روبيو في أول زيارة للشرق الأوسط لمناقشة خطة ترامب حول غزة

وزير الخارجية الأميركي سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين وزعيم المعارضة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
الأحد 2025/02/16
زيارة في وقت حساس لتحديد مصير غزة

القدس - يلتقي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الأحد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث ملفات مهمة، غداة سادس عملية تبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين جرت بين الدولة العبرية وحركة حماس في إطار اتفاق الهدنة في قطاع غزة.

وسيبحث روبيو خلال زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط منذ تعيينه في مهامه، التي ستشمل السعودية والإمارات حسب بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية، اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الذي لاقى إدانة واسعة النطاق.

وكان ترامب قد طرح لأول مرة في 25 يناير اقتراحا بأن تستقبل مصر والأردن سكان غزة، لكن البلدين عارضاه بشدة.

وفي إعلان صادم يوم الرابع من فبراير عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، اقترح ترامب نقل سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة خارج القطاع، وتملك الولايات المتحدة للجيب الساحلي المدمر وإعادة تطويره لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال في العاشر من فبراير إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة بموجب خطته، وهو ما يتناقض مع بيانات مسؤوليه الذين قالوا إن نقل الفلسطينيين خارج القطاع سيكون مؤقتا.

وعكست تعليقات ترامب مخاوف فلسطينية قديمة من طردهم بشكل دائم من ديارهم، ووصفها بعض المنتقدين بأنها اقتراح للتطهير العرقي.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على غزة، والذي توقف الآن في إطار اتفاق هش لوقف إطلاق النار، أسفر عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني في الأشهر الستة عشر الماضية، وأثار اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم حرب تنفيها إسرائيل.

وأدى الهجوم إلى نزوح كل سكان غزة تقريبا، وتسبب في أزمة جوع.

وانفجرت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني القائم منذ عقود في السابع من أكتوبر 2023 عندما هاجم مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 250 رهينة إلى القطاع وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وفي ما يتعلّق بمصير قطاع غزة على المدى البعيد، يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير لمناقشة الرد على خطة ترامب.

وقال روبيو الخميس إن واشنطن منفتحة على المقترحات المقدمة من الدول العربية بشأن غزة، لكنه أضاف أنه "في الوقت الحالي، الخطة الوحيدة - وهم (العرب) لا يحبّونها - هي خطة ترامب. لذلك، إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "الدول الشريكة يجب أن تلتزم تقديم خطة لإعمار غزة بعد النزاع"، مؤكدا أنه من الضروري حاليا "التفكير بحلول مبتكرة".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إن روبيو سيبحث خلال الرحلة الوضع في غزة وعواقب هجوم حماس على إسرائيل.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل بعدما أفرجت حركتا حماس والجهاد الإسلامي عن ثلاثة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، بينما أطلقت إسرائيل سراح 369 معتقلا فلسطينيا من سجونها.

ومن المتوقع أن يبحث روبيو في إسرائيل المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الوسطاء يأملون أن تبدأ "الأسبوع المقبل في الدوحة" المحادثات حول المرحلة الثانية. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن "الوسطاء الدوليين يكثفون ضغوطهم على تل أبيب من أجل بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضافت الهيئة أن "نتنياهو رفض إدخال الكرافانات والمعدات الهندسية إلى قطاع غزة بعد مشاورات أمنية ، لافتة لوجود شروط جديدة في المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وقالت مصادر عبرية إن "المستوى السياسي الإسرائيلي أوصى بضرورة استمرار المرحلة الأولى لاتفاق غزة، مؤكدة على وجود توافق بشأن الضغط لدمج الدفعتين السابعة والثامنة من الصفقة".

وأعرب نتنياهو السبت عن تقديره "للدعم المطلق" من ترامب للقرارات الإسرائيلية المقبلة بشأن قطاع غزة.

من جانبه، كتب ترامب على موقعه "تروث سوشال" بعد إتمام عملية التبادل الجديدة "يتعين على إسرائيل الآن أن تقرر ما ستفعله بشأن الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الرهائن" مؤكدا "ستدعم الولايات المتحدة القرار الذي ستتخذه!".

وبعد الاجتماع المقرر مع نتنياهو في الساعة 10:00 (8:00 ت غ)، يلتقي روبيو وزير الخارجية جدعون ساعر والرئيس إسحق هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لابيد.