روسيا تتهم الجهاديين بعرقلة تنفيذ اتفاق إدلب

دمشق – أظهرت روسيا تململا حيال سير تطبيق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع تركيا بداية الشهر الجاري في شمال غرب سوريا، محملة الفصائل الجهادية والمعارضة المسؤولية.
وبدا أن موسكو تتجنب توجيه أي انتقاد لتركيا، رغم إدراكها أن تلك الفصائل تقع ضمن دائرة نفوذ أنقرة، حيث تعمل القوات التركية جنبا إلى جنب مع الجماعات المنتشرة في المنطقة، وكان أن أدارت تلك القوات المعارك في بعض الجبهات في ريف إدلب الجنوبي قبل توصل الرئيسين الروسي والتركي إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في 5 مارس الجاري.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن روسيا وتركيا اضطرتا إلى تقليص دوريتهما المشتركة الثانية في منطقة إدلب السورية الاثنين بسبب مخاوف أمنية. وكان من المقرر أن تغطي الدورية الطريق السريع أم 4 الذي يربط مدينتي حلب واللاذقية.
وسبق أن اتهمت روسيا الفصائل المسلحة بمحاولة عرقلة تسيير دوريات مشتركة مع تركيا من خلال القيام باستفزازات.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في وقت سابق أن القوات التركية عمدت الأحد، للمرة الخامسة على التوالي، إلى تسيير دوريات بشكل أحادي على طريق حلب – اللاذقية الدولي. وترافقت هذه الخطوة، بحسب المرصد، مع استمرار أنقرة في حشد تعزيزات في المنطقة وإقامة نقاط عسكرية جديدة آخرها في مدينة جسر الشغور، ليصل عدد النقاط حتى الآن إلى 44 نقطة.
ويقول مراقبون إن روسيا تمارس سياسة ضبط النفس في ظل شكوك في أن أنقرة تتعمد تعطيل تنفيذ الاتفاق مراهنة على الوضع غير المسبوق في المنطقة والعالم جراء تفشي فايروس كورونا لخلق واقع جديد في المنطقة.
ويشير المراقبون إلى أن تركيا لا يمكنها الرهان طويلا على صبر موسكو التي قد تعمد إلى التصعيد العسكري مجددا.
وسجل في هذا السياق تصاعد خروقات النظام السوري لوقف إطلاق النار منذ السبت، وقد أكد المرصد على أن القوات الحكومية نفذت قصفا صاروخيّا مستهدفة أماكن في الفطيرة بجبل الزاوية والسرمانية والزيارة بسهل الغاب شمال غرب حماة، دون معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة. على صعيد متصل استهدفت الفصائل عنصراً من قوات النظام في محور كفرنبل جنوب إدلب.
ورصد المرصد مساء الأحد اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة على محور حزارين في ريف إدلب، بين الفصائل المقاتلة والجهادية من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في حين قتل 3 عناصر من قوات النظام وأصيب آخرون خلال محاولتهم التسلل إلى نقاط الفصائل هناك.