رهان مغربي على الإعلام الرياضي لإنجاح تنظيم كأس العالم 2030

منذ الإعلان عن منح الفيفا تنظيم مونديال 2030 لكرة القدم بشكل مشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال، انخرطت السلطات المغربية بكامل طاقتها في التحضر للحدث الرياضي العالمي، ويبرز دور الإعلام الرياضي لإظهار هذه الجهود للعالم وما وصلت إليه الإنجازات التي تحاول بعض وسائل الإعلام الأجنبية تشويهها.
الرباط - يتحمل الصحافيون الرياضيون مسؤولية كبيرة في مهمة إنجاح تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، الذي يعتبر الرهان الأكبر بالنسبة إلى المغاربة على كافة المستويات خصوصا مع محاولات منابر أجنبية إجهاض الجهود المغربية والمشاريع التي يجري العمل عليها في سباق مع الوقت استعدادا للحدث الكروي العالمي.
وانعقد السبت بالرباط المنتدى الوطني الأول للإعلام الرياضي، بمشاركة صحافيين ومختلف الفاعلين في المجال الرياضي. تحت شعار “رهانات الإعلام الرياضي الوطني في أفق استحقاقات 2030”.
وقال وزير الشباب والثقافة والاتصال محمد مهدي بنسعيد إن تنظيم المملكة المرتقب لأحداث رياضية كبرى على غرار كأس العالم وكأس أفريقيا للأمم سيبرز الدور المهم للصحافيين الرياضيين.
ويؤكد تنظيم المغرب لهذه الفعاليات العالمية الرياضية مسؤولية الصحافيين في توصيل الرسائل بأن هذه الأحداث ليست مجرد محطات رياضية، بل أيضا محطات لتنمية اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، إذ تترافق بمشاريع تنموية واسعة النطاق في كافة أنحاء المملكة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها لإبراز ما وصلت إليه الإنجازات التي تحاول بعض وسائل الإعلام الأجنبية تشويهها خصوصا الجزائرية.
وأعرب بنسعيد عن أن المنتدى الوطني الأول للإعلام الرياضي “يشكل فرصة لفتح النقاش مع المعنيين بالدرجة الأولى الصحافيين الرياضيين”، مشيرا إلى أن هؤلاء تقع على عاتقهم مسؤولية تسليط الضوء على التقدم الذي حققته المملكة والترويج للوجهات المغربية على كافة المستويات.
وشملت الإنجازات المغربية استعدادا لتنظيم مونديال 2030 لكرة القدم ونهائيات كأس أفريقيا للأمم 2025، حزمة من المشاريع في البنى التحتية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، تأهيل ستة ملاعب وبناء ملعب جديد، بميزانية تفوق 14 مليار درهم ( 1.4 مليار دولار).
وتم اختيارها في كل من طنجة والدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس (شمال) وأغادير(وسط)، بالإضافة إلى بناء ملعب جديد في مدينة بنسليمان (شمال غرب)، وفق بيان الحكومة.
وأكد رئيس الجمعية الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع أن دور الصحافيين الرياضيين “محوري” في إنجاح تنظيم نهائيات كأس العالم 2030. مضيفا أن دورهم أساسي في جميع الأحداث الرياضية الدولية المرتقبة في المغرب.
وفي الرابع من أكتوبر الماضي أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس منح الفيفا تنظيم مونديال 2030 لكرة القدم بشكل مشترك لبلاده ولإسبانيا والبرتغال، وفق بيان الديوان الملكي.
ومنذ ذلك الوقت انخرطت السلطات المعنية بكامل طاقتها في التحضر للحدث الرياضي العالمي، وتدرك اليوم أن تهيئة الإعلام الرياضي ووضعه على السكة الصحيحة من خلال التدريب والإعداد ومواكبة التكنولوجيا الحديثة هو جزء أساسي من هذه التحضيرات.
وشكل المنتدى فرصة لتسليط الضوء على النقاط الرئيسية لتضافر جهود الحكومة مع الصحافيين ووسائل الإعلام لمواكبة الأحداث الرياضية، التي يشارك فيها المغرب دوليا، من المؤسسات المشغلة والجهات ذات الصلة، بالإضافة إلى منح الصحافيين دعما معنويا من خلال إحداث جائزة للإعلام الرياضي تتضمن كل التخصصات محليا وجهويا.
وأكد لقجع أن الصحافيين الرياضيين هم من يروجون للصورة الحقيقية للمغرب وثقافة النجاح في المجال الرياضي. واعتبر أن الصحافي الرياضي يقوم أيضا بدور مهم في مكافحة الأخبار الزائفة وتسليط الضوء على جهود المملكة المتواصلة في كافة المجالات، وخاصة في تطوير قدراتها في خدمة كرة القدم والرياضة بشكل عام.
