روحاني يطلب الصفح من الإيرانيين في ختام ولايته

طهران - طلب الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني الصفح من الإيرانيين بسبب ما سماه "نواقص"، في حين تعيش الجمهورية الإسلامية تدهورا اقتصاديا بالغا وسط اضطراب اجتماعي وعزلة دولية.
وفي ختام ثماني سنوات من حكم روحاني الذي يوصف بـ"المعتدل"، قال الرئيس الإيراني المنصرف خلال ترؤسه الأحد الاجتماع الأسبوعي الأخير لحكومته إن "ظروف البلاد منذ عام 2018 كانت صعبة بسبب الحرب الاقتصادية".
ويشير روحاني بذلك إلى العام الذي انسحبت فيه الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، وأعادت فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية، ما وضع الاقتصاد الإيراني في أزمة كبرى.
وقال روحاني إن "الحرب الاقتصادية تسببت في وقف صادرات النفط ومنع التعامل المصرفي مع البنوك العالمية وتوقف الواردات". وشدد على أن "الحكومة بذلت جهودا كبيرة لإنعاش قطاع الإنتاج والعمل ووفرت السلع الأساسية للمواطنين".
وأضاف "لسنا معصومين، ولدينا نواقص، لكننا سعينا دائما إلى أن تكون هذه النواقص أقل ما يمكن، وإذا كانت لدينا عيوب ونواقص فإننا نعتذر من الشعب ونطلب منه الصفح".
وبدا روحاني مدركا للاحتقان الشعبي المتصاعد في البلاد، إلا أنه لم يقف في خطابه على المسببات الحقيقية لغضب الشعب الإيراني ومناهضته للنظام وسياسته، التي تصرف أموال الإيرانيين على مشاريع سياسية وعسكرية خارجية لا تفيدهم في شيء، بل عادت عليهم بالعزلة ومضاعفة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.
ويعاني الإيرانيون من البطالة وانخفاض القدرة الشرائية وتراجع قيمة العملة، علاوة على الفساد والفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء.
وشهدت مدن إيرانية احتجاجات في الآونة الأخيرة على نقص المياه والكهرباء، سرعان ما تحولت إلى مطالب بإسقاط النظام الديني، وشهدت هتافات تندد بالمرشد علي خامنئي.
ويقول متابعون إن العقوبات ليست العامل الوحيد وراء انحدار الوضع الاقتصادي في إيران، حيث يرفض الشارع أن يكون الجزء الأكبر من الاقتصاد تحت سيطرة المؤسسات التابعة للمرشد الأعلى علي خامنئي وشركات الحرس الثوري، التي تسيطر على معظم القطاعات الحيوية في البلاد.
وكثيرا ما ألقى خامنئي باللوم على حكومة روحاني في عدم تحقيق تقدم للحد من معدلات البطالة المرتفعة والتضخم وانهيار الريال، بسبب الإخفاق في إدارة الملفات السياسية والاجتماعية، والتي كانت وراء اندلاع الاحتجاجات الشعبية على مدار السنوات الأخيرة.