رواية الإذاعة والتلفزيون التركية تتمدد باللغة الفرنسية

أنقرة - أعلنت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) الثلاثاء إطلاق منصة رقمية متخصصة بنشر الأخبار والمواد الإعلامية المختلفة لمخاطبة الجمهور الناطق باللغة الفرنسية.
وقالت المؤسسة (مقرها أنقرة) في بيان إن مشروعها الجديد الذي سيعنى بالمجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها، سيحمل اسم “TRT Français” ويكون جزءا من خطتها للتوسع عالميا.
وسبق أن أطلقت المؤسسة التي تأسست عام 1964، 4 منصات دولية هي “TRT World” بالإنجليزية و”TRT عربي”، إضافة إلى منصتين بالألمانية والروسية.
وتسعى الشبكة التركية لتكون إحدى المؤسسات الإعلامية العالمية من خلال خدمتها الناطقة بالإنجليزية “TRT World”. وقال عمر فاروق نائب مدير عام المؤسسة مسؤول قنوات البث الدولية إن “الخدمة تضع نصب عينيها الوصول إلى هدف تحسين معيشة الفئات الضعيفة والمهمشة”. وذكر فاروق أن “ما يهم الشبكة إجلاء الحقيقة وبث روح الإبداع في نحو 76 مليون شخص تعد الفرنسية لغتهم الأولى و274 مليونا آخرين يتحدثون بها عبر العالم”.
وينظر إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأناضول التركيتين على أنهما مركز القوة الإعلامية التي تسعى تركيا من خلالهما للتمدد وفرض خارطتها الإخبارية في العالم.
☚ الشبكة التركية توسعت لتصبح لاعبا أساسيا على الصعيد الإعلامي العالمي، وتحولت إلى مركز ضخم للإنتاج الإعلامي
وتمكنت تركيا من فرض نفسها كقوة إعلامية بديلة منذ دخول شبكتها الإعلامية العمومية ميدان الإعلام الدولي عام 2016.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد وصف شبكة “TRT العالمية” الناطقة باللغة الإنجليزية عند انطلاقتها، باعتبارها “نافذة جديدة على العالم”.
وأثنى أردوغان في خطاب ألقاه آنذاك أمام المجمع الرئاسي بأنقرة على رسالة “TRT العالمية” في وقت أصبحت فيه وسائل الإعلام الدولية تبث محتوى متشابها. وأضاف “إن مهمة TRT World تتمثل في إعادة سرد القصص بلغة جديدة، وتقديم الميكروفون لمن لا يُسمح لهم بالتحدث، وتشغيل الكاميرا على أصوات لا تُرى”.
وتوسعت الشبكة لتصبح لاعبا أساسيا على الصعيد الإعلامي العالمي، وتحولت إلى مركز ضخم للإنتاج الإعلامي يشغل أكثر من 600 موظف وموظفة من 36 بلدا ويتوفر على 4 مراكز للبث في لندن وسنغافورة وواشنطن بالإضافة إلى استوديوهات مركزية في إسطنبول.
وتشمل مساحة تغطية وكالة الأناضول بقعة جغرافية واسعة تمتد من آسيا إلى أوروبا، ومن الأميركيتين حتى أفريقيا، ومن الشرق الأوسط إلى البلقان. ويمكن النظر إلى تطور الأناضول على أنه نتيجة ملموسة للتقدم نحو أهداف تركيا لعام 2023، حيث أن عملها الصحافي بـ13 لغة يتوافق مع أهداف تركيا.
وأشارت دراسة إلى أنه يُمكن اعتبار إطلاق النسخ العالمية لوكالة الأناضول ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون تطورا طبيعيا يُعبّر عن تطلع الوكالة إلى المزيد من الانتشار عبر البث بلغات مختلفة، إلا أن ذلك الإطلاق يعود بالأساس إلى أسباب سياسية وليست إعلامية.
وهذا الوضع الجديد وفّر لتركيا إمكانية أن تظهر نفسها بلغات مختلفة، وتشكل “القوة الناعمة” للحملات التي تقودها أنقرة في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية والصناعات الدفاعية، لذلك فإن وكالة الأناضول ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون تعدان أكثر من وسائل إعلام بالنسبة إلى الحكومة التركية، بل إنهما سلاحان لترويج الرواية التركية في الخارج.
وأصبحت وكالة الأناضول ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون نقطة الانطلاق في حروب المعلومات التي تخوضها تركيا. فعلى مدى السنوات الست الماضية تراجعت عن موضوعيتها التحريرية في سبيل تقديم وجهات النظر الموالية للحكومة بحماس منقطع النظير.