روسيا تجيز أول لقاح لحماية الحيوانات من كورونا

تطعيم الحيوانات بلقاح كارنيفاك - كوف ساهم في تطوير أجسام مضادة للفايروس.
الخميس 2021/04/01
توجيه الجهود الوقائية نحو الحيوانات

أصبحت روسيا أول دولة في العالم تجيز لقاحا لحماية الحيوانات من فايروس كورونا. ومن المتوقع أن يبدأ التطعيم على نطاق واسع خلال شهر أبريل الحالي، بعد أن أثبتت التجارب السريرية فعالية لقاح كارنيفاك – كوف وأنه آمن خلال استعمالاته.

موسكو – قالت هيئة روسلخوزنادزور الروسية للرقابة الزراعية إن “روسيا سجلت أول لقاح في العالم لحماية الحيوانات من فايروس كورونا المسبب لمرض كوفيد – 19”.

ولدى روسيا بالفعل ثلاثة لقاحات لحماية البشر من هذا المرض أشهرها سبوتنيك – في، إذ أقرت السلطات في موسكو لقاحين آخرين للاستخدام الطارئ هما إيبيفاك كورونا وكوفيفاك. وقالت الهيئة إن “اللقاح الجديد طورته وحدة تابعة لها وأطلقت عليه اسم كارنيفاك – كوف”.

وقال كونستانتين سافنكوف نائب رئيس الهيئة إن “التجارب السريرية على كارنيفاك – كوف بدأت في أكتوبر وشملت الكلاب والقطط والثعالب القطبية وحيوانات المنك وغيرها”.

وأضاف أن “نتائج التجارب تسمح لنا باستنتاج أن اللقاح غير ضار ومنشط قوي للمناعة إذ أن كل الحيوانات التي تم تطعيمها به طورت أجساما مضادة لفايروس كورونا”. وأوضح أن “المناعة تستمر ستة أشهر غير أن مطوري اللقاح يواصلون تحليلاتهم في هذا الصدد”، مضيفا أن “إنتاج اللقاح على نطاق واسع قد يبدأ في أبريل (الجاري)”.

ولم يستبعد علماء إمكانية أن تكون الحيوانات مصدرا لخطر مستمر على الصحة العامة للبشر -أكثر ممّا هو معروف حاليا- ويمكن أن تكون لديها القدرة على إيواء سلالات جديدة من فايروس كورونا.

كونستانتين سافنكوف: التجارب السريرية كشفت أن اللقاح آمن ومحفز للمناعة
كونستانتين سافنكوف: التجارب السريرية كشفت أن اللقاح آمن ومحفز للمناعة

منشأ الوباء

ورجحت منظمة الصحة في تقريرها بشأن منشأ كوفيد -19 الذي صدر الثلاثاء أن الفايروس انتقل بشكل طبيعي من حيوان يعد المصدر أو الخزان، وهو على الأرجح أحد الخفافيش، عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن.

ومن بين الحيوانات الوسيطة المشتبه بها الهرّ والأرنب والمنك، أو حتى آكل النمل الحرشفي أو النمس.

غير أن الخبراء رأوا أن عملية الانتقال المباشر للفايروس من الحيوان الذي يعد المصدر إلى الإنسان “ممكنة إلى مرجحة”، دون أن يستبعدوا نظرية الانتقال عبر اللحوم المجلّدة، وهي النظرية التي ترجّحها بكين، معتبرين أن هذا السيناريو “ممكن”.

ويلعب تحديد أصل الفايروس دورا كبيرا في الوقاية من إعادة ظهور جائحة جديدة، إذ يتيح ذلك توجيه الجهود الوقائية نحو أجناس حيوانية محددة وتطعيمها أو منع صيدها أو تربيتها وتفادي التفاعلات البشرية معها.

وسبق أن أشارت دراسات أيضا إلى وجود ارتباط بين أنواع الثدييات وسلالات فايروس كورونا أكثر ممّا أظهرته الملاحظات التجريبية حتى الآن، إضافة إلى ذلك يقدر الباحثون أن هناك الكثير من أنواع الثدييات التي تحتوي على أربع سلالات من فايروس كورونا أو أكثر ممّا لوحظ سابقا.

