور أُلقي على مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة عبارات تقول إنه لا تراجع عن قرار تطهير جميع المناطق من "القتلة الإرهابيين"، وتطالب المدنيين بالانضمام لجيشهم في "تحقيق النصر".
ولم تدم طويلا اتفاقات سابقة لإطلاق النار في الحملة الدموية المستمرة منذ شهور لانتزاع السيطرة على آخر معقل لقوات المعارضة والتي تسببت في مقتل المئات وألحقت أضرارا بالغة بعشرات البلدات والقرى وحولتها إلى أطلال.
وقال سكان ومنقذون إن 17 شخصا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في قصف سوري وروسي لأربع بلدات رئيسية في محافظة إدلب السبت، عشية موعد تطبيق وقف إطلاق النار.