"روح الاتحاد" موسوعة إماراتية تفيض ثقافة وفنا

حدث أن تخللت الحلقات الأخيرة من برنامج “روح الاتحاد” الذي تبثه قناة أبوظبي الأولى مواضيع عن التراث الإماراتي بوصفه نهجا للأعياد في البيئة المحلية، وعن الدراما التلفزيونية الخليجية والإماراتية على وجه الخصوص، بالإضافة إلى غيرها من الثيمات والأفكار التي تعني المجتمع وأهله.
يقدم البرنامج في فكرته الأساسية، وبما يشبه المجلة الأسبوعية، موضوعات ثقافية وفنية متنوعة، تسلط الضوء على كافة الأحداث في دولة الإمارات، وتخص العاصمة أبوظبي بجزء كبير من التغطية والتناول.
وتستعرض الجلسات والأمسيات مع الممثلين والفنانين والمثقفين وغيرهم من الشرائح المجتمعية المستهدفة، حالة المجتمع الراهنة، التحديات التي تشغله، وما يرنو إليه لبناء المستقبل ضمن رؤيته المتوقعة وفقا للمعطيات الموجودة. يأخذ “روح الاتحاد” في طريقة تقديمه لفقراته العديدة، نمط البرامج التلفزيونية التفاعلية، فغالبا ما يعتمد على التفاعل كمبدأ جوهري للدخول إلى الحدث أو للخوض في نقاش ما حول فكرة ما.
ولا يقتصر عنصر التفاعل فيه على العلاقة بين المتلقي والمقدمين من الإعلاميين، إنما يذهب إلى خلق علاقة تفاعلية وحوارية حقيقية بين المقدمين أنفسهم، وهم أسيل عمران، عبدالله الغامدي، صفية الشحي ومحمد الحمادي. أيضا، ثمة تفاعل من نوع آخر تختص به تلك الجلسات التي تفيض أمسياتها بالأحاديث اليومية والشيقة.
ويعتبر هذا البرنامج موسوعة تفيض بمعلومات وأفكار تنبع من روح المكان والزمان، وتراها تهمّ المشاهدين داخل وخارج المجتمع الإماراتي، الإماراتيين منهم وغير الإماراتيين من الجنسيات العربية الأخرى.
ما يعني أنه يعتمد على مجموعة من المواضيع السياحية والفنية والثقافية التي تلقى رواجا اجتماعيا شديدا خاصة بين جيل الشباب، ذكورا وإناثا. فلا يتأخر أبدا عن التطرق إلى الثقافة والفنون باعتبارهما من أساسيات النسيج الشعبي القائم.
ولطالما وقف “روح الاتحاد” على أتمّ استعداد عند تغطيته للأحداث والفعاليات والنشاطات في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا داخل أبوظبي. رغبة من فريق عمله، في مواكبة أدق التفاصيل المعني بها وجعلها ثقافة معيشة يومية لتستقطب الجماهير من هنا وهناك.
عند هذه النقطة لا بدّ من الإشارة إلى أن تغطيته كانت دائما تخرج من النشاط الآني، لتتوسع في نقاشاتها حول مجموعة من الموضوعات والقضايا الكبرى، بغض النظر عن تصنيفاتها، فاتحة المجال أمام الآراء المتباينة لتظهر على الشاشة بصورة حضارية تهدف إلى حلول إيجابية.
وإذ يركز البرنامج في العديد ممّا يتناوله على “الموروث الشعبي” والتقدم المعاصر، فإنه بذلك يترجم رؤية الدولة في السعي نحو بلد آمن يمزج بين التراث والحداثة على كل الأصعدة.