روسيا تضم رسميا أربع مناطق أوكرانية وتحذّر من مهاجمتها

ضمّت روسيا رسميّا أربع مناطق أوكرانية، وحذّر الكرملين من أن أي هجوم على مناطق تضمها موسكو سيعتبر هجوما على روسيا نفسها، في وقت يقول فيه الاتحاد الأوروبي إنه لا يعترف مطلقا بالاستفتاءات غير القانونية التي أجرتها روسيا كذريعة لهذا الانتهاك لاستقلال أوكرانيا.
موسكو - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة انضمام مناطق زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك الأوكرانية إلى روسيا، وفق إرادة سكانها وبالاستفتاء، فيما رفض قادة الاتحاد الأوروبي الخطوة الروسية واعتبروها باطلة وغير قانونية.
وقال فلاديمير بوتين إنّ “ضمّ المناطق الأربع الجديدة إلى الاتحاد الروسي يعبر عن الإرادة الشعبية للملايين”.
وأضاف الرئيس الروسي خلال إلقائه خطابا في العاصمة موسكو “باتت لدينا الآن 4 أقاليم جديدة في روسيا، واختيار الناس الانضمام إلى روسيا مرتبط بالتاريخ”.
وأعرب عن ثقته بأن الجمعية الفيدرالية “ستدعم القوانين الخاصة بانضمام أراضٍ جديدة إلى روسيا”.

دميتري بيسكوف: الكرملين لا يريد تطوير قضية التصعيد النووي
وتابع بوتين “سوف نتذكر دائماً أولئك الذين لم ينخرطوا في انقلاب النازية الجديدة بأوكرانيا في عام 2014، وأولئك الذين سقطوا في العمليات العسكرية الخاصة هم أبطال روسيا العظيمة”.
واعتبر أن الناس انفصلوا عن “موطنهم الأم عندما تفكك الاتحاد السوفييتي”، في إشارة إلى سكان الأقاليم الأربعة، لافتا إلى أن “هناك الملايين من الناس يعتبرون أنفسهم جزءاً من روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ولا يمكننا العودة إلى الماضي وتغيير حقيقة انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن المواطنين قرروا مصيرهم”.
من جانب آخر أعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده للعودة إلى المحادثات، داعياً كييف إلى وقف العمليات والعودة إلى طاولة التفاوض.
وقال إن التفاوض هو الطريق الوحيد إلى السلام، مطالباً كييف بـ”احترام خيار” دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، مشدداً على أن موسكو ستدافع عن أراضيها “بكل الوسائل الممكنة”.
وشدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أن أي هجوم على الأراضي التي يتم ضمها سيُعتبر هجوما على روسيا، كما أوضح أن موسكو ستضم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية وفقاً لحدود 2014.
كما أفاد بيسكوف خلال تصريحات صحافية بأن “الكرملين لا يريد تطوير قضية التصعيد النووي، ودعا جميع الأطراف إلى تحمل المسؤولية”.
في المقابل تعهّد قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة بأنهم “لن يعترفوا إطلاقا” بضم روسيا غير القانوني لأربع مناطق أوكرانية أخرى واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر.
وقال قادة الدول الـ27 في بيان مشترك “نرفض بحزم وندين بشكل قاطع ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية”.
وصدر البيان بينما وقّع الرئيس فلاديمير بوتين رسميا اتفاقا ينص على ضم المناطق الأربع إلى روسيا.
وقال قادة الاتحاد الأوروبي “روسيا تعرّض الأمن العالمي للخطر”، متّهمين موسكو بأنها “تقوض عمدا النظام الدولي القائم على القواعد وتنتهك الحقوق الأساسية لأوكرانيا بالتمتع بالاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي، وهي مبادئ أساسية يكرّسها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
كما ندد القادة بالاستفتاءات “غير القانونية” التي نظّمها الكرملين لتبرير استيلائه على الأراضي ودعوا “جميع الدول والمنظمات الدولية إلى رفض هذا الضم غير القانوني بشكل قاطع”.

وتشكّل المناطق الأربع ممرا بريا مهما بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وجاء في بيان التكتل أن “جميع القرارات لاغية وباطلة ولا يمكن أن ينتج عنها أي تأثير قانوني مهما كان. القرم وخيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك جميعها أوكرانية”.
وشدد الاتحاد على التزامه بدعم “الحق الشرعي” لأوكرانيا في استعادة السيطرة على كافة أراضيها الواقعة ضمن حدودها المعترف بها دوليا.
وحذّر بوتين من أنه قد يستخدم الأسلحة النووية للمحافظة على سيطرة القوات الروسية على الأراضي.
وقال قادة الاتحاد إن “التهديدات النووية الصادرة عن الكرملين والتعبئة العسكرية وإستراتيجية السعي لتقديم أراض أوكرانية بشكل زائف على أنها روسية وتصوير الحرب على أنها ستكون الآن في الأراضي الروسية لن تؤثر على عزمنا”.
وفرض الاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات غير مسبوقة على موسكو ردا على حربها في أوكرانيا وأنفق مليارات اليورو لدعم كييف بالسلاح.
وينظر الاتحاد الأوروبي حاليا في إمكانية اتخاذ سلسلة إجراءات اقتصادية ضد الكرملين تستهدف صادرات روسية بقيمة سبعة مليارات دولار تقريبا والسعي لتحديد سقف لسعر النفط الروسي.
وقال البيان “سنعزز إجراءاتنا التقييدية لمواجهة أفعال روسيا غير القانونية، سيزيد ذلك من الضغط أكثر على روسيا لإنهاء حربها العدوانية”.
بدورها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الضم الروسي لمناطق أوكرانية “غير قانوني”، معلنة رفضها بشدة ودون مواربة للخطوة الروسية.
والجمعة قال رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، وهو حليف رئيس لبوتين، عبر القناة الرسمية لمجلس الدوما على تليغرام، إن بوتين أبلغ البرلمان بتلقي “طلبات رسمية من هذه المناطق”.
في المقابل تقول أوكرانيا إنها ستسعى لاستعادة أراضيها، إذ صرح ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن “الاستفتاءات ليس لها أثر قانوني، وبموجب القانون الدولي فإن المناطق هي أراضٍ أوكرانية وستظل كذلك، وأوكرانيا مستعدة لفعل أي شيء لاستعادتها”.
وأضاف لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية “لقد كان تصويتاً صورياً، شارك فيه عدد قليل من الناس. وحتى من ذهبوا للتصويت فقد كان ذلك تحت تهديد السلاح”.
وقال زيلينسكي في خطاب مساء الخميس “لا يزال من الممكن وقفها (الحرب)، ولكن لإيقافها يتعين علينا أن نوقف ذلك الشخص في روسيا الذي يريد الحرب أكثر من الحياة”، في إشارة إلى الرئيس بوتين.
وكانت القوات الروسية قد احتلت المناطق الواقعة في شرق وجنوب أوكرانيا بعد وقت قصير من بدء الغزو في فبراير الماضي.
ويمثل دمجها في الأراضي الروسية تصعيدا دراماتيكيا في حرب بوتين المتعثرة والمستمرة منذ سبعة أشهر.
وقال الرئيس الروسي الأسبوع الماضي إن موسكو ستعتبر الهجمات الأوكرانية على المناطق التي تنضم هجمات على روسيا نفسها وستستخدم جميع الوسائل للدفاع عنها، في إشارة مستترة إلى الأسلحة النووية.