روسيا تعزز دعمها للأسد وسط تصعيد عسكري في سوريا

الكرملين يؤكد أنه يبحث المساعدة المطلوبة لاستقرار الوضع، تزامنا مع قصف سوري وروسي لمواقع المعارضة في ريف حلب ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
الاثنين 2024/12/02
قصف روسي على مواقع المواقع

موسكو - قال الكرملين اليوم الاثنين إن روسيا مستمرة في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، عقب هجوم واسع شنّته هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلّحة أتاح لها السيطرة على مناطق واسعة في الشمال أبرزها مدينة حلب، مضيفا أنه سيبحث المساعدة المطلوبة لاستقرار الوضع.

ويأتي ذلك في وقت يشن فيه الطيران السوري والروسي غارات على مواقع لفصائل مسلحة في ريف حلب الشرقي.

وذكر بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في سوريا اليوم الاثنين إن سلاح الجو السوري والروسي قصف مواقع تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الشرقي مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قوات المعارضة.

كما أضاف في بيان أن "الطيران الحربي السوري الروسي المشترك وجه ضربات متتالية على تجمعات المسلحين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم إضافة إلى تدمير عدة عربات وآليات كانت بحوزتهم".

وتدخلت روسيا عسكريا في سوريا عام 2015 لدعم الأسد في مواجهة المعارضة، في أكبر تدخل لها بالشرق الأوسط منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ولديها قاعدة جوية ومرفق بحري في سوريا.

وقال الكرملين الجمعة إنه يريد أن تستعيد الحكومة السورية النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن، واعتبر هجوم قوات المعارضة انتهاكا لسيادة سوريا.

وردا على سؤال اليوم الاثنين عما إذا كانت روسيا تعتزم زيادة الدعم للأسد، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "مستمرون في دعم بشار الأسد. والاتصالات مستمرة على المستويات المناسبة".

وأضاف "نحلل الوضع وسيتشكل موقف بشأن ما هو مطلوب لاستقرار الوضع".

لم يوضح الكرملين كيفية زيادة دعمه في ظل انشغال الجيش الروسي بهجومه على أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان أن الجيش السوري يعمل على تأمين بلدات طيبة الإمام وحلفايا وقلعة المضيق بريف حماة الشمالي والشمال الغربي، وتثبيت نقاط وحواجز فيها.

وقال مدونون عسكريون روس الأحد إن موسكو أقالت الجنرال المسؤول عن القوات الروسية في سوريا سيرجي كيسيل، ليحل محله الكولونيل جنرال ألكسندر تشايكو.

وأوردت قناة (رايبار) المقربة من وزارة الدفاع الروسية، ومدونة (فويني أوسفيدوميتيل) "المخبر العسكري" نبأ إقالة كيسيل، بعد ساعات من اجتياح مسلحين من المعارضة مدينة حلب، في أكبر تحد للرئيس، بشار الأسد، منذ سنوات.

وذكرت تقارير غير مؤكده أن الكولونيل جنرال ألكسندر تشيكو سيحل محل كيسيل. وقاد تشيكو القوات الروسية في سوريا بين عامي 2017 و2019.

ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية رسميا هذا التغيير.

والأحد شدد الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج وإفشال مخططاتها".

وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلا للفصائل المعارضة منذ صيف 2012.

ويثير القتال غير المسبوق منذ 2020 والذي بدأ مؤخرا في سوريا، مخاوف من استئناف الأعمال العدائية على نطاق واسع في بلد مقسم بالفعل إلى عدة مناطق نفوذ، حيث تحظى الفصائل المعارضة بدعم من قوى إقليمية ودولية مختلفة.

وأعلن الجيش الروسي الأحد أنه يساعد الجيش السوري في "صد" فصائل معارضة في ثلاث محافظات بشمال البلاد.

وقال الجيش الروسي في بيان مقتضب على موقعه إن "الجيش العربي السوري، بمساعدة من القوات الجوية الروسية، يواصل عمليته الهادفة إلى صد العدوان الإرهابي في محافظات إدلب وحماة وحلب".

وقصفت القوات الجوية الروسية، إلى جانب القوات السورية، مواقع لفصائل معارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد الإثنين مقتل 11 مدنيا على الأقل، بينهم خمسة أطفال، في هذه الغارات.