روسيا تطور أسلحة ليزر قادرة على حرق الطائرات في خضم الحرب الأوكرانية

الخارجية الروسية تعلن طرد 85 دبلوماسيا أوروبيا من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لدى موسكو، ردا على إجراءات مماثلة اتخذتها هذه الدول ضد دبلوماسيين روس.
الأربعاء 2022/05/18
أسلحة روسية بقدرات "متطورة" تدخل الخدمة

موسكو - روجت روسيا الأربعاء لجيلها الجديد من أسلحة الليزر، يشمل نظام ليزر متنقلا أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة في عام 2018، وقالت موسكو إنها طورته إلى درجة أنه يمكنه تعطيل الأقمار الصناعية التي تدور في مدارات حول العالم وتدمير الطائرات المسيّرة.

وكشف بوتين في عام 2018 عن مجموعة من الأسلحة الجديدة، منها صاروخ باليستي جديد عابر للقارات ورأس حربي نووي صغير يمكن تركيبه في صواريخ كروز، وطائرات مسيّرة نووية تحت الماء وسلاح أسرع من الصوت وسلاح ليزر.

ولا يُعرف الكثير عن قدرات سلاح الليزر، الذي أُطلق عليه اسم بيرسفيت، نسبة للراهب الأرثوذكسي المحارب من العصور الوسطى ألكسندر بيرسفيت الذي لقي حتفه في معركة طاحنة. وكشف بوتين عن القليل من المعلومات في عام 2018. وتفاصيل سلاح الليزر سرية.

وقال يوري بوريسوف، نائب رئيس الوزراء المسؤول عن التطوير العسكري، في مؤتمر في موسكو، إن بيرسفيت يجري نشره بالفعل على نطاق واسع، ويمكنه تعطيل الأقمار الصناعية حتى 1500 كيلومتر فوق سطح الأرض.

واستشهد بتجربة أجريت الثلاثاء قال إنها أحرقت طائرة مسيّرة على بعد خمسة كيلومترات في غضون خمس ثوان.

وقال بوريسوف "يتم بالفعل إمداد قوات الصواريخ بأعداد كبيرة منه، ويمكنه أن يعطل جميع أنظمة استطلاع الأقمار الصناعية التابعة لعدو محتمل في مدارات تصل إلى 1500 كيلومتر، مما يؤدي إلى تعطلها أثناء التحليق بسبب استخدام أشعة الليزر".

وأضاف "ولكن هذا، دعنا نقول، بدءا من اليوم (الأربعاء)، أو حتى بشكل ما من الأمس (الثلاثاء)، ابتكر علماؤنا الآن، وأنتجوا بكميات كبيرة من الناحية العملية، أنظمة ليزر أكثر قوة من حيث الحجم يمكن أن تسبب تدميرا حراريا لأجهزة مختلفة".

وتشير تصريحات بوريسوف إلى أن روسيا أحرزت تقدما كبيرا في ما يتعلق بقدرات بيرسفيت، وغيره من الأسلحة التي لم يعلن عنها بعد، وهو اتجاه يحظى باهتمام كبير من القوى النووية الأخرى مثل الولايات المتحدة والصين.

وصرّح بوريسوف بأنه عاد لتوه من ساروف، وهي بلدة مغلقة في منطقة نيجني نوفجورود كانت تُعرف سابقا باسم "أرزاماس - 16" لأنها كانت سرية للغاية. وهي مركز لأبحاث الأسلحة النووية الروسية.

وقال "اليوم (الأربعاء)، ما يسمى بأنظمة الأسلحة القائمة على مبادئ فيزيائية جديدة قادم في الطريق".

وتابع "هذا في الأساس سلاح ليزر، سلاح كهرومغناطيسي واسع النطاق سيحل محل 'الأسلحة التقليدية' في العقد المقبل، هذه ليست فكرة غريبة، إنها الواقع".

ولم يكتف بوريسوف بهذه الإعلانات عن الأسلحة المتطورة الحديثة التي دخلت الخدمة بالفعل أو التي يجري تطويرها، فقد أعلن في المنتدى عن دخول منظومة "أس - 500" في الخدمة.

وأضاف بوريسوف أن منظومة الدفاع الجوي "أس - 500"، التي تجمع بين وظائف الدفاع الجوي والصاروخي، قد بدأت بالفعل في الدخول إلى الخدمة.

ويتزامن هذا الإعلان مع تصاعد التوتر الروسي - الأوروبي، حيث استعرت خلال الساعات الماضية حرب طرد السفراء.

حرب طرد السفراء تستعر
حرب طرد السفراء تستعر

واستدعت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء السفير الإيطالي لدى موسكو جورجيو ستاراس، لإبلاغه بإجراءات جوابية على خلفية طرد روما لدبلوماسيين روس في وقت سابق. وأبلغت الخارجية السفير بطرد 24 دبلوماسيا إيطاليا كإجراء مماثل.

كما أعلنت طرد 27 إسبانيا، و34 دبلوماسيا فرنسيا، مؤكدة أنهم باتوا "أشخاصا غير مرغوب فيهم".

وأتت تلك الخطوات الروسية بعد خطوات إيطالية وفرنسية مشابهة في أبريل الماضي. فقد أعلنت باريس الشهر الماضي طرد 41 دبلوماسيا روسيا، كانوا يقومون بحسب ما أكدت، بنشاطات تجسس. وأوضحت حينها أن القرار يندرج في إطار "مساع أوروبية".

وكذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في بداية أبريل الماضي، طرد 30 دبلوماسيا روسيا، "لأسباب تتعلق بالأمن القومي"، بحسب ما أوضح وقتها وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.

لكن دي مايو رأى أن خطوة الروس الأربعاء بطرد دبلوماسييه غير مبررة.

ونددت باريس "بشدة" بهذا الطرد، معتبرة أن القرار الروسي لا يستند "إلى أي أساس شرعي". وقالت وزارة الخارجية في بيان "يقدم الجانب الروسي هذا القرار على أنه رد على قرارات فرنسا" المتخذة في أبريل، عندما طردت "العشرات من العملاء الروس" الذين يشتبه في أنهم جواسيس.

كما أضافت أن "عمل الدبلوماسيين والموظفين في السفارة الفرنسية في روسيا يندرج بخلاف ذلك، في إطار اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية".

وكانت العديد من الدول الأوروبية الأخرى، مثل ألمانيا وسلوفينيا والنمسا وبولندا واليونان وكرواتيا، قامت بطرد أعداد كبيرة من الدبلوماسيين الروس منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يوم الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

كما طردت الولايات المتحدة 12 عضوا من البعثة الدبلوماسية الروسية إلى الأمم المتحدة مطلع مارس.

ومنذ انطلاق تلك العملية العسكرية، اصطفت العديد من الدول الغربية إلى جانب كييف، معلنة فرض الآلاف من العقوبات على موسكو، ومصادرة أملاك لأثرياء روس مقربين من الكرملين، فضلا عن معاقبة سياسيين ونواب، وطرد سفراء.