روسيا تراهن على التعاون العسكري والاقتصادي مع حكومة الدبيبة

موسكو وطرابلس تتفقان على استئناف عمل اللجنة المشتركة بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.
الجمعة 2021/04/16
استثمار في التغيرات الليبية

موسكو – رحّبت روسيا الجمعة بتجديد التعاون العسكري مع ليبيا في وقت استضاف وزير الدفاع سيرجي شويغو رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة.

وقال شويغو لرئيس الوزراء الليبي في تصريحات نشرتها وزارة الدفاع الروسية “أعتبر زيارتك إلى موسكو الخطوة الأولى باتّجاه استئناف التعاون الكامل بين وزارتي دفاع البلدين”.

وأعرب الوزير الروسي عن أمله في أن “يتجاوز الليبيون الأصدقاء لروسيا الأزمة المتواصلة منذ سنوات، والتي اندلعت نتيجة التدخل الخارجي الصارخ”.

ويؤدي رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة زيارة بيومين إلى روسيا رافقه فيها كل من وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش ووزير النفط والغاز محمد عون ورئيس أركان الجيش الفريق محمد الحداد.

والخميس اتفقت موسكو وطرابلس على استئناف عمل اللجنة الحكومية المشتركة بينهما بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، في أقرب وقت.

واجتازت ليبيا منذ نحو شهرين عتبة جديدة في مرحلة ما بعد القذافي الانتقالية، بعد اختيار قادة مؤقتين لتولي السلطة في البلاد حتى انتخابات ديسمبر القادم. ومنذ فبراير الماضي أعربت روسيا عن استعدادها للعمل بشكل “بنّاء” مع قادة ليبيا الانتقاليين.

ويواجه الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي مهمة إعادة توحيد مؤسسات الدولة، التي قوّضتها الانقسامات بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

والجمعة قال رئيس الحكومة الليبية الذي يؤدي أول زيارة له إلى روسيا، إن بلاده تحتاج إلى دعم موسكو، معربا عن امتنانه للدعم الذي يقدّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ليبيا.

وتابع أنه يتوقع في ليبيا "خلق مناخ اقتصادي جديد تكون فيه روسيا حاضرة كشريك وداعم اقتصادي قوي لليبيا".

وخلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال الدبيبة "نأمل أن تتخذ وزارتكم قرارا بشأن عودة السفير إلى ليبيا واستئناف نشاط السفارة. ونحن مستعدون من جانبنا أيضا لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في موسكو إلى مستوى سفير".

وتم إجلاء موظفي السفارة الروسية في ليبيا في عام 2014 إلى تونس المجاورة لأسباب أمنية. ومؤخرا أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن القائم بالأعمال الروسي في ليبيا بحث مع سلطات البلاد إعادة فتح السفارة الروسية في طرابلس.

وأكدت الخارجية الروسية أن المشاركين في اللقاء أبدوا ارتياحهم إزاء التقدم الملموس الذي تم إحرازه في التسوية الليبية خلال الأشهر القليلة الماضية، وأعربوا عن تقييمهم العالي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالية الموحدة في البلاد.

وجرى خلال المباحثات طرح أولويات الحكومة الليبية الجديدة، وهي استكمال عملية توحيد مؤسسات الحكم والهياكل المالية والاقتصادية والعسكرية في البلاد، ناهيك عن تحضير وإجراء الانتخابات الليبية العامة المقرر تنظيمها في 24 ديسمبر القادم.

وتسلمت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي في مارس الماضي السلطة بشكل رسمي، للبدء في إدارة شؤون البلاد وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بنهاية العام الجاري.

ووجدت حكومة الدبيبة بعد تشكيلها دعما دوليا هاما من أجل إتمام عملية سحب جميع المرتزقة للسماح للعملية السياسية بالمضي قدما، علاوة على فسح المجال لتوحيد المؤسسة العسكرية.

ودعا الدبيبة إلى ضرورة خروج كافة المرتزقة من الأراضي الليبية، وطلب من الجانب الروسي الضغط على شركة فاغنر لتخرج مرتزقتها من ليبيا.

وغير معلوم بالضبط عدد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، إلا أن المبعوثة الأممية السابقة بالإنابة ستيفاني ويليامز أكدت خلال ديسمبر الماضي وجود 20 ألفا من “القوات الأجنبية والمرتزقة” في ليبيا.

وأشارت ويليامز آنذاك إلى وجود العشرات من القواعد العسكرية سواء غربي ليبيا أو شرقها، تشغلها بشكل جزئي أو كلي تلك القوات الأجنبية.