روسيا تدعو عباس وقادة الفصائل الفلسطينية لمحادثات في موسكو

موسكو - أعلنت روسيا الجمعة أنها دعت قادة حماس والجهاد الإسلامي وفتح وتنظيمات أخرى لمحادثات في موسكو يوم 29 فبراير الحالي حول الحرب في غزة، في خطوة تأتي بينما تسعى روسيا لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط في منافسة وسطاء دوليين تتقدمهم الولايات المتحدة.
ويُنظر للخطوة الروسية وإن اقتصرت على دعوة قادة فلسطينيين وكذلك شخصيات من سوريا ولبنان، على أنها محاولة للعب دور في تهدئة فشل الغرب وحلفاء عرب في التوصل إليها.
وليس واضحا ما إذا كانت روسيا تعمل على تقريب وجهات النظر بين قادة الفصائل الفلسطينية وحركة فتح من أجل إنهاء الانقسامات بينما أعادت قوى غربية طرح إقامة دولة فلسطينية ضمن حل لمرحلة ما بعد الحرب.
وسعت موسكو جاهدة في السنوات الأخيرة للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن العلاقات توترت مع إسرائيل بسبب الحرب التي تخوضها في غزة ورفضها المعلن إقامة دولة فلسطينية.
وأعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في هذا السياق عن محادثات "بين الفلسطينيين" اعتبارا من نهاية الشهر الحالي في موسكو، لا سيما مع حركة الجهاد الإسلامي وحماس اللتين تعتبرهما إسرائيل والغرب منظمتين "إرهابيتين"، موضحا في السياق ذاته أن المناقشات ستمتد حتى 1 أو 2 مارس.
وقال المسؤول الذي يشغل أيضا منصب مبعوث الكرملين الخاص للشرق الأوسط "لقد قمنا بدعوة جميع ممثلي الفلسطينيين، وجميع القوى السياسية التي لديها ممثلون في مختلف البلدان، بما في ذلك سوريا ولبنان".
ومن بين المدعوين ممثلين عن حماس التي تحكم غزة منذ 2007 ونفذت هجمات 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل ورد الجيش الإسرائيلي بهجوم عنيف في القطاع الفلسطيني المكتظ، ما أسفر عن مقتل نحو 30 ألف وإصابة وتشريد مئات الآلاف بينما يستمر في عدوانه متجاهلا كل التحذيرات الدولية والجهود الرامية لوقف الحرب.
كما وجهت روسيا الدعوة لحركة فتح في شخص رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يثير موقفه من العدوان على غزة علامات استغراب واستفهام، في حين يثير صمته غضبا فلسطينيا واتهامات بالعجز حتى في ما يتعلق بما يجري من اعتداءات إسرائيلية على مدن الضفة الغربية المحتلة التي فيها مقرّ السلطة.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا بسلوك إسرائيل في غزة، داعيا لوقف الحرب والعمل على تسوية سلمية للأزمة وحماية المدنيين من العدوان الإسرائيلي.
منذ هجومها على أوكرانيا، عززت روسيا علاقاتها مع إيران العدو اللدود للإسرائيليين وهي التي تقود محور المقاومة الذي يضم حماس والجهاد وكذلك حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية عراقية.
وأدى هجوم حماس في 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا في إسرائيل استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وردا على الهجوم، شنّت إسرائيل حملة مدمرة أسفرت حتى الآن عن مقتل 28775 شخصا في غزة، غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
واعتبرت الولايات المتحدة أن إسرائيل تجاوزت الحدود في عدوانها على غزة، بينما لم تعترض على عملياتها للقضاء على حماس التي تصنفها تنظيما إرهابيا، على خلاف موقف موسكو الذي لا يعتبر الحركة الإسلامية الفلسطينية "إرهابية".