وأضاف أن الجسم الصحافي الوطني والصحافيين الرياضيين على وجه الخصوص، ينبغي أن يشكلوا جبهة موحدة للدفاع عن المغرب.
وأشار رئيس “لجنة كأس العالم 2030” إلى أن أهم جانب في تنظيم كأس العالم هو صورة المغرب وحضارته وإمكانياته التنموية، مضيفا أنه من الضروري الترويج والتعريف بمؤهلات المملكة وبديناميكيتها على المستوى الدولي بفضل هذا الحدث الرياضي الكبير.
وشكل هذا المنتدى، الذي نظمه المعهد العالي للإعلام والاتصال والمجلس الوطني للصحافة والجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال – قطاع الاتصال، فرصة لتبادل التجارب الناجحة على المستويين الوطني والدولي بين الإعلاميين، والأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجال الصحافة الرياضية.
وأشار رئيس الجمعية الدولية للصحافة الرياضية جياني ميرلو إلى أن المنتدى الأول للإعلام الرياضي بالمغرب يمثل فرصة جيدة لمناقشة واستكشاف التطورات في هذا المجال الذي يواجه تحديات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
وقال إن الأمر يتعلق بفرصة سانحة لدراسة دور الصحافي الرياضي في المغرب في ظل تنظيم المملكة المرتقب لكأس العالم 2030، مضيفا أن الصحافي الرياضي يواجه حاليا العديد من التحديات مثل تأثير التكنولوجيا الجديدة، ومن ثم تأتي أهمية هذا اللقاء لتمكينه من التطور بغية التكيف مع المتغيرات.
استعدادا لتنظيم مونديال 2030 لكرة القدم ونهائيات كأس أفريقيا للأمم 2025 شملت الإنجازات المغربية حزمة من المشاريع في البنى التحتية منها تأهيل ستة ملاعب وبناء ملعب جديد
وفي كلمة باسم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، ذكر بأن الاختيار الذي وقع على المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، يجسد اعترافا بالمكانة الخاصة التي تحظى بها المملكة على الصعيد الدولي، وبقيم التسامح والتعايش التي تميزها.
وأضاف أن الإنجازات التي حققتها الرياضية الوطنية وخاصة على مستوى كرة القدم ساهمت في تسليط الضوء على مدى شغف المغاربة بهذه الرياضة، مشيرا إلى أن الديناميكية الرياضية المتميزة التي تشهدها المملكة تشمل كافة التخصصات الرياضية.
وأوضح أن الرياضة تجاوزت الأوجه التقليدية لتصبح حاضرة بقوة في مخططات التنمية بالمغرب، وأحد آليات الاندماج الاجتماعي وتربية الناشئة.
وأوصى المشاركون بإعادة تحديد مفهوم الإعلام الرياضي، بناء على التطور الذي يشهده المجال وأدواره محليا ووطنيا ودوليا وأساسا الرقمي منه.
وشددوا في توصيات توجت أشغال المنتدى، على ضرورة التركيز على التكوين الدراسي الأكاديمي بفتح ماجستير للإعلام الرياضي من قبل المعهد العالي للإعلام والاتصال، والتكوين المستمر باعتماد من المؤسسات والجمعيات الرياضية بشراكات مع المؤسسات الرياضية والحكومية.
وتطرق بدرالدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، في كلمته إلى الإخلالات التي يعاني منها الإعلام الرياضي، والتي يتعين معالجتها حتى يستجيب لمتطلبات العصر ومرافقة النجاحات التي تحققها الرياضة المغربية، وكذلك مواكبة التظاهرات الكبرى التي سيحتضنها المغرب.
وشدد على الحاجة الماسة إلى فضاء جديد ومقاربة أكاديمية في إطار علمي صلب، هي تغيير واقع الإعلام الرياضي، والقضاء على بعض الممارسات المشينة التي يشهدها هذا القطاع وغلق الأبواب في وجه المتطاولين.
كما حثت التوصيات على إحداث “تنسيقية بين الجمعيات الأكثر تمثيلية” للترافع والتواصل مع المؤسسات، فضلا عن الدفع نحو تنظيم مناظرة وطنية للإعلام الرياضي لوضع قواعد جديدة.
ودعا المشاركون في المنتدى إلى العمل على تثمين الإرث التاريخي للمغرب، عند تنظيمه التظاهرات الدولية من خلال الإعلام الرياضي، إضافة إلى إحداث متحف للإعلام الرياضي بغرض التوثيق والتسجيل. وتم خلال هذا اللقاء تكريم صحافيين رياضيين مغاربة.