روسيا تحذر تركيا من تداعيات اجتياح مناطق في شمال سوريا

المبعوث الروسي إلى سوريا يقول إن بلاده لم تعد تعتبر جنيف مكانا مناسبا للمحادثات بين السوريين، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين موسكو والغرب.
الأربعاء 2022/06/15
القوات الروسية عززت من تواجدها شمال سوريا

موسكو - نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قوله الأربعاء إن روسيا تعتبر عملية تركيا العسكرية المحتملة في سوريا عملا غير حكيم، لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار.
وقال لافرنتييف أيضا إن موسكو لم تعد تعتبر جنيف مكانا مناسبا للمحادثات بين السوريين، وفق ما ذكرته وكالة تاس للأنباء.
والمبعوث الروسي موجود في عاصمة قازاخستان، نور سلطان، الأربعاء من أجل محادثات مع تركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
وتقول أنقرة إنها يتعين عليها التحرك في سوريا لأن واشنطن وموسكو نكثتا بوعودهما بدفع وحدات حماية الشعب التي يهيمن عليها الأكراد 30 كيلومترا بعيدا عن الحدود بعد هجوم تركي عام 2019، وتقول إن الهجمات من المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب قد زادت.
والأسبوع الماضي دخلت القوات الحكومية السورية منبج شمال سوريا، وذلك بعد السماح لها من قبل قوات قسد المعارضة لتعزيز مواقعها، تحسبا لهجوم من جانب تركيا وفصائل سورية موالية لها على المدينة وريفها.
وشدد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي على أن بلاده ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها.
كما أكدت العديد من المصادر أن القوات الروسية عززت بدورها من مواقفها في شمال سوريا، فيما تحدثت تقارير عن إجراء القوات الجوية الروسية مناورات عسكرية مع نظيرتها السورية لمواجهة التهديدات التركية.
وتحشد فصائل المعارضة والجيش التركي الآلاف من المقاتلين في مناطق شمال سوريا لبدء عملية عسكرية، تسيطر بموجبها على مناطق في ريف حلب الشمالي والشرقي وريفي الرقة والحسكة، وطرد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد بأن بلاده ستواصل استكمال الخط الأمني على حدودها الجنوبية (شمالي سوريا) عبر عمليات جديدة. وأكد مطلبه بإقامة منطقة أمنية بعمق 30 كيلومترا شمالي سوريا، والتي سوف يتم تحقيقها عبر إزاحة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا.
وحذّرت شخصيات سورية معارضة من محاولة تركيا "تتريك" مناطق شمال سوريا، من خلال جعلها تابعة بشكل كامل لأنقرة والموالين لها من جماعات الإخوان المسلمين وإقصاء حقيقي للمعارضة السورية الوطنية.
وكانت الولايات المتحدة قد وجهت تحذيرات متكررة لتركيا من تنفيذ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مشيرة إلى أنها ستؤجج النزاع وستعرض القوات الأميركية المتواجدة في تلك المنطقة إلى الخطر.
وكانت روسيا قد دعت من جانبها أنقرة إلى التراجع عن قرارها، ونصحتها بعدم تأجيج التوتر في المنطقة، وأكدت أن الحل الوحيد لطمأنة تركيا ومنع الإرهاب يكمن في نشر دمشق قوات من الجيش على الحدود السورية - التركية.