روسيا تبدأ معركة دونباس شرق أوكرانيا

موسكو تتهم الغرب بإطالة أمد القتال عبر تزويد كييف بالأسلحة.
الأربعاء 2022/04/20
دونباس ستغيّر مسار الحرب

أطلقت روسيا الثلاثاء المرحلة الثانية من عملياتها داخل أوكرانيا إذ تنوي السيطرة على الشرق، ما يمثل انتصارا استراتيجيا مهما لها، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهد بالقتال حتى النهاية إثر وصول شحنات أسلحة غربية إلى بلاده.

موسكو/ كييف - شنت القوات الروسية الثلاثاء هجومها المتوقع في شرق أوكرانيا، في محاولة لاختراق الدفاعات على امتداد خط المواجهة بأكمله تقريبا، في ما وصفه مسؤولون أوكرانيون بالمرحلة الثانية من الحرب.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا بدأت "معركة دونباس" في الشرق الاثنين. وأضاف "جزء كبير جدا من الجيش الروسي بأكمله يركز الآن على هذا الهجوم".

وفي خطاب عبر الفيديو تعهد بالمقاومة قائلا “سنقاتل بغض النظر عن عدد القوات الروسية التي يرسلونها إلى هناك. سندافع عن أنفسنا". ووصف كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الهجوم بأنه “المرحلة الثانية من الحرب"، وأكد للأوكرانيين أن قواتهم يمكنها صد الهجوم. وقال "ثقوا في جيشنا، إنه قوي جدا".

وقال حاكم إقليم بيلجورود الروسي إن القوات الأوكرانية قصفت قرية حدودية وأصابت أحد السكان. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الغارة التي أشار إليها الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف في منشورات على تطبيق تيليغرام نُفذت بالمدفعية أو قذائف المورتر أو الصواريخ أم أنها كانت هجوما جويا.

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بوقوع سلسلة من الانفجارات، بعضها قوي، على امتداد خط المواجهة في منطقة دونيتسك، مع وقوع قصف في مارينكا وسلافيانسك وكراماتورسك.

وقال مسؤولون أوكرانيون ووسائل إعلام محلية إن دوي انفجارات سُمع في خاركيف في شمال شرق أوكرانيا وميكولايف في الجنوب وزابوريجيا في الجنوب الشرقي.

وقال كبير المسؤولين الأمنيين في أوكرانيا أوليكسي دانيلوف إن القوات الروسية حاولت اختراق الدفاعات الأوكرانية "على امتداد خط المواجهة بأكمله تقريبا في مناطق دونيتسك ولوجانسك وخاركيف".

فولوديمير زيلينسكي: سنقاتل بغض النظر عن عدد القوات التي يرسلونها

ووسط مقاومة أوكرانية في الشمال عاودت موسكو تركيز هجومها البري في المقاطعتين الشرقيتين المعروفتين باسم دونباس، بينما نفذت ضربات بعيدة المدى استهدفت مناطق أخرى منها العاصمة كييف.

وكانت دونباس النقطة المحورية لحملة روسيا التي تستهدف زعزعة استقرار أوكرانيا، ابتداء من عام 2014 عندما استخدم الكرملين وكلاء له لإنشاء “جمهوريتين شعبيتين” انفصاليتين في الدولة السوفييتية السابقة. كما يتركز فيها معظم الثروة الصناعية في أوكرانيا، ومنها الفحم والصلب.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تهدف إلى بسط سيطرة كاملة على مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون، مع تكثيف الضربات الصاروخية في غرب أوكرانيا.

وتتهم عواصم غربية وكييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن عدوان غير مبرر، وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري مكالمة مع الحلفاء الثلاثاء لمناقشة الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك كيفية التنسيق بشأن محاسبة روسيا.

وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن عدد القتلى المدنيين في الحرب تجاوز ألفين ووصل إلى 2072 حتى منتصف ليل السابع عشر من أبريل منذ بدء الغزو الروسي في الرابع والعشرين من  فبراير. وفر زهاء أربعة ملايين أوكراني من البلاد.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين فيما تصفه بعملية خاصة لتجريد أوكرانيا من السلاح والقضاء على القوميين الخطرين. وترفض ما تعتبره كييف أدلة على فظائع، قائلة "إن أوكرانيا دبرتها (الأدلة)  لتقويض محادثات السلام".

وكان بايدن أعلن الأسبوع الماضي عن 800 مليون دولار إضافية تقدّم في شكل مساعدة عسكرية لأوكرانيا، بهدف توسيع نطاق الدعم ليشمل المدفعية الثقيلة قبل الهجوم الروسي المتوقع في الشرق.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن الجيش الأميركي يتوقع أن يبدأ تدريب الأوكرانيين على استخدام مدافع الهاوتزر في الأيام المقبلة، مضيفا أن هذا سيحدث خارج أوكرانيا.

وأفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن حواره مع بوتين توقف بعد اكتشاف عمليات قتل جماعي في أوكرانيا. وتحاول روسيا السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة في جنوب شرق البلاد والمحاصرة منذ أسابيع. وسيكون ذلك إن حدث جائزة استراتيجية ضخمة لأنها تربط الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

روسيا تنفي استهداف المدنيين فيما تصفه بعملية خاصة لتجريد أوكرانيا من السلاح والقضاء على القوميين الخطرين

وناشد الميجر سيرهي فولينا، قائد اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية في ماريوبول، المساعدة في رسالة إلى البابا فرنسيس قال فيها إن النساء والأطفال محاصرون بين المقاتلين في مصنع للصلب بالمدينة.

وجاء في الرسالة، وفقا لمقتطفات نشرها سفير أوكرانيا في الفاتيكان على تويتر، "هذا ما يبدو عليه الجحيم على الأرض.. حان الوقت للمساعدة ليس فقط بالصلاة. أنقذوا حياتنا من أيدي الشيطان".

وقال مجلس المدينة إن ما لا يقل عن ألف مدني يختبئون في ملاجئ تحت الأرض أسفل مصنع آزوفستال للصلب. وظهرت في مقاطع مصورة انفجارات ودخان يتصاعد من مصانع الصلب التي تحتوي على عدد كبير من المباني وأفران الصهر وقضبان السكك الحديدية.

وآزوفستال هي المعقل الرئيسي المتبقي لأوكرانيا في ماريوبول. ومن بين المدافعين عن المدينة مشاة البحرية الأوكرانية ولواء تابع للحرس الوطني وكتيبة آزوف، وهي ميليشيا أنشأها القوميون اليمينيون المتطرفون قبل أن تُدمج لاحقا في سلك الحرس الوطني.

5