وأعلن المعهد الوطني للطب البيطري في ألفور شرق العاصمة الفرنسية باريس في مايو العام الماضي عن إصابة هر بفايروس كورونا المستجد للمرة الأولى في البلاد بعد التقاطه العدوى على الأرجح من مربّيه، وأوصى المعهد مرضى الوباء بالابتعاد عن حيواناتهم الأليفة.

وأجرت وحدات أبحاث الفايروسات في المعهد الوطني للطب البيطري (إنفا) والوكالة الوطنية للأمن الغذائي والبيئي ووكالة الصحة المهنية بالتعاون مع معهد باستور اختبارات بمساعدة أطباء بيطريين في منطقة باريس على العشرات من القطط التي قد يكون أصحابها مصابين بالمرض.

وتبينت إصابة أحد القطط بوباء كوفيد – 19 بعدما أظهر “أعراضا في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي”.

تحديد أصل الفايروس يلعب دورا كبيرا في الوقاية من إعادة ظهور جائحة جديدة، إذ يتيح ذلك توجيه الجهود الوقائية نحو أجناس حيوانية محددة

ومع ذلك أشارت إنفا إلى أنه “في هذه المرحلة من معرفتنا العلمية يبدو أن الهررة لا تصاب بسهولة بفايروس سارس – كوف – 2 حتى في حال حدث اتصال مع أصحابها المصابين”.

وأوضحت صوفي لو بودي، وهي أستاذة في علم الأوبئة من إنفا ومشاركة في إعداد الدراسة، “ليس من المستغرب اكتشاف هر يحمل الفايروس لأن حالات مماثلة سجلت في السابق في هونغ كونغ (حالة واحدة) وبلجيكا (حالة واحدة) ونيويورك (حالتان) لكنها ما زالت ظاهرة نادرة”.

وأوصى المعهد مرضى كوفيد – 19 “بالحد من الاتصال الوثيق بقططهم وارتداء الكمامات وغسل أيديهم قبل مداعبة القطط”.

وسبق أن أفادت وسائل إعلام أميركية بأن فحصا أظهر إصابة كلب من فصيلة الباك في ولاية نورث كارولينا بفايروس كورونا المستجد، وهي أول إصابة معروفة يتم تسجيلها بين الكلاب في الولايات المتحدة.

وذكرت قناة “دبليو آر إيه أل” التلفزيونية المحلية أن “الحيوان الأليف، الذي يدعى وينستون، كان جزءا من دراسة أجرتها جامعة ديوك تم فيها إجراء فحوصات لجميع أفراد الأسرة صاحبة الكلب للتحقق من إصابتهم بالفايروس من عدمها”.

لا يوجد أي دليل

Thumbnail

ورغم العديد من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن الحيوانات الأليفة المصابة بكورونا المستجد يمكن أن تنقل العدوى إلى البشر.

وتقول المنظمة العالمية لصحة الحيوان “حتى الآن لا يوجد دليل على أن الحيوانات الأليفة تقوم بدور كبير في نشر المرض”.

وكشفت مجلة “العلم والحياة” الفرنسية في مقال لها عن مخاطر اتصال الإنسان بالفايروسات التي تختزنها الحيوانات في فرائها وأجسامها، خاصة عند استخدام فروها وجلودها أو تربيتها، وكل ذلك بمثابة قنابل بيولوجية ومخاطر تهدد الأجيال المقبلة بأوبئة أخطر.

واعتبر الدكتور مايكل جارفيس، عالم الفايروسات في جامعة بليموث البريطانية الذي ابتكر لقاحًا للإيبولا مخصصًا للقردة، أن الطريقة المثلى لمحاربة الأوبئة التي تهدد حياة البشرية في المستقبل هي معالجة مصدر الوباء، مشيرا بذلك إلى أهمية تطعيم الحيوانات البرية، وهذا من شأنه أن يمنع تكوّن الفايروسات وانتقالها إلى البشر.

ورغم أن المجلة ترى أنه من المستحيل تطبيق ذلك على أرض الواقع، لأنه من الصعب تعقب كل خفاش أو جرذ أو قرد في أميركا الجنوبية أو أفريقيا أو آسيا وحقنه باللقاح، يسعى عدد من خبراء الفايروسات منذ بضع سنوات إلى اختراع لقاح ينتشر من جسم حيوان إلى آخر لتحصينه من العدوى.

17