روسيا تتقدم ببطء في جنوب أوكرانيا

الاتحاد الأوروبي يخطط لمهمة تدريب وإسناد للجيش الأوكراني.
الثلاثاء 2022/08/23
لا أفق لوقف الحرب

مع دخول الحرب الروسية – الأوكرانية شهرها السابع، لا يزال الجيش الروسي يتقدم ببطء نحو تحقيق أهدافه. ويرى محللون أن إمدادات الأسلحة الغربية ساهمت بشكل كبير في صمود القوات الأوكرانية إلا أن ذلك يستوجب دعما لوجستيا إضافيا.

موسكو - أطلقت روسيا صواريخ على بلدات تقع إلى الغرب من أكبر محطة نووية في أوروبا في جنوب أوكرانيا الاثنين، فيما تتقدم ببطء في الجنوب، بينما منعت سلطات العاصمة كييف أي تجمعات هذا الأسبوع لإحياء ذكرى الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي خشية الهجمات الروسية.

وأثارت ضربات المدفعية والصواريخ قرب مجمع زابوريجيا للطاقة النووية، الذي يقع على الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو ويخضع حاليا للاحتلال الروسي، مخاوف بشأن وقوع كارثة نووية ودفعت إلى إطلاق دعوات لنزع سلاح المنطقة المحيطة بالمجمع.

وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن القصف المتكرر في المنطقة والذي لامس بعضه المجمع. وخضع المجمع النووي لسيطرة القوات الروسية بعد فترة وجيزة من بدء الغزو في فبراير لكن لا يزال يدار بالأساس على أيدي فنيين أوكرانيين.

جوزيب بوريل: الحرب التي يبدو أنها ستطول تتطلّب جهدًا إضافيا

وانهمر وابل من الصواريخ الروسية على نيكوبول خلال ليل الاثنين، وتقع المدينة على الضفة المقابلة لنهر دنيبرو من مدينة إنيرهودار التي تحتلها روسيا وحيث يقع مجمع زابوريجيا النووي. وكتب الحاكم المحلي فالنتين ريزنيتشينكو على تليغرام الاثنين أن الصواريخ التي سقطت على نيكوبول وعلى كريفي ريه وسينلنيكوفسكي القريبتين أسفرت عن إصابة أربعة على الأقل.

كما أعلنت أوكرانيا عن ضربة صاروخية روسية على فوزنيسينسك التي تقع إلى الجنوب الغربي ولا تبعد كثيرا عن ثاني أكبر محطة نووية في البلاد.

والأحد أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس محادثات هاتفية أكدوا خلالها على أهمية ضمان سلامة المنشآت النووية الأوكرانية.

كما رحبوا بالمناقشات التي دارت في الآونة الأخيرة بشأن تمكين بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من الذهاب إلى محطة زابوريجيا وشددوا على “التزامهم الصارم” بدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وبدأت روسيا ما وصفتها بأنها “عملية عسكرية خاصة” في الرابع والعشرين من فبراير لنزع سلاح أوكرانيا وحماية المتحدثين بالروسية. لكن أوكرانيا وداعميها الغربيين يتهمون موسكو بشن حرب استعمارية لضم الأراضي.

وتسبب أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية في تسوية مدن وبلدات بالأرض وقتل الآلاف وإجبار الملايين على الفرار من البلاد وعمّق من الفجوة الجيوسياسية بين روسيا والغرب.

وتركز القتال منذ صدت أوكرانيا محاولة روسية للسيطرة على كييف في وقت مبكر من بداية الحرب في الشرق والجنوب، واتسمت جبهات القتال هناك بالجمود إلى حد كبير على مدى أسابيع.

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطر وقوع هجمات أكثر شدة قبل الذكرى الحادية والثلاثين لاستقلال أوكرانيا عن الحكم السوفييتي التي تحل يوم الأربعاء.

وحظرت السلطات المحلية في كييف الفعاليات العامة الكبرى وغيرها من التجمعات المتعلقة بالذكرى السنوية في العاصمة اعتبارا من الاثنين وحتى الخميس بسبب احتمال وقوع هجمات صاروخية، وفقا لوثيقة نشرتها الإدارة العسكرية في كييف وقّع عليها رئيسها ميكولا غيرنوف.

المقاومة مستمرة
المقاومة مستمرة

وقال زيلينسكي إن موسكو قد تحاول “القيام بشيء بشع وشيء شرير بشكل خاص” في الفترة التي تسبق يوم الأربعاء الذي يصادف أيضا مرور ستة أشهر على شن الغزو الروسي.

وأضاف زيلينسكي أنه ناقش “جميع التهديدات” مع نظيره الفرنسي وتم إرسال كلمة إلى زعماء آخرين منهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال في خطابه الليلي المصور “تم إبلاغ جميع شركاء أوكرانيا بما يمكن أن تُعده الدولة الإرهابية لهذا الأسبوع”، في إشارة إلى روسيا.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إفادة صحافية إن القوات الروسية أحرزت تقدما تدريجيا في منطقة بلاجودناتني باتجاه مدينة ميكولايف، وهي هدف رئيسي في الجنوب.

وتحاول روسيا أيضا استئناف التقدم باتجاه بيسكي وباخموت وكراماتورسك، وهي بلدات رئيسية في منطقة دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك المجاورة، التي سيطرت عليها موسكو في وقت سابق من الصيف، منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

أوكرانيا تعلن عن ضربة صاروخية روسية على فوزنيسينسك التي تقع في الجنوب الغربي ولا تبعد كثيرا عن ثاني أكبر محطة نووية في البلاد

وذكرت قيادة الجيش الأوكراني في بيان أن المدفعية الروسية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة قصفت مناطق سوليدار وزايتسيف وبيلوغوريفكا بالقرب من باخموت.

وقالت إدارة المنطقة إن مدنيّين اثنين على الأقل قُتلا. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إن الاتحاد سيناقش إطلاق عملية “تدريب وإسناد” للقوات الأوكرانية في الدول المجاورة.

ولفت خلال مؤتمر صحافي في سانتاندير بشمال إسبانيا إلى أن العملية قد تجري في دول مجاورة لأوكرانيا.

وأشار إلى أن الاقتراح سيناقش الأسبوع المقبل في اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في براغ. وقال “أتمنى أن تتم الموافقة عليها”.

وأضاف “نحن نواجه حربًا واسعة النطاق، حربًا تقليدية، ليست حرب عصابات غير متكافئة، بل حربا تحشد وسائل ضخمة ومئات الآلاف من الجنود”.

وتابع “لذلك، يجب أن تكون أي مهمّة على مستوى النزاع”.

وقال الدبلوماسي الإسباني “ترك عشرة ملايين أوكراني بلادهم، كأن 20 في المئة من الإسبان غادروا إسبانيا”.

وأضاف “إن الحرب التي يبدو أنها ستطول تتطلّب جهدًا ليس فقط من ناحية تأمين المعدّات، بل أيضًا من ناحية التدريب والمساعدة في تنظيم الجيش”.

5