روسيا تبدأ اختبار قاعدة بحرية في طبرق بسفينتين حربيتين

بنغازي - وصلت قطعتان حربيتان روسيتان إلى قاعدة طبرق البحرية بشرق ليبيا، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة أركان القوات البحرية أمس الاثنين، فيما يأتي هذا الحدث وسط تقارب لافت بين موسكو والسلطة في شرق ليبيا وفي ظل مساع روسيا لتعزيز وجودها في افريقيا والتمدد انطلاقا من البوابة الليبية، بينما يثير تحركها قلقا غربيا.
وهذه أحدث إشارة روسية لعزم موسكو إقامة قاعدة بحرية في شرق ليبيا وهو ما تردد سابقا دون تأكيدات رسمية، حيث كشفت دراسة للمعهد البولندي للسياسة الخارجية العام استمرار استعانة روسيا بالمرتزقة السوريين وإنشاء مركز تدريب بالقرب من بنغازي بقيادة مسؤولين سابقين عن العمليات في سوريا.
وأشار المعهد إلى أهمية ليبيا في السياسة العسكرية الروسية، خاصة قاعدة الجفرة الجوية، واستخدامها كمركز لوجستي آخذ في النمو مما سيسهل عملية نقل قوات الفيلق الافريقي إلى دول جنوب الصحراء الكبرى إذا لزم الأمر.
ورجحت مصادر اعتمدت عليها الدراسة أن يشمل الاتفاق تمركز السفن الروسية في ميناء طبرق عبر قاعدة يجري بناؤها حاليا، كما سعى قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر إلى الحصول على أنظمة دفاع جوي وتدريب للطيارين والقوات الخاصة.
وتربط بين موسكو وحفتر علاقات وطيدة حيث قدمت له الدعم العسكري خلال عدوانه على العاصمة طرابلس عامي 2019 و2020، وتمركزت دفعات من مرتزقة فاغنر في مواقع عسكرية خاضعة لسيطرته في قاعدة الجفرة وسط جنوب البلاد وقاعدة الخروبة شرقا.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئاسة الأركان البحرية أن الزيارة "تهدف إلى تأكيد علاقات التعاون والتنسيق بين البحريتين الليبية والروسية في مجال التدريب والصيانة وتقديم الدعم الفني واللوجستي وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون في مجال الأمن البحري بما يخدم مصالح البلدين".
وأضاف أنها تأتي "انطلاقا من حرص وتوجيهات قائد القيادة العامة بالدفع بعجلة بناء القوات المسلحة بصفة عامة والقوات البحرية بصفة خاصة."
وكشفت رئاسة الأركان البحرية أنه جرى خلال الزيارة مناقشة مختلف جوانب التعاون بين قيادة حفتر والجانب الروسي وبرامجها وكيفية تحقيق الاستفادة منها.
وقالت شعبة الإعلام الحربي إن "زيارة السفن الحربية الروسية تأتي تعزيزاً للعلاقات بين القيادة العامة وروسيا الاتحادية، وضمن الخطوات العملية لتعزيز التعاون بين روسيا وليبيا" مشيرة إلى أنه تم مناقشة إيفاد 250 طالبا تابعا للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي "للدراسة في الأكاديميات العسكرية بروسيا الاتحادية، من بينهم 100 طالب وضابط في الأكاديميات البحرية الروسية" مع آمري القطعتين الروسيتين.
وتأتي زيارة القطعتين البحريتين بعد أسبوعين من قيام نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف بزيارة بنغازي برفقة وفد حكومي رفيع، وهي الخامسة منذ شهر أغسطس الماضي، وسط الحديث عن رغبة موسكو في إعادة هيكلة وجودها العسكري في ليبيا ضمن مشروع عسكري باسم الفيلق الأفريقي الذي يضم ليبيا إلى جانب عدة دول أفريقية يوجد فيها مقاتلو فاغنر.
ويثير هذا التقارب مخاوف غربية متزايدة، بعدما انحسر النفوذ الفرنسي في القارة الافريقية واستغلت روسيا ذلك حيث عملت على استمالة المجالس العسكرية التي قادت انقلابات في بلدان مثل النيجر ومالي ونشرت ستة آلاف من المرتزقة في دول افريقية، فيما يسعى الفيلق إلى زيادرة العدد في أفريقيا مستقبلا ليصل إلى 40 ألف متعاقد.
وكانت جريدة دايلي إكسبرس البريطانية قد حذرت من التعاون المستمر بين الطرفين، معتبرة أن حفتر بات يعتمد بشكل كبير على قوة الجيش الروسي للحفاظ على سلطته.
وأشارت إلى وجود ألفين من قوات فاغنر الروسية في ليبيا، إضافة إلى 1500 من القوات الروسية النظامية وصلوا شرق ليبيا في الأشهر الأخيرة.
ويشكل الوجود الروسي في ليبيا، حسب دايلي اكسبريس، عديد التهديدات على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في ضوء مبيعات النفط الروسي والسيطرة على ميناء طبرق و"تهريب الذهب والألماس" والتي تدر مليارات الدولارات لموسكو، وتهدد حلف شمال الأطلسي الناتو.
وأوضحت الجريدة البريطانية أن أبرز التهديدات هو احتمال استغلال الكرملين لموجات الهجرة غير النظامية من ليبيا واستخدامها كسلاح وهي وسيلته الجديدة لممارسة الضغوط على الغرب.