روسيا تجري استفتاءات لضم مناطق أوكرانية

الاستفتاءات ستتواصل لخمسة أيام وتأتي في أعقاب إعلان فلاديمير بوتين تعبئة إلزامية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط.
السبت 2022/09/24
روسيا توسع نطاق النزاع

كييف - تجري مناطق تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا الجمعة استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، في خطوة أدانتها كييف وحلفاؤها واعتبروها غير قانونية وتمثل تصعيدا في النزاع.

والاستفتاءات التي تجري في مناطق دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوبا، لقيت إدانات واسعة واعتبرها حلفاء كييف زائفة. وستتواصل الاستفتاءات خمسة أيام، وتأتي في أعقاب إعلان فلاديمير بوتين الأربعاء تعبئة إلزامية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط لقيت بدورها تنديدا في دول الغرب.

وفي غضون أربعة أيام يُفترض أن يتوجه المسؤولون إلى منازل الأهالي لجمع البطاقات ثم تُفتح مراكز اقتراع في اليوم الأخير، أي الثلاثاء، أمام السكان للإدلاء بأصواتهم. وأتاحت السلطات أيضا إمكانية التصويت في مبنى بموسكو يمثل منطقة دونيتسك الانفصالية.

وقال ليونيد (59 عاما) - وهو مسؤول عسكري - أثناء قدومه للتصويت إنه يشعر بالسعادة. وأضاف "في نهاية المطاف تتجه الأمور نحو عودة الاتحاد السوفييتي. والاستفتاء هو خطوة لتحقيق ذلك".

وفي وقت سابق هذا الشهر استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على غالبية منطقة خاركيف (شمال شرق) في هجوم كبير مضاد حررت خلاله المئات من القرى والبلدات التي ظلت على مدى أشهر تحت السيطرة الروسية.

دنيس بوشيلين: دونباس هي روسيا، صوت كل منكم سيؤكد الحقيقة

والجمعة بثت وكالة تاس الروسية للأنباء مشاهد تظهر مسؤولين في باحات مبان في دونيتسك وهم يبلغون الأهالي بالمذياع أن التصويت بدأ وكانوا يحيطون بأحد المواطنين خلال إدلائه بصوته.

وقال دنيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك، التي تمثل جزءا من منطقة دونباس الصناعية، ضمن رسالة على تلغرام إن "دونباس هي روسيا". وأضاف "صوت كل منكم سيؤكد الحقيقة". وأي ضم للمناطق الأربع إلى روسيا -وهو أمر مفروغ منه بالنسبة إلى غالبية المراقبين- سيمثل تصعيدا كبيرا جديدا في النزاع.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة لمجلس الأمن الخميس "لا يمكننا ترك الرئيس بوتين يفلت” من المحاسبة، مستنكرا استفتاءات الضم ومعتبرًا أنها "زائفة". وشدد على أن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يُدمَّر أمام أعيننا.. (الدفاع عن سيادة أوكرانيا) يتعلق بحماية نظام عالمي بحيث لا يمكن لأي دولة إعادة رسم حدود دولة أخرى بالقوة".

وتذكّر هذه الاستفتاءات بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014. وتقول عواصم الغرب إن عمليات التصويت صورية وردّت بفرض عقوبات على موسكو. ورد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متهما بدوره أوكرانيا بأنها تعاني “رهابًا روسيًّا". وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرقا، واللتين اعترف بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون "انضمام جمهوريتهم إلى روسيا"، بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس.

وفي خيرسون وزابوريجيا سيُطرح السؤال "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟".

وأدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاستفتاءات واعتبرها "مهزلة"، مشيدا بالحلفاء الغربيين لإدانتهم لها. وعبر في كلمته اليومية الخميس عن “الامتنان لكل شخص في العالم يدعمنا، ويدين بوضوح كذبة روسيّة أخرى".

وقال بوتين إن موسكو ستستخدم "كافة الوسائل" لحماية أراضيها، وهي العبارة التي أكد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على منصات التواصل الاجتماعي أنها تشمل "أسلحة نووية إستراتيجية". وبدأت موسكو الخميس الاستدعاء الإلزامي لقواتها، بعد أن أعلن بوتين تعبئة 300 ألف عنصر من الاحتياط للمشاركة في الحرب.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور قيل إنها تُظهر المئات من المواطنين الروس في كافة أنحاء البلاد وهم يستجيبون لنداء التعبئة، وأكد الجيش الروسي أن 10 آلاف شخص على الأقل تطوّعوا للقتال خلال 24 ساعة منذ الإعلان عن التعبئة.

إلا أن المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "رصد" أفادت بأن رجالًا كانوا يغادرون روسيا بأعداد كبيرة تم إرغامهم على الانضمام إلى صفوف الجيش، كما تمّ توقيف أكثر من 1300 شخص الأربعاء في مختلف أنحاء البلاد خلال احتجاجات.

5