روسيا تدعم الجيش الليبي بطائرات من الجيل الرابع

طرابلس - أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن روسيا أرسلت طائرات مقاتلة إلى ليبيا لدعم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في حربه ضد الجماعات والميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق في طرابلس.
وجاء الإعلان الأميركي في وقت أكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أن بلاده تؤيد وقفا لإطلاق النار في ليبيا وإجراء محادثات سياسية تفضي إلى تشكيل سلطات حاكمة موحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وعقيلة صالح تناولا وجهات النظر حول الأوضاع في ليبيا. وأكد الجانبان على أنه لا حل عسكري للأزمة الليبية، وشددا على ضرورة البدء في حوار بناء بمشاركة جميع القوى السياسية الليبية".
وأضاف بيان الخارجية الروسية أنه "تمت الإشارة إلى أهمية استئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة بمشاركة الأطراف الليبية لحل الأزمة على أساس قرارات مؤتمر برلين التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي".
وتعد روسيا الحليف الأوثق للجيش الوطني الليبي في حربه على الإرهاب. ويشكل التدخل التركي العلني في ليبيا حافزا ودافعا لروسيا لزيادة دعمها للحليف المشير خليفة حفتر. وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إن "الطائرات جاءت من قاعدة جوية في روسيا بعد أن توقفت في سوريا حيث أعيد طلاؤها للتمويه على أصلها الروسي".
ونقلت أفريكوم في بيان عن الجنرال بسلاح الجو الأميركي جيف هاريجيان تحذيره من أن استحواذ روسيا على قواعد على الساحل الليبي “سيسبب مخاوف أمنية حقيقية للغاية على الطرف الجنوبي لأوروبا”.
وقال البيان إن قوات الجيش الوطني الليبي لن تكون قادرة على "تسليح وتشغيل" تلك المقاتلات بدون دعم من روسيا.
وفي الأسبوع الماضي أعلن الجيش الليبي أنه سيشن حملة جوية كبرى جديدة على حكومة الوفاق، وقال إنه أعاد تأهيل أربع طائرات حربية.
وزعمت قوات حكومة الوفاق انه تم إجلاء مئات المقاتلين الروس من مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس، وذلك على الرغم من نفي الكرملين مرارا تدخله في النزاع الليبي.
وقال قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند في بيان "لطالما نفت روسيا مدى تورطها في النزاع الليبي المستمر. حسنا، لا يمكنها إنكار ذلك الآن"، في إشارة إلى إرسال الطائرات.
وأضاف أنّ "روسيا تحاول بشكل واضح قلب الميزان لصالحها في ليبيا". وتابع "مثلما رأيتهم يفعلون في سوريا، فإنهم يوسعون وجودهم العسكري في أفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل فاغنر".
ووصف الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في ليبيا بأنها "مقاتلات من الجيل الرابع".
ويأتي هذا الدعم الروسي لقوات الجيش الليبي في وقت تجددت فيه الاشتباكات بشكل عنيف صباح الثلاثاء مع الميليشيات المدعومة من تركيا في محاور عين زاره وطريق المطار والرملة.
وقال مصدر ليبي لوكالة سبوتنيك الروسية يستعد لشن عملية عسكرية في مدينة مصراتة، شمال غرب ليبيا، خلال اليومين المقبلين، للقضاء على المليشيات وقيادات من جماعات الإخوان المسلمين تأخذ من المدينة مقراً لها.
وأكد المصدر العسكري " أن "الجيش الوطني الليبي بكامل وحداته وقواته العسكرية يستعد لشن عملية عسكرية على مدينة مصراتة خلال اليومين القادمين".
وأشار المصدر إلى أن "قيادات الجيش الوطني الليبي بالقيادة العامة تستعد لترتيب الهجوم على المدينة من أجل القضاء على الميليشيات المسلحة وجماعات تنتمي للإخوان المسلمين، التي تسيطر على المدينة وتأخذ منها مقراً لها لاستقبال الدعم التركي من خلال المطار والموانئ الموجودة بمدينة مصراتة".