روسيا تتهم الغرب بعرقلة عودة سوريا إلى "البيت العربي"

موسكو تؤكد أن الخطاب المعادي لدمشق الذي تفرضه بعض العواصم الغربية لا يلبي سوى مصالح دائرة ضيقة للغاية من اللاعبين الأجانب.
السبت 2021/06/12
أزمة تراوح مكانها

دمشق – اتهم الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا السفير ألكسندر يفيموف بعض العواصم الغربية بعرقلة الجهود الرامية إلى عودة سوريا إلى “بيتها العربي”، فيما بدا إشارة إلى واشنطن وبعض القوى الأوروبية.

وتسعى روسيا منذ فترة إلى كسر العزلة العربية المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد منذ العام 2012، ولئن حققت بعض الاختراقات وآخرها ما سرب على صعيد العلاقة بين دمشق والرياض، بيد أن الأمور لم تصل على ما يبدو إلى خواتيمها المأمولة بالنسبة إلى موسكو ونظام الأسد.

وقال السفير يفيموف، في حوار مع وكالة الأنباء السورية (سانا) نشر الجمعة، إن بعض العواصم الغربية تسعى لاستمرار حالة الانقسام في العالم العربي لأطول فترة ممكنة وبكل وسيلة بما في ذلك منع عودة سوريا إلى “البيت العربي”.

ألكسندر يفيموف: عودة العلاقات بين دمشق والدول العربية ستفيد الشرق الأوسط
ألكسندر يفيموف: عودة العلاقات بين دمشق والدول العربية ستفيد الشرق الأوسط

ولفت إلى أن بلاده مقتنعة بأن عودة العلاقات الطبيعية بين دمشق والدول العربية ستفيد منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وستلعب دورا مهما للغاية في تجاوز الأزمة السورية.

واعتبر أن سوريا “لا يزال لديها العديد من الأصدقاء الأجانب والشركاء في الرأي وأنا واثق من حقيقة أن الدول التي تهتم بإعادة العلاقات مع سوريا وتطويرها عددها أكبر مما نراه الآن وعندما يحين الوقت ستعلن عن نفسها بالتأكيد ونحن بدورنا سنكون مرحبين بذلك”.

وأشار السفير الروسي إلى أن العديد من ممثلي الدوائر الدولية فهموا منذ فترة طويلة أن الخطاب المعادي لدمشق الذي تفرضه بعض العواصم الغربية لا يلبي سوى مصالح دائرة ضيقة للغاية من اللاعبين الأجانب.

وكثر الحديث في الفترة الماضية عن قرب تطبيع العلاقات السورية السعودية، لاسيما بعد تسريب زيارة لمسؤولين سعوديين إلى دمشق ولقائهم بمدير مكتب “الأمن الوطني” اللواء علي مملوك.

وأعقبت ذلك التسريب زيارة قام بها الشهر الماضي وزير السياحة السوري محمد رامي رضوان مرتيني إلى السعودية، في إطار مؤتمر دولي، لكن أجواء التطبيع سرعان ما تبددت بعد التصريحات التي أدلى بها مؤخرا مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي.

وقال المعلمي الثلاثاء في حوار مع قناة “روسيا اليوم” إن الحديث عن تطبيع العلاقات مع النظام السوري مازال مبكرا، فالوضع الراهن صعب، والنظام لا يزال يمارس هجماته على المدنيين، ويواصل عمليات التطهير العرقي والإثني في مناطق سيطرته بحق المدنيين ويضطهد المعتقلين في سجونه وكذلك النازحين في مناطق سيطرته واللاجئين بسببه.

واشترط المعلمي على دمشق القيام بـ”خطوات” لم يحددها، قبل البدء بالحديث عن إمكانية عودة العلاقات، مستبعدا في الآن ذاته عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وأكد أن القرار يتطلب قرارا جماعيا، وهو أمر ليس متوفرا حاليا، حيث لا تزال معظم الدول تتحفظ على الوضع القائم في مناطق سيطرة الأسد.

ورأى المسؤول السعودي أن تسويق دمشق لحصول اختراقات على مستوى العلاقات مع محيطها العربي لا يعدو أن يكون محاولة للخروج من العزلة والحصول على نوع من المباركة للوضع الراهن.

ويقول مراقبون إن موقف المعلمي يشي بأن لا خطوات متقدمة على صعيد ترميم العلاقات السورية السعودية، مشيرين إلى أن الرياض لديها احترازات عديدة على دمشق لعل في مقدمتها ارتباطها شبه الكامل بطهران. ويشير المراقبون إلى أن على دمشق في حال أرادت فعلا كسر عزلتها العربية اتخاذ جملة من الخطوات من بينها وضع مسافة مع إيران، وهو أمر لا يبدو واردا.